هآرتس: الجمهور لم يقتنع بان احتلال غزة مبرر، بالتالي، نتنياهو وكاتس استهدفا زمير

هآرتس – عاموس هرئيل – 13/8/2025 الجمهور لم يقتنع بان احتلال غزة مبرر، بالتالي، نتنياهو وكاتس استهدفا زمير
المواجهة الحالية الصاخبة بين وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان ايال زمير، التي اندلعت مساء امس، لا تجري في فراغ. يبدو ان هذا جزء من الصراع على الصلاحيات للتقرير بشان تعيين الضباك الكبار في الجيش. عمليا، هذه المواجهة تحدث على خلفية ضائقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو كما ظهر ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده اول امس. أيضا قرار زمير اصدار 50 ألف امر تجنيد للحريديين، في الوقت الذي تضغط فيه الأحزاب الحريدية على نتنياهو لاجازة قانون الاعفاء، يصب الزيت على النار.
نتنياهو لا ينجح في اقناع الجمهور بعدالة قرار الكابنت الذي يقضي باحتلال الجيش الإسرائيلي لمدينة غزة بالكامل. يبدو ان شريحة كبيرة في الجمهور الإسرائيلي لا تصدق رئيس الوزراء، ان هذه الطريقة ستحقق النصر الحاسم في القطاع، الذي افلت منه خلال 22 شهر رغم وعوده المتكررة. زمير يواصل التحذير من تعقيد محتمل في عملية احتلال المدينة، الذي قد يجبي حياة الكثير من الرهائن والجنود. في غضون ذلك نتنياهو قام بالمراوغة في عدة تصريحات محرجة ومتناقضة، حول قانون الاعفاء من الخدمة العسكرية وموقف رئيس شاس اريه درعي وكيفية إدارة الحرب حتى الآن. نتنياهو يهدف الان الى تحقيق هدفين، تحميل المسؤولية الكاملة عن الإخفاقات السابقة، لا سيما عن مذبحة 7 أكتوبر، للقيادة المهنية وكبار قادة الجيش والشباك، وفرض ارادته على من استبدلوهم، الذين نجح في اجبارهم على الاستقالة. كاتس كالعادة يحرص على تنفيذ أوامر سيده مع القليل من الحقد.
المواجهة التي اندلعت في منتصف الليل تركزت للمرة الثالثة في ولاية كاتس على تعيين الضباط الكبار. رئيس الأركان اجرى امس نقاش حول التعيينات، 27 تعيين جديد، برتبة عميد وعقيد. يبدو ان واحد منها على الأقل اثار الحساسية في مكتب الوزير، وهو تعيين براك حيرام في المنصب الارفع، رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان. حيرام كقائد لفرقة الاحتياط 99 كان من كبار الضباط الأوائل الذين ذهبوا الى الغلاف في صباح 7 أكتوبر. في المعركة في كيبوتس بئيري ثار انتقاد على قراره حول قضية تمترس المخربين مع رهائن في بيت باسي كوهين. التحقيقات العسكرية لم تعثر على إخفاقات استثنائية في سلوكه، وتم تعيينه كقائد لفرقة غزة، رغم تحفظ عدد من سكان الكيبوتس. الان قرر زمير انه ستتم ترقيته في الصيف القادم.
كاتس ونتنياهو لا يهتمان بمصير حيرام أو بمشاعر سكان الغلاف، كما يثبت ذلك انغلاقهما حول موضوع إعادة المخطوفين. الهدف مختلف وهو اضعاف شعبية رئيس الأركان قبل احتمالية خروج العملية في غزة الى حيز التنفيذ. زمير كشخص مكبوح وضعيف سيجد صعوبة في معارضة قرارات رئيس الحكومة والكابنت. وفي نفس الوقت العملية تخدم المعركة على الرواية. نتنياهو، الذي يحسن ملاحظة الاخطار الكامنة له، ينشغل طوال الوقت في تحميل المسؤولية للمستوى المهني، الذي حسب رايه لم يشده من ياقته عشية المذبحة. هكذا، هو يستطيع القول بانه ينام الان وضميره مرتاح. لو ان الجنرالات فقط كلفوا انفسهم عناء ايقاظه قبل بضع ساعات لما كانت المذبحة حدثت.
المعركة على استنتاجات 7 أكتوبر تستمر على عدة اصعدة. هناك تقرير مراقب الدولة الذي نتنياهو معني بان يتم استخدامه كبديل للجنة التحقيق الرسمية، التي لا ينوي تشكيلها. الان تتبلور مسودة تقرير طاقم ضباط الاحتياط برئاسة الجنرال سامي ترجمان، الذي عينه زمير على الفور بعد تسلمه لمنصبه في اذار الماضي من اجل فحص استنتاجات التحقيقات تحت رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي. في الشباك أيضا، بعد اجبار رونين بار على تقديم استقالته وقبل تسلم المرشح اللواء دافيد زيني للمنصب، نتنياهو يتوقع خطوات ترسخ بالنسبة له خدمة مخلصة ومطيعة.
الحرب الثنائية للبيانات بين مكتب وزير الدفاع ومكتب رئيس الأركان في الليل لا تبشر بالخير. كاتس اصدر بيان بعد منتصف الليل قال فيه ان التعيينات تمت من قبل زمير بدون تنسيق وبدون موافقته المسبقة. وبعد اقل من ساعة اصدر المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي بيان من قبل زمير الذي صمم فيه على حق رئيس الأركان باتخاذ القرار حول التعيينات، التي ستصل بعد ذلك الى الوزير من اجل المصادقة عليها. في 7 أكتوبر اصدر مكتب كاتس بيان آخر تمترس فيه في موقفه: لم يكن اجراء سليم، الوزير يجب عليه فحص بعض التعيينات على خلفية 7 أكتوبر، الجيش والقادة ذوي العلاقة يجب عليهم الآن التركيز على احتلال غزة.
وزراء الدفاع في السابق قاموا بجس نبض رؤساء الأركان حول التعيينات، التي لا تهمهم بشكل خاص، التي فيها الوزير هو بشكل عام هو خاتم مطاطي لارادة الجيش. الخلاف سيء الصيت بين الوزير اهود باراك ورئيس الأركان غابي اشكنازي في 2010، عندما امتنع باراك عن الموافقة على عشرات التعيينات لاشكنازي بسبب الخلاف بينهما حول قضية هرباز. حتى قبل الصراع الحالي كان هناك امر معين اغضب كاتس وهو الجدال الطويل بينه وبين زمير حول رغبة الوزير في تعيين السكرتير العسكري العميد غاي ماركيزنو، في منصب رئيس مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق برتبة لواء.
كاتس وزمير يظهران الان كمتحمسين لهذا الخصام، الذي في حالة كاتس يجري نيابة عن نتنياهو. الفرق بين الطرفين هو ان رئيس الحكومة والوزير متحرران ليس فقط من تانيب الضمير، بل من الاعتبارات الموضوعية. زمير يلعب هنا البوكر بمخاطرة كبيرة: رغم التداعيات الجماهيرية الشديدة لمثل هذه العملية، الا انه لا يمكن استبعاد احتمالية محاولتهما التخلص منه عشية الدخول الى غزة، اذا كان هناك عملية كهذه. الهدف سيكون تحويل الجيش الإسرائيلي، وفي موازاة ذلك الشباك، الى نسخة للشرطة تحت وزير الامن الوطني ايتمار بن غفير. التفكير في انه هكذا ستتم إدارة عملية عسكرية خطيرة ومشكوك فيها ومختلف عليها في أوساط الجمهور، السيطرة على مدينة غزة، يثير القشعريرة.