ترجمات عبرية

هآرتس: التصريح الذي قدمه نتنياهو تظهر محاولة لاتهام بار بالمذبحة

هآرتس 28/4/2025، عاموس هرئيل: التصريح الذي قدمه نتنياهو تظهر محاولة لاتهام بار بالمذبحة

في صيف 2016 كان رئيس الحكومة (في حينه والآن) بنيامين نتنياهو قلقا جدا. مراقب الدولة يوسف شبيرا انشغل في كتابة تقرير لاذع بشأن المعالجة الفاشلة للمستوى السياسي وجهاز الامن للانفاق الهجومية في قطاع غزة. قبل ذلك بسنتين انتهت العملية الاسرائيلية الاخيرة في القطاع، عملية “الجرف الصامد”، بتعادل مؤلم مع حماس. فحص المراقب اظهر أن اسرائيل كانت تنقصها معلومات عن حجم مشروع الانفاق في غزة وأن الجيش لم يستعد كما هو مطلوب لهذا التهديد.

نتنياهو قام بفعل شيء، الذي الآن بعد سنين يرفض فيها اجراء مقابلات مع وسائل الاعلام الاسرائيلية باستثناء القناة 14، يبدو تقريبا غير مفهوم. فقد قام باستدعاء جميع اجهزة الاعلام الاسرائيلية بشكل منفرد، للقاءات ماراثونية استمرت 3 – 4 ساعات لكل واحد على حدة. حتى هيئة تحرير “هآرتس” وصلت الى مكتب رئيس الحكومة مع بعثة تضم 20 مراسل تقريبا. نتنياهو كرس جزء كبير من اللقاءات لقراءة اقتباسات انتقائية من محاضر النقاشات في السنتين اللتين سبقتا العملية. وقد تبين فيها أن رئيس الوزراء طلب بشكل دائم العمل على معالجة الانفاق.

مراقب الدولة شبيرا الذي كان مخول بالاطلاع على المحاضر كلها لم يسقط في الشرك بسهولة. ايضا صيغة التقرير النهائية كانت انتقادية جدا لنتنياهو، ليس لأنه فعل أي شيء. الجيش الاسرائيلي استمر في شن عمليات هجومية محدودة في نطاقها ضد حماس. بعد كل عملية اعلن نتنياهو وكبار قادة الجيش الاسرائيلي بأن حماس تعرضت لضربة شديدة وأنه من الآن فصاعدا ستكون ضعيفة ومرتدعة. وهكذا استمرت الامور حتى مذبحة 7 اكتوبر.

نتنياهو يحاول تكرار التمرين في التصريح المشفوع بالقسم الذي قدمه أمس للمحكمة العليا ردا على تصريح رئيس الشباك رونين بار في الالتماسات التي تم تقديمها ضد اقالة بار. رئيس الحكومة لديه نصوص جميع النقاشات، السرية والاقل سرية. وحسب رأيه فانه هو المخول بتقرير ما الذي يمكن نشره منها، من خلال تقدير مستوى الضرر الامني. الاقتباسات، وفقا لذلك، تم جمعها بشكل انتقائي، واستهدفت أن ادعاءات بار ضده كاذبة. 

في بعض ادعاءات نتنياهو يبدو أنه استثمرت جهود اكبر. فقد صمم على الاثبات بأنه لم يطلب من بار المساعدة من اجل الحصول على تأجيل تقديم شهادته في المحكمة، بل طلب فقط تحسين شروط الحماية، وقد نفى أنه حاول تفعيل الشباك لتقييد الاحتجاج غير العنيف، واتهم بار بصياغة فظة وصارخة، وبالمسؤولية الكاملة عن الفشل الاستخباري عشية 7 اكتوبر (من شدة التصميم غاب في هذه المرة مكان الجيش الاسرائيلي من قائمة المتهمين). كالعادة، بصورة مفاجئة جدا، نتنياهو لا يذكر حتى للحظة أي  ذرة من مسؤوليته عما حدث، لو أنهم فقط أيقظوه في الوقت المناسب. 

لقد ظهر في التصريح المشفوع للقسم الخوف الواضح من لنتنياهو على نفسه وعلى عائلته (سواء من الخارج، حزب الله وحماس)، أو التهديد من الداخل (الاحتجاج). هكذا تم في السابق تضخيم احداث هامشية مثل اقتحام المتظاهرين والوصول قرب المقر في شارع بلفور في فترة وباء الكورونا، أو “حصار” المتظاهرين لصالون التجميل في ميدان المدينة في فترة الانقلاب النظامي. عمليا، العلاقة المتوترة مع بار بدأت بهذه المسألة. بار تم تعيينه في المنصب في 2021 من قبل رئيس الحكومة السابق نفتالي بينيت، في فترة حكومة التغيير التي لم تستمر لفترة طويلة. بعد فترة قصيرة اغضب عائلة نتنياهو عندما رفض مواصلة منح ابناء العائلة رزمة حماية استثنائية.

نتنياهو يرفض ادعاء بار الرئيسي الذي يقول بأنه طلب منه اعداد رأي امني بهدف تأجيل تقديم شهادته في المحكمة، بعد أن انفجرت مسيرة لحزب الله فوق بيته في قيصاريا في تشرين الاول 2024. وهو يجلب كدليل على ذلك اقتباسات من المحادثة بينهما التي قال فيها نتنياهو إنه ينوي تقديم شهادته. ولكن لماذا يشرك بار في نواياه الحقيقية؟ حيث أنه كانت هناك صعوبة في توفير الحماية هنا. وكان المطلوب من ناحية نتنياهو رأي مناسب. في الاسابيع التي كانت فيها هذه القضية على الاجندة انتشرت تقديرات في وسائل الاعلام تفيد بأن محاولة المس به سيستغلها لتأجيل تقديم شهادته. لأنه في نهاية المطاف حتى في هذه الايام، الدفاع يطرح أي ادعاء محتمل لكسب الوقت وتسريع وتيرة النقاشات.

العلاقة المتوترة بينهما ليست جديدة، لكنها استمرت خلال سنة الانقلاب والاحتجاج اللذان سبقا الحرب. عندها جاء الفشل الفظيع في الليلة التي سبقت المذبحة. نتنياهو في تصريحه يقف عنده بشكل مطول، بما في ذلك عناوين بالخط العريض التي يظهر وكأنها اخذت من حساب في الانستغرام. ولكن بالفعل، لا يوجد لرئيس الحكومة سجل تدخل في تقييمات الجيش والشباك اثناء تحذيرات امنية، هو تجاهل التحذيرات حول الوضع الامني في الاشهر التي سبقت الحرب. والسؤال الاول الذي وجهه للسكرتير العسكري في صباح المذبحة هو “لماذا يطلقون النار”؟.

نتنياهو اقتبس، ليس للمرة الاولى، تشخيصات لبار قبل الحرب، تدل على أن رئيس الشباك يتمسك بمفهوم “حماس لا تسعى الى حرب فورية”. ولكن بار لم يكن الوحيد في ذلك. فهذا كان موقف رئيس اجهزة الاستخبارات، وقد تم اتخاذه من قبل رئيس الحكومة ووزير الدفاع يوآف غالنت. نتنياهو يذكر في المقابل، اقتراحه ضرب القائد الكبير في حماس، صالح العاروري، الذي حسب رأيه عارضه بار. لسبب ما لا يذكر في التصريح أن بار وسلفه في رئاسة الجهاز، اوصوا باغتيال قادة حماس في القطاع، يحيى السنوار ومحمد ضيف. ونتنياهو هو الذي تحفظ من ذلك.

التصريح المشفوع بالقسم المفصل الذي قدمه رئيس الحكومة، يوضح سبب محاولته بجهد منع تشكيل لجنة تحقيق رسمية. نتنياهو لا يتحمل أي مسؤولية عما حدث، وهو ايضا يتحكم بالبروتوكولات، وسيختار وفقا لتقديره الاقتباسات التي تخدم مصالحه، ولجنة التحقيق ستتمكن من الحسم بين الروايتين بعد الاطلاع على السجلات ومقابلة الشهود. بالنسبة لرئيس الوزراء فانه من الاسهل جعل المواجهة مبارزة لتبادل الاتهامات، حيث سيكون من الصعب على المحكمة العليا البت فيها.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى