هآرتس: الامل الذي يعلقونه على ترامب يدل على حجم الضائقة

هآرتس – عوزي برعام – 8/7/2025 الامل الذي يعلقونه على ترامب يدل على حجم الضائقة
ملايين الاشخاص ينتظرون الآن بقلوب خائفة. هم ياملون أن يقوم الرئيس الامريكي دونالد ترامب بما لم تفعله حكومة اسرائيل، اعادة المخطوفين ووقف الحرب. أنا آمل انه ربما بالذات نرجسية ترامب التي تجعله يرى نفسه بطل في فيلم هوليوودي، ويجلب الدواء للمخطوفين ووقف الحرب العبثية.
حقيقة اننا مضطرون الى تعليق الامال بشخص يلهم حزب الليكود وقناته في التلفزيون، تدل على حجم الضائقة. ما يحدث في الولايات المتحدة يجب أن يثير القلق الكبير. نحن نرى بالولايات المتحدة مهد الديمقراطية السليمة، مع فصل السلطات ودستور منقوش في الصخر. خلال سنوات خجلت الولايات المتحدة من عهد مكارثي وحملة مطاردة الشيوعية التي قادها، الى حين ظهر اشخاص مثل الصحافي آد مورو، وقاموا بتمزيق قناع الاكاذيب التي نسجها السناتور الكاريزماتي.
لكن الآن لا يوجد من يوقف المكارثية والترامبية. فهو يلاحق منظمات، قنوات تلفزيونية، جامعات، اشخاص الذين بعضهم يستسلم له، حيث انه في كل لحظة هو قادر على اصدار أمر رئاسي. لو أن قضية “ووتر غيت” حدثت الآن لما كان أحد قام بفتح تحقيق، وكانت ستعتبر فرية. ايضا الناشر والمخرج هارفي فاينشتاين لم يكن ليتم التحقيق معه وادانته بالاغتصاب والتحرش الجنسي ومحاولة الانقلاب في شبكة فوكس. “مي تو”، وهي الحركة الرائعة، بدأت تضعف. امريكا غيرت وجهها منذ عودة ترامب الى البيت الابيض.
اذا ما زلنا نتذكر مكارثي – البيان الشيوعي كما هو معروف بدأ بدعوة انتشرت في كل العالم وهي “يا عمال العالم اتحدوا”، الامر الذي رمز الى صعود طبقة العمل وطموحها الى التحرر من القيود. الاتحاد السوفييتي عمل على أن ننسى هذه الافكار عندما اصبح دولة عظمى. وهذه الدعوة التي اصابت بالعدوى الكثيرين ماتت. يبدو الآن انه يمكن استبدال هذا الشعار على ضوء الوضع في الولايات المتحدة، التي يبدو أن له امتداد في اسرائيل، “يا اغبياء العالم اتحدوا”.
الحكم المنتخب الذي يؤيده كثيرون يحارب بجرأة كل مظاهر التقدم، ويتطلع الى تفكيك جامعة هارفارد، ونفي ازمة المناخ، وقمع الاقليات والمثليين، وتفضيل التسهيلات المالية للاثرياء على حساب اجهزة الصحة، التعليم والرفاه، ومنع التفضيل التصحيحي. رويدا رويدا يتوسع الغباء الى اماكن خطيرة اكثر. الرئيس يتحدث عن الغاء طريقة الولايتين، والمحكمة العليا المحافظة تتطوع لتكون اداة التدمير الرئيسية للدستور.
في هذه الاثناء نحن في اسرائيل نقوم بالعفو عن افيحاي باورن وهرئيس كلنر ونسيم فاتوري بحجة انهم يتوجهون الى قاعدتهم. هل هذه القاعدة المجهولة حقا تريد أن لا يكون لوزراء الحكومة أي كابح على شاكلة المستشارين القانونيين المستقلين؟ هل هذه القاعدة حقا تريد ان يلغي شلومو قرعي، الوقح والمقطوع عن الواقع، هيئة البث.
الولايات المتحدة ستقف ذات يوم ضد الرئيس الذي يقوم بتدمير النسيج الديمقراطي فيها. نهايته ستأتي عندها، لا يوجد أي مخرج آخر. هنا، عندما تكون السماء كئيبة، يجب على المعسكر الليبرالي وضع الاسس لخطة فك ارتباط حقيقية، اقتصاديا واجتماعيا، عن نتنياهو، سموتريتش وقرعي.