هآرتس: الجنرال المتوارع يهودا فوكس
هآرتس 11/7/2024، جدعون ليفي: الجنرال المتوارع يهودا فوكس
مثل كل أمر في الجيش الاسرائيلي، ايضا الجنرالات ينقسمون الى ثلاثة اقسام. القسم الاكبر هو الجنرالات الذين ليست لهم هوية ولم يسمع الجمهور عنهم، وبالتأكيد لم يسمع عن مواقفهم. هؤلاء يترقون في سلم الرتب ويتسرحون وينتقلون الى العمل في شركة للسلاح، هذا كل ما في الامر. الاقسام الاخرى هي الأقلية، الجنرالات من اليمين، المستوطنون الذين يرتدون القبعات، المقاتلون الذين يذهبون بحماسة الى المعركة، الضباط “القيميون” و”الاخلاقيون” و”اليساريون” الذين يطلقون النار ويتباكون ويتسلحون بخطاب توبيخ صارخ. هذا بشكل عام الاسوأ والاكثر نفاقا. قائد المنطقة الوسطى التارك، يهودا فوكس محسوب على هذه المجموعة.
خلال سنوات ولايته الثلاثة تم بناء حوله اسطورة عدو المستوطنين الظاهر، المجموعة الابتزازية والمتهكمة في المجتمع التي يمكن للحريديين أن يتعلموا منها فصل في الابتزاز، تعرف مهنتها: المستوطنون يهاجمون من اجل اثارة الرعب. من يوجد لديه شك حول العلاقة الحقيقية لفوكس مع المستوطنين يفضل أن يستمع الى خطاب وداعه. الاغلبية الساحقة من بينهم بالنسبة له هم مواطنون يحافظون على القانون.
لا يجب قول الكثير عن فوكس. فلا يوجد أي مستوطن يحافظ على القانون، وبالتأكيد ليس القانون الدولي الذي يسري ايضا على اسرائيل. وغالبيتهم ايضا يتفاخرون بأعمال الشغب التي تؤدي الى تحقق معجزة اوريت ستروك. فوكس كان صديق للمستوطنين مثل كل قادة المنطقة الوسطى، بدءا برحبعام زئيفي وانتهاء به. جميعهم ينفذون الاوامر الحقيرة لشبيبة التلال.
لكن قائد المنطقة هو قبل أي شيء آخر الذي يحتل السكان الفلسطينيين. فترة ولاية فوكس في الضفة الغربية كانت من اكثر الفترات وحشية، التي شاهدها الفلسطينيون. هكذا هو الامر بشكل عام مع القادة المتنورين. فوكس يخلف وراءه ضفة خربة، نازفة، محطمة، عاطلة عن العمل، تهدد بالانفجار، مغلقة وفقيرة كما لم تكن منذ الانتفاضة الثانية. لا يوجد أي ضابط لديه قيم مسؤول عن سلوك متوحش جدا، حتى لو أن بن كسبيت، الممثل الاصيل للوسط العسكري والقومي المتطرف الذي يعتبر نفسه متنور، كتب في “تويتر”: “فوكس هو ضابط قيمي، وطني اسرائيلي، لم يهرب من الاسئلة القاسية… شكرا لك، يا يهودا”. على ماذا نشكره؟ هل لأنه جعل الضفة انقاض؟ هل لأنه في فترة ولايته قتل 539 فلسطيني في تسعة اشهر، من بينهم 131 طفل؟ من الجيد أن المستوطنين تظاهروا ضده، لأن هذا الامر محظور على الفلسطينيين. ولكن أي ضفة يخلف هذا الضابط القيمي بالنسبة لكسبيت وأمثاله. فوكس أدخل الى الضفة الغربية الطائرات التي تقتل اكثر، واعاد وضع الحواجز بصورة تقريبا تثير الاشتياق للانتفاضة.
بن كسبيت لا يعرف كما يبدو عما يدور الحديث. هذا ايضا لا يهمه. ولكن فوكس يعرف جيدا ما الذي فعله بالمجتمع الفلسطيني. لا يمكن الآن التخطيط لأي شيء في الضفة. الآن يكون الشارع مفتوح وبعد لحظة يكون مغلق. تنكيل من اجل التنكيل. انظروا الى سلوك الجنود في الحواجز.
هل قمت بمعاقبة أي أحد، أيها القائد؟ ازدحامات السير فقط لأن الجنود يتوقون لذلك، في كل يوم وفي كل مكان. ليرى فوكس ما الذي خلفه جنوده في مخيم طولكرم وفي مخيم جنين، الدمار بأبعاد غزية تقريبا. ليحاول أن يذهب الى طولكرم في الشارع الذي لم يعد قائما. “عدو المستوطنين” سمح باقامة افيتار المجرمة، التي ثمانية من الفلسطينيين ضحوا بحياتهم بسببها. جنوده قاموا بقتلهم عبثا. فوكس سمح لدانييلا فايس باقامة هذه المكرهة الفظيعة مثلما سمح باقامة عشرات البؤر الاستيطانية المتوحشة في الفترة الاخيرة، التي جميعها هي عنيفة.
لا يمكن الحزن على المستوطنين العنيفين في الوقت الذي كان من المفروض أن يقوم فوكس بوقفهم. هل رأى سلوك جنوده في المذابح في حوارة وفي اماكن اخرى، ما الذي سيقوله الضابط القيمي.
فوكس سيستبدله الجنرال آفي بلوط، وهو مستوطن ترعرع في الاصيص العفن لنفيه تسوف، وتعلم في المدرسة التمهيدية العسكرية في عيلي. لا يصعب تخمين مواقفه بالنسبة للفلسطينيين والانسانية والقانون والعدالة. هذا لن يغير أي شيء. فوكس المتنور، مثل بلوط اليميني، لن يعتبر الفلسطينيين في أي يوم من البشر.