ترجمات عبرية

هآرتس: الترانسفير؟ بإمكانه الانتظار!

هآرتس 2024-01-31، بقلم: يوعنا غونين: الترانسفير؟ بإمكانه الانتظار!

آلاف الأشخاص، من بينهم 27 وزيراً وعضو كنيست في الائتلاف، شاركوا أول من أمس في المؤتمر الهستيري «عائدون إلى قطاع غزة».

المشاركون هتفوا للأفلام التي قال فيها الجنود إنه في غزة لا يوجد أبرياء. وأطلقوا بانفعال دعوات تؤيد الترحيل لمليوني فلسطيني وطالبوا بإقامة المستوطنات في القطاع على الفور.

الوزير غادي أيزنكوت، الذي ما زال حتى الآن الشريك في الائتلاف لكل هؤلاء المجانين، وجه انتقاداً لاذعاً في اليوم التالي للمشاركين في هذا المؤتمر. الأمور محل الانتقاد كثيرة. الحديث يدور عن حدث يدعو إلى ارتكاب جرائم حرب مخيفة، ويرسخ أوهاماً مسيحانية ستؤدي إلى موت الكثير من الجنود والمدنيين، ويسوق لسياسة ستحول إسرائيل إلى دولة منبوذة، وسيقضي على أي أفق سياسي، وبشكل عام تفوح منه رائحة الدليل في النقاشات القانونية في لاهاي.

لكن ايزنكوت اختار التركيز على المهم حقاً. «أهمية العمليات التي تحظى بالاتفاق الوطني الواسع».

وحقيقة أن هذا المؤتمر يبرز ما يدعو إلى الانقسام بدلاً من التوحد. كما يُقال، التطهير العرقي يتم القيام به بإجماع واسع أو عدم فعله على الإطلاق.

حتى أن وزير التربية والتعليم يوآف كيش تحفظ من هذا الحدث لأنه «هذا ليس الوقت المناسب لذلك، يجب أن نبقى داخل خطاب موحد».

ووزير الرفاه يعقوب ميرغي قال: «هذه فترة حساسة جداً» و»سيكون هناك وقت لكل الطموحات الأيديولوجية للجميع».

هذه الانتقادات تعتبر تقريباً انتقادات ساخرة: تأييد جرائم الحرب أمر غير صحيح الآن.

هذه الردود هي الأسوأ والفارغة للتيار العام في إسرائيل: التركيز على الشكل بدلاً من الجوهر.

بدلاً من المواجهة المباشرة مع السياسة التدميرية التي تم تسويقها في هذا المؤتمر، فإن منتقديه يفضلون الهرب إلى الأقوال الفارغة وغير المهمة، التي لا تقول أي شيء، لذلك فإنها لا تعرضهم للخطر بأي شكل من الأشكال. وعندما لا يخاف طرف من الصراخ بمواقفه المجنونة بصوت مرتفع ويعرض أهدافاً لا أساس لها والطرف الآخر يردد بتلعثم وذعر ويحاول بجهد ملاءمة نفسه مع إجماع موهوم فإن النتيجة المحتمة هي تحرك دائم للإجماع نحو الأهداف التي لا أساس لها.

عشرات السنين من الاحتلال قادت الجمهور في إسرائيل إلى تطوير القدرة على الإقصاء وعلى القناعة العميقة بأن الأساس ليس هو الواقع، بل الطريقة التي نصفه بها.

نحن نجحنا في إبعاد المستوطنات إلى خلف جبال الظلام، وإخفاء الفلسطينيين وراء الجدران والأسوار، وإنكار الشوارع التي يتم شقها والميزانيات التي تسكب والتظاهر بأن كل شيء طبيعي.

بعد كل ذلك ما الغريب في أنه يمكن إجراء نقاش مهذب حول التوقيت المناسب للدعوة للترانسفير أو بلورة رأي حول الاستيطان في القطاع وفقاً لتأثير ذلك على الوحدة الرائعة للشعب الإسرائيلي، وليس حول حياة الـ 2 مليون شخص الذين يعيشون هناك.

الانشغال الاستحواذي بالحوار بدلاً من الواقع هو أيضاً بالطبع إرث بنيامين نتنياهو السياسي.

رئيس الحكومة قام مع مرور السنين بتطوير القدرة على حرف انتباه الجمهور بوساطة الشعارات الفارغة والتحايل.

فترة حكمه الطويلة رسخت نموذج السياسي الإسرائيلي المنتصر: يفعل الكثير ويتكلم القليل، يتخذ القرارات حسب الاستطلاعات وليس حسب السياسة، يغرق في إرضاء قاعدته بدلاً من التركيز على القيادة.

مع مرور الوقت الساحة السياسية تمتلئ بتقليد باهت لنتنياهو (الذي أصبح تقليداً شاحباً لنفسه) ويبدو أن ايزنكوت يصمم على الانضمام لهم.

أسلوب نتنياهو لإخفاء الواقع خلف جبال من الكلمات والتملّص الماهر من أي حسم سياسي، قادنا إلى الكارثة.

الآن بالذات المجتمع الإسرائيلي بحاجة إلى أشخاص لا يخشون من القول إن المشكلة مع مؤتمر المجانين الذين يدعون إلى ارتكاب جرائم حرب، ليست المس بالوحدة أو الوقت غير المناسب، بل المشكلة هي المجانين وجرائم الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى