هآرتس: التهديد المستمر للحريديين بالانسحاب من الحكومة لا يوجد له أي غطاء

هآرتس 8/5/2025، رفيت هيخت: التهديد المستمر للحريديين بالانسحاب من الحكومة لا يوجد له أي غطاء
هذا النموذج اصبح ثابتا: بين حين وآخر الانباء تجلب للقوائم الحريدية حدث معين (بشكل عام ارسال أوامر التجنيد التي هي في الأصل لا احد يطبقها)، بعد ذلك الوزراء وأعضاء الكنيست يبدأون بالتحدث. يهددون بعدم التصويت على مشاريع القوانين لاعضاء آخرين في الائتلاف – الامر الذي أدى امس الى الغاء كل مشاريع القوانين للحكومة من جدول الاعمال – مهددين باسقاط الحكومة وواضعين خطوط نهاية جديدة ومقسمين بأنها في هذه المرة هي حقيقية.
هذا الضغط هو في العادة يكون نتيجة موجات اضطراب في قاعدة الحريديين، التي تخضع بالفعل لعقوبتين اقتصاديتين تسببان لها قلق كبير: الغاء الدعم لطلاب المدارس الدينية والمدارس العامة، وإلغاء الدعم لرياض الأطفال التي يتم الاشراف عليها لاولاد الحريديين الذين هم في جيل التجنيد. الحريديون يخافون من توسعها أو من استمرار تطبيقها على الذين لن يتجندوا في حالة انطبقت الشروط عليهم. مع ذلك، سيكون من الجيد تطوع بعضهم، الذين ليسوا من طلاب المدارس الدينية، لكنهم يرفضون التطوع حتى الآن.
بين حين وآخر، عندما تعود أوامر التجنيد الى العناوين، الحريديون يتذكرون أنه قبل سنتين ونصف تم وعدهم بصورة قانون تاريخي للاعفاء من التجنيد. الإهانة والغضب تغرقهم، وحينئذ تأتي نوبة الغضب الائتلافية من النوع الذي شاهدناه في الفترة الأخيرة. مصدر في القوائم الحريدية قال: “نحن كنا على ما يرام فيما يتعلق بالميزانية، وتنازلنا عن أشياء كثيرة. مع ذلك، يماطلون. نحن محبطون جدا”. في العادة في مثل هذه المواقف الطارئة يجمع نتنياهو السياسيين الحريديين، وفي مرات كثيرة أيضا يعمل من فوق رأسهم ويتحدث مباشرة الى المحاكم والحاخامات والجهات المؤثرة في المجتمع، ويقنعهم بأن الحل يوجد هنا على مرمى حجر، وأنه مع القليل من الصبر فان كل شيء سينجح. ان اقالة يوآف غالنت واستبداله بيسرائيل كاتس مثلا، كانت بادرة حسن نية كبيرة نسبيا في هذا السياق، التي كان يمكن تفسيرها بأنها دليل على الجدية. وفي الواقع هذا اكسب نتنياهو المزيد من الوقت الثمين في الحكم. ولكن رئيس الوزراء لا يمكنه توفير هذه البضاعة، سواء الآن أو في المستقبل.
الموقف الثابت لرئيس لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، يولي ادلشتاين، ووزير الصهيونية الدينية اوفير سوفير، والأعضاء الثلاثة في الكنيست من الليكود (موشيه سعادة ودان ايلوز وايلي دلال) رافقه واقع ناشيء يتشكل من قبل شركاء نتنياهو في الصهيونية الدينية. عشية غزو متجدد لغزة بهدف واضح هو احتلال القطاع وإقامة حكم عسكري هناك، فان اعفاء الحريديين من التجنيد هو سيناريو سخيف.
على خلفية الاضطرابات المتجددة تسربت امس انباء عن اجتماع دراماتيكي مزعوم يضم نتنياهو ويسرائيل كاتس ويولي ادلشتاين وآريه درعي، الذي تم تسويقه لاعضاء الكنيست الحريديين بأنه لقاء مصيري سيحسم الأمر. ولكن في الحقيقة اللقاء تم تسريبه، فضلا عن غياب أي ممثل عن حزب يهدوت هتوراة (فوق كل شيء تاريخ الخداع المجيد لرئيس الحكومة) يدل على أن ما كان هو ما سيكون. لا يوجد قانون أو تجنيد. مجرد تضييع الوقت وإبقاء اكبر عدد ممكن من الكرات في الهواء.
حسب تقديرات مصادر سياسية كثيرة فان الحريديين ربما سيمتنعون عن تأييد مشاريع قوانين لاعضاء الائتلاف في الفترة القديمة القادمة، ولكنهم لن يسقطوا الحكومة. قبل سنة تقريبا تلمسوا خطواتهم في مناطق بني غانتس في محاولة لخلق رافعة ضغط على نتنياهو. حسب مصدر مطلع فان التلمس لم يكن حقا اكثر من تلمس. وغانتس أوضح لهم أيضا بأنه لا ينوي تزويد بضاعة التهرب من الخدمة.
لا يوجد للحريديين بديل عن نتنياهو، الذي حكومته تخرق قرارات المحكمة العليا في هذا الشأن، وتمد النقاشات في الالتماسات المختلفة حول هذا الموضوع بقدر الإمكان.
مع ذلك، الهزة الحالية يوجد لها ثمن، وقضية تجنيد الحريديين تجثم على الائتلاف. “توجد ديناميكية غير جيدة في داخل الائتلاف”، قال كبير في الائتلاف. “الآن شاس ويهدوت هتوراة لا تصوت لصالح قوانين الحكومة، وفي الغد سيأتي سموتريتش ويقول بأنه لا يناسبه التصويت اذا لم يفعلوا كذا وكذا. هذه الدورة نحن سنجتازها، لكن كما يبدو، في بداية الدورة القادمة توجد احتمالية كبيرة لحل الائتلاف”.