هآرتس: التابع ذهب للقاء السيد، فقط كي لا يزعجه

هآرتس – نحاميا شترسلر – 4/2/2025 التابع ذهب للقاء السيد، فقط كي لا يزعجه
هذا ليس أمرا بسيطا. فحقيقة أن رئيس حكومة اسرائيل هو الزعيم الاول الذي التقى مع الرئيس الامريكي بعد اسبوعين فقط على أدائه لليمين، هي أمر هام جدا بالنسبة لمكانة اسرائيل في العالم. أحباؤنا (هل يوجد مثلهم؟)، ايضا من يكرهوننا (يوجد الكثيرين منهم) ينظرون ويفهمون الرسالة من اللقاء: الولايات المتحدة تعتبر اسرائيل حليفة هامة جدا ملزمة بالوقوف الى جانبها. هذه هي بوليصة التأمين لنا. مع ذلك، حتى لا يكون سوء فهم، الحديث لا يدور عن علاقة بين متساوين. هذه علاقة بين السيد والتابع. نتنياهو سيلتقي اليوم مع السيد وسيحاول المناورة والحصول على اكبر قدر ممكن، لكن في كل الحالات هو لن يستطيع قول “لا” له.
الحديث يدور عن لقاء بين متحايل محلي وبين متحايل عالمي. هكذا يصعب جدا توقع نتائج اللقاء. الكذب والتضليل سيتغلبان على الحقيقة في الطرفين. ففي حين أن المتحايل المحلي يأتي الى اللقاء مع سلة مشتريات كبيرة، فانه يوجد للمتحايل العالمي هدف واحد هو جائزة نوبل للسلام.
نتنياهو يريد تحقيق “النصر المطلق” الذي وعد به، من اجل ذلك يجب عليه اقناع ترامب بأنه في المرحلة الثانية في الاتفاق حماس ستنزل عن الحكم، وسيتم طرد زعماءها الى الخارج والقطاع سيصبح منزوع السلاح. هذا سيكون كافيا من اجل عدم انسحاب بتسلئيل سموتريتش من الحكومة، وهكذا سيضمن الهدف الاساسي: البقاء في الحكم.
تحرير المخطوفين ليس هدفه الاساسي. اذا لم توافق حماس على التنازل عن الحكم فان الحرب سيتم استئنافها ومصير المخطوفين سيكون مثل مصير رون أراد. في نهاية المطاف دائما يجب التذكر بأن المتحايل المحلي يفكر قبل أي شيء آخر بنفسه، بالكرسي والحكومة. الحقيقة هي أنه “وافق شن طبقة”. ايضا ترامب هو شخص نرجسي، يثق بأن الشمس تشرق من اجله.
من اجل حصوله على جائزة نوبل للسلام ترامب بدأ مؤخرا ببناء لنفسه صورة المحارب من اجل السلام، الذي يريد انهاء كل الحروب في العالم، في غزة، لبنان، الضفة الغربية، امام ايران وفي اوكرانيا. من اجل ذلك هو سيبذل جهده لتحقيق التطبيع بين اسرائيل والسعودية، الامر الذي سيمكن من اقامة تحالف اقليمي (بتعاون مصر، الاردن والامارات)، الذي سيقف امام محور الشر الايراني، روسيا، الصين وكوريا الشمالية. ايضا يجب الأمل بأن لا ينسى نتنياهو الهدف الاستراتيجي الهام، ايران. يجب عليه اقناع ترامب بفرض عقوبات شديدة على الدولة الاسلامية العظمى المتطرفة. وأن يحصل منه على تعهد بأن يهاجم المنشآت النووية اذا استمرت في التقدم نحو انتاج القنبلة النووية. في نهاية المطاف ايران لا تشكل فقط تهديد وجودي لاسرائيل، (الشيطان الاصغر)، بل هي ايضا تعرض للخطر الولايات المتحدة (الشيطان الاكبر) وكل الغرب. في سلة مشتريات نتنياهو توجد ايضا اهداف اقتصادية مهمة مثل اعفاء اسرائيل من القيود المفروضة على شراء شرائح الذكاء الصناعي المتقدمة، زيادة المنحة الامنية قبل اتفاق جديد. زيادة المساعدات لاسرائيل هذا ليس أمر بسيط، ترامب معني بالذات بتقليص مبلغ المساعدات الامريكية المقدمة لدول اخرى، 200 مليار دولار في السنة. من اجل ذلك هو قام بوقف كل المساعدات الخارجية التي تقدمها امريكا لعشرات الدول، واسرائيل ومصر فقط نجحت في التملص في هذه الاثناء من شر هذا المصير.
صحيح أن الامر يتعلق بمتحايل عالمي غير متوقع، متغطرس، يطلق من الخاصرة، قليل المعرفة، متهور وبسيط جدا. ولكن يجب الاعتراف ايضا بأنه بالنسبة لاسرائيل هو افضل بكثير من كمالا هاريس. معها لم تكن لتبدأ حتى عملية اعادة المخطوفين. هي مقربة من الجناح الديمقراطي التقدمي، وبالتالي، هي لم تكن لتقوم بالغاء القيود التي وضعها جو بايدن على ارساليات السلاح لاسرائيل، الامر الذي قام به ترامب في الاسبوع الاول من ولايته.
الحديث يدور عن رئيس يعتبر العالم منقسم الى قسمين، الاخيار والاشرار. الآن نحن في قسم الاخيار. في اللقاء اليوم يجب على نتنياهو التأكد من بقائه مع الاخيار، وعدم ازعاج السيد غير المتوقع، وبهذا لا ينقلب علينا ويقوم بتحويلنا الى اشرار.