هآرتس: الانتصار هو إسقاط الحكومة

هآرتس 2023-11-09، بقلم: تسفي برئيل: الانتصار هو إسقاط الحكومة
في هذه الحرب لن تكون صورة انتصار، لأنها لن تنتهي حتى عندما سيتوقف إطلاق النار. التقارير تبشر بأن الجيش الإسرائيلي أصبح يطوق مستشفى الشفاء، وبعد قليل كما يبدو سيقوم باقتحامه، ربما في القريب سنشاهد أفلاماً يظهر فيها جنود الجيش الإسرائيلي وهم يتجولون في أقبية هذا المستشفى الضخم، وسنتجول مع المراسلين والمصورين في القيادة تحت الأرضية لـ”حماس”، وسنشاهد جداول التخطيط للمذبحة في الغلاف، وسنشاهد كتاب التعليمات الذي فيه تم أمر القتلة بأن يقتلوا بقدر استطاعتهم. وربما سنشاهد أيضاً جثث القيادات الكبيرة والكبيرة جداً لـ “حماس” وهي تتدحرج على الأرض. وربما سنحصل على رأس يحيى السنوار وهو موضوع على طبق.
لكن هذه لن تكون صورة انتصار. اسألوا أبناء عائلات الـ 1400 قتيل. اسألوا أمهات وإخوة وأعمام الـ 240 مخطوفاً. اسألوا المخلين من “بئيري” و”ريعيم” و”صوفا” و”ناحل عوز” الذين يقضون الليل مع الكوابيس في الفنادق. هل هذا سيكون عزاء كافياً من ناحيتهم؟ هل آلاف الأطفال في غزة الذين قتلوا حتى الآن وسيقتلون ستهدئ أنفسهم التي تغلي؟ هل صور الدمار في غزة ستمحو مشاهد الرعب للجثث المحروقة في “ريعيم” والذين تم اقتلاع عيونهم وتمزيق أجسادهم في “زيكيم”؟ هل ستمحو أكوام المخطوفين الذين تم تحميلهم في سيارة التندر من نوع تويوتا البيضاء في الطرق إلى الأنفاق والأقبية في غزة؟
لن تكون هناك أي صورة للانتصار في الوقت الذي ما زال فيه المسؤولون عن المذبحة يجلسون على الكراسي، وما زالوا يعتبرون الدولة مثل جهاز في متنزه للألعاب الخاصة. إذا كان هناك أي انتصار عسكري في غزة فإنه لا يمكنه أن يتلخص في إقصاء “حماس” – يجب أن ينطلق في الخط السريع لإسقاط الحكومة التي تهدد مستقبل الدولة وقدرتها على إعادة الإعمار. “تدمير البنى التحتية الإرهابية في غزة لن يكون مكتملاً من دون تدمير البنى التحتية للتخريب في القدس، التي بشكل متعمد أكملت خطة الانفصال عن غلاف غزة”.
بعد أن يتم تنفيذ الوعود التي تصل إلى عنان السماء، فإنه بعد القضاء على “حماس” وتصفية قادتها ستبدأ المعركة الثانية والثالثة في هذه الحرب. لأن التنظيم الذي يسمى حكومة إسرائيل يعمل الآن بنشاط من أجل القضاء على أي خطة لـ”اليوم التالي” – رغم أننا نوجد داخلها، وإسرائيل تحولت إلى دولة محتلة “بشكل كامل” للقطاع.
من ناحية الحكومة، فإن اقتراح أن تتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية عن القطاع ليس ضمن الخيارات. هذا هذيان يحظر التحدث عنه حتى بالإشارة. نقل السيطرة للسلطة الفلسطينية لا يختلف بالنسبة لها عن إبقاء “حماس” في السلطة. لأن السلطة الفلسطينية تعتبر بالنسبة للحكومة “سلطة إرهابية”، حتى لو كانت الإدارة الأميركية تعتقد غير ذلك. هذا تهديد يحتاج إلى تصفية مركزة، لا سيما بعد اختفاء “حماس”، هذا إذا اختفت. نقل الحكم للسلطة سيدمر الإستراتيجية الإسرائيلية التي تستند إلى الفصل الأبدي بين الضفة والقطاع من أجل وقف رعب “حل الدولتين”. هذه الإستراتيجية الفاخرة هي التي أعطت “حماس” المكانة المتميزة وحق الفيتو على أي حل سياسي. وهذه مكانة غذتها إسرائيل ورعتها وشجعتها خلال السنين.
إذا عادت السلطة لتكون الجهة الممثلة الوحيدة لكل الفلسطينيين، ليس فقط في الضفة وشرق القدس، فستكف عن خدمة ذريعة إسرائيل التي تقول، إنه في ظل غياب جهة تمثل الجميع، فلا يوجد أحد نجري معه المفاوضات. في ظل غياب “حماس”، الذي سيخدم أيديولوجيا نتنياهو، فإنه هو نفسه سيضطر إلى ملء مكان “حماس” والوقوف في الواجهة لمحاربة أمام كل العالم، خاصة الولايات المتحدة، أي إشارة إلى أنه توجد احتمالية لمبادرة سياسية. هذه ستكون المعركة الثالثة في هذه الحرب. وطالما أن هذه الحكومة هي التي ترسم اليوم التالي، نحن نقترح على سكان “غلاف غزة” والجليل أن يجدوا لأنفسهم أماكن سكن جديدة على المدى البعيد. فهذه ستكون صورة انتصارهم.