هآرتس: الامريكيون والايرانيون سيستأنفون التفاوض وسيتم استئناف محادثات اسرائيل وحماس

هآرتس 25/6/2025، حاييم لفنسون: الامريكيون والايرانيون سيستأنفون التفاوض، وسيتم استئناف محادثات اسرائيل وحماس
الرئيس الامريكي دونالد ترامب يواصل كتابة ببث حي ومباشر قوانين الدبلوماسية الجديدة. لم تعد توجد اوراق تنتقل من جانب الى آخر ولا أحد يعرف ما المكتوب فيها. هذه تغريدات علنية بحروف كبيرة. لم نعد بحاجة الى مجلس الامن، توجد لدينا “الحقيقة الاجتماعية” للرئيس. بين اسرائيل وايران لم يتم التوقيع على وقف اطلاق النار. يوجد تفاهم بين الطرفين، مدعوم بتغريدات علنية للرئيس الامريكي. هو الوسيط وهو الحكم وهو الذي يقول الكلمة الاخيرة.
ترامب لم يكن متحمس للمشاركة في الحرب من البداية. هدفه كان أن يضرب ويقطع الاتصال وينهيه قبل أن تتحول الى حرب طويلة تجر اليها دول الخليج وتعرض للخطر اسعار النفط. منذ اللحظة التي تمت فيها مهاجمة المنشأة في فوردو بدأ العد التنازلي لوقف اطلاق النار. بهذا المعنى الرهان نجح. اسعار النفط انخفضت 8 في المئة أمس بعد الرد الوهمي على الولايات المتحدة في قطر، وهي تستمر في الانخفاض في التعاملات المبكرة حتى كتابة هذه السطور. لقد زال الخطر عن الاقتصاد الامريكي.
حسب مصدر سياسي اسرائيل فانه من اللحظة الاولى طلب ترامب ورجاله حصر الحرب في القضاء على المشروع النووي، ولم يكن لهم أي مصلحة في تقويض نظام الحكم والخطط الاخرى التي وضعها يسرائيل كاتس وغيلا غملئيل. بعد مهاجمة المنشأة في فوردو دخلت الى الصورة قطر، شريكة ايران في حقل الغاز الاكبر في العالم، وضغطت عليها من اجل التوصل الى وقف لاطلاق النار وتقليص الخسائر وانهاء الحرب. وحتى أن القطريين تطوعوا لـ “استضافة” الهجوم الايراني في قاعدة العديد، الذي في الواقع كان غير مهم للجيش الامريكي، لكنه شوش حركة الطيران في الدوحة، التي هي احدى المصالح التجارية الرئيسية للحكومة القطرية.
وقف اطلاق النار تم الاتفاق عليه في نهاية المطاف في اطار “احادي الجانب منسق”. ترامب ابلغ الطرفين عن وقف النار وهو يمسك بيده سوط تغريداته “من سيخرق سيتلقى تغريدة على رأسه”. الى جانب ذلك لا يوجد بين الطرفين أي تفاهمات حول ما سيأتي، فقط وقف اطلاق النار. اضافة الى ذلك في الايام القريبة القادمة الولايات المتحدة وايران وقطر، الشريكة الجديدة في المفاوضات، سيعودون لمناقشة الاتفاق الدائم حول الموضوع النووي. اثناء الحرب المبعوث الامريكي الخاص ستيف ويتكوف حافظ على الصمت بصفته الشخص الذي واصل الاتصال المباشر مع كبار القادة في ايران. الآن استمرار المفاوضات ليس من شأنه ان يكون معقد جدا. ايران تم ضربها ولم يبق من المشروع النووي الكثير. لا يوجد لديها الكثير للتمسك به باستثناء كرامتها. في المقابل يوجد لها الكثير مما تكسبه، الاستسلام الذي الى جانبه سيأتي رفع العقوبات وترميم الاقتصاد واوكسجين للنظام.
في موضوع الصواريخ البالستية القصة معقدة اكثر. فالادارة الامريكية لم تقل حتى الآن أي كلمة حول هذا الموضوع، الذي هو حسب نتنياهو احد اهداف الحرب الرئيسية والسبب الرئيسي في اندلاع الحرب. في السابق عارضت ايران أي نقاش حول ترسانة الصواريخ، لأنها لم تعتبرها جزء من المشروع النووي (رغم أنه يمكن تركيب رأس نووي على هذه الصواريخ). في اسرائيل يخشون من أنه بدون النووي، فان ايران التي سيتم ترميمها ستستثمر جهود كبيرة في ترميم الترسانة التي شاهدنا تدميرها، وهو حدث تكنولوجي اسهل بكثير من تركيب رأس نووي متفجر. في اسرائيل يأملون أن تساعدهم الولايات المتحدة في ذلك، ولكن من غير الواضح كم هو اهتمام الادارة الامريكية بهذا الموضوع.
في نفس الوقت، عند انتهاء الحرب يمكن للمفاوضات بين اسرائيل وحماس أن يتم استئنافها بشكل كثيف أكثر من اجل اطلاق سراح المخطوفين ووقف اطلاق النار الدائم في قطاع غزة. بالنسبة للادارة الامريكية فانه بمهاجمة فوردو فقد صنعت معروف كبير لاسرائيل، وثمن ذلك ستجبيه في المستقبل. هذا يمكن أن يجد التعبير في استخدام الضغط على اسرائيل من اجل انهاء الحرب في غزة ايضا.
دبلوماسي خليجي قال لـ “هآرتس” أمس: “لقد تلقوا رسائل من الامريكيين بأنه يجب انهاء هذه القضية والتوقف عن نقل الاوراق”. في السابق ناقش القطريون والامريكيون فكرة أن يتم بشكل علني طرح اطار لوقف اطلاق النار واتفاق دائم في القطاع وفرضه على الطرفين. من غير المستبعد أن هذه الفكرة ستعود الى طاولة المفاوضات.
ايضا نتنياهو يدرك أن الموضوع التالي بالنسبة للولايات المتحدة واصدقاءها في الخليج هو انهاء الحرب في غزة. أمس نشرت دفنه ليئال في “اخبار 12” بان نتنياهو يستعد لـ “انتخابات خاطفة”. في اسرائيل لا توجد أي امكانية لانتخابات خاطفة، بل توجد لجنة انتخابات مركزية فاشلة وبطيئة، لكن التهديد ياتي ايضا للوزراء بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، ليقول لهما: “أنتما فقدتما الورقة”. هما المتضرران الرئيسيان من الحرب الناجحة في ايران. قاعدة وجودهما الاساسية، “حماية نتنياهو من اليمين”، لم تصمد امام اختبار هذه الحرب. الهالة ذهبت الى نتنياهو، وفي الاستطلاعات نشاهد مقاعد تنتقل من بن غفير لليكود، الامر الذي يعطي نتنياهو هامش كبير للمناورة، سواء انهاء الحرب في غزة أو امكانية الذهاب الى الانتخابات مع بطاقة فوز على الاعداء وليس الخضوع للحريديين.