ترجمات عبرية

هآرتس: الجميع شركاء في تدمير غزة، نتنياهو والجيش ووسائل الاعلام

هآرتس 18/5/2025، جدعون ليفيالجميع شركاء في تدمير غزة، نتنياهو والجيش ووسائل الاعلام

الجيش الاسرائيلي بدأ في نهاية الاسبوع بعملية تدمير في غزة؛ كل اسرائيل شريكة في ذلك، سواء من خلال غض النظر أو التجاهل. لا أحد بريء. في المقام الاول بالطبع، بنيامين نتنياهو. فهو الآن يكتب الفصل الحاسم في سيرته الشخصية السياسية. هكذا سيتم تذكره. ليس الانقلاب النظامي أو انجازاته السابقة، أو حكومته الفاشلة أو محاكمته الجنائية. “عربات الابادة الجماعية” التي يركب عليها الآن الجيش الاسرائيلي بأمر منه هي التي ستحدد ارثه. الى الابد سيتم تذكره كمدمر غزة. وكل ما بقي سينسى له، وسيظهر ناصع كالثلج. بعد خمسين سنة عندما سيقرأ شخص ما كتب عنه في الموسوعة الالكترونية فسيجد: بنيامين نتنياهو مدمر غزة. وزراءه سيتم نسيانهم، لحسن الحظ. لا أحد في مجموعة الخرقة البالية، عديمي الفهم هؤلاء، سيتم تذكره، ولا حتى وزير الدفاع يسرائيل كاتس.

مقاول التنفيذ الرئيسي هو رئيس الاركان ايال زمير. فقد وعد ونفذ ايضا مشروع التدمير هذا. هكذا سيتم تذكر زمير، رئيس اركان التدمير. قائد سلاح الجو تومر بار سيكون شريكه الاكبر. الطيار الاول في سلاح التدمير من الجو، الذي ذبح الطيارين تحت مسؤوليته من الجو عشرات آلاف الاشخاص بدون تمييز أو شفقة، والآن سيواصلون عملهم بشكل اكثر شدة، بدون هدف أو جدوى. لا يمكن غفر جرائمهم، أيديهم ملطخة بالدماء. اذا بقي لدى أي أحد شك، فقد جاءت الـ 19 شهر الاخيرة واثبتت أن الاشرار حقا هم لسلاح الجو. 

معهم سيتم تقديم لمحاكمة التاريخ كل اعضاء طاقم القيادة العليا في الجيش الاسرائيلي، الذين لم تكن لأي واحد منهم الشجاعة لفتح فمه أو وضع جانبا رتبته. هكذا سيتم ذكرهم، قادة الجيش الاسرائيلي، حتى لو كانوا الآن هم ابطال الساعة بالنسبة لاسرائيليين كثيرين. سواء تتم تقديمهم للمحاكمة في لاهاي أم لا، هذه ستكون محكمة التاريخ لهم، وهي التي ستقرر. هم لم يرسلوا الجيش الاسرائيلي الى حرب اخرى، لأنه لم يعد هناك أحد يرسلونه اليه، بل ارسلوه الى عملية تدمير واضحة وعلنية. في الفترة الاخيرة تمت ازالة كل شباك التمويه، ليس فقط عن سيارات القتل، بل عن كلمة المفتاح ايضا: اسرائيل تقول ان توجهها هو تدمير غزة بشكل مطلق ونهائي، وتجميع اللاجئين الذين بقوا في منطقة مكتظة واحدة بعد شهرين ونصف على التجويع وجعلهم يستسلمون. هذه ليست حرب، لأنه في الحرب يوجد طرفان متحاربان، بل هذا هجوم بربري على الانقاض وعلى مليوني نازح، في حالة صدمة وتعب واعاقة ومرض، ولا يوجد لهم أي ملجأ. اذا تجرأ الجيش الاسرائيلي على توزيع الاوسمة بعد انتهاء هذه “الحرب” فهذه ستكون اوسمة الابادة الجماعية للقادة المتميزين.

مثل القادة، ايضا الجنود الذين يشاركون في ذلك هم شركاء. البعض منهم سيندمون ذات يوم، آخرون سينفون التهمة. ماذا سيقولون لاولادهم؟ هل سيقولون لهم بأنهم قاموا بتسوية غزة بالارض؟ وأنهم قصفوا المستشفيات والمدارس؟. ليس فقط الحكومة والجيش، فقد كان هناك من قاموا بالتغطية والتشجيع والاخفاء والكذب، أي وسائل الاعلام الاسرائيلية في معظمها. تدمير غزة سيكون مسجل ايضا على اسمهم. هم كانوا شركاء. هذه هي اللحظة الاكثر اهانة في أي وقت. رياح التحريض هبت في الاستوديوهات، بدءا بالمقدمين اللطيفين ومرورا بالمحللين الفاشيين وانتهاء بمعظم “المراسلين” العسكريين. جيش كبير من رجال الدعاية القوميين المتطرفين، الذين قاموا بالتحريض والشرعنة.

وسائل الاعلام الشجاعة والنزيهة كان يمكنها منع العملية. تقريبا لا توجد لدينا وسائل اعلام كهذه. وسائل الاعلام المهنية التي كانت تظهر لنا غزة في الـ 19 شهر الاخيرة، ولا تخفيها بمثل هذه الغطرسة فقط من اجل أن تظهر لطيفة امام المستهلكين، وتقول الحقيقة عن “الحرب” التي تم استئنافها، كانت ستجعل الكثير من الاسرائيليين يخرجون غاضبين الى الشوارع، ليس فقط من اجل المخطوفين، بل ايضا من اجل المليوني شخص الابرياء. ايضا احفاد يونيت ليفي وداني كوشمارو ربما سيسألون في يوم من الايام: هل كنتم مع؟ واذا لم تكونوا فلماذا قمتم بتطبيع كل شيء؟ احفاد نير دبوري واور هيلر وكل الذين قرعوا طبول الحرب لن يسألوا أي شيء، بل سيخجلون.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى