ترجمات عبرية

هآرتس: الاعلام الإسرائيلي يجعلك تصدق ادعاءات الجيش الإسرائيلي حول الهجوم في رفح

هآرتس 28/5/2024 ، عميره هاس: الاعلام الإسرائيلي يجعلك تصدق ادعاءات الجيش الإسرائيلي حول الهجوم في رفح

الجيش الاسرائيلي لم يتوقع ولم يقدر أنه يمكن أن يتضرر مدنيون في الهجوم في رفح. هذا ما تم نشره بعد الظهر أمس. بيان ساذج كهذا يمكن اعطاءه فقط لمستهلكي الاعلام الذي يخفي منذ سبعة اشهر المعلومات والصور القاسية للاطفال الذين يقتلون ويصابون في القطاع في كل هجوم لاسرائيل. هذا التصريح يمكن فقط أن يقنع الاسرائيليين بأن اهداف الهجوم والسلاح الذي تم اختياره، ايضا في المرة تم اختياره حسب الاعلان بحرص كبير من قبل الشباك و”أمان” والجيش الاسرائيلي. من المحتمل أن الاسرائيليين ايضا الذين لا يؤيدون نتنياهو سيرغبون في التصديق أنه في هذه المرة تحدث بصدق عندما قال إن “لامر يتعلق بخطأ مأساوي”. ويحتمل ايضا أنهم لم يشكوا بأنه لم يتطرق لهذه الحادثة فقط لأن أمر وقف العملية العسكرية في رفح الذي اصدرته محكمة العدل الدولية في لاهاي، هو غض جدا وما زال يقرع جرس الخطر فوق رأسه وفوق رأس جهاز القضاء الاسرائيلي.

حسب المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي فانه كان للهجوم في هذه المرة هدفين: ياسين أبو ربيع وخالد النجار. أبو ربيع قيل بأنه كان رئيس قيادة الضفة الغربية في حماس، والنجار هو شخص رفيع في هذه القيادة. وقد قيل بأنهما قاما بتحويل الاموال للارهاب، وتنفيذ عمليات في بداية سنوات الالفين. العمليات التي نفذها أبو ربيع قتل جنود، والعمليات التي نفذها النجار قتل واصيب اسرائيليون وجنود. اعلان المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، بالمناسبة، هو الذي يميز بين “قتل الجنود” و”قتل المدنيين”.

الاعلان لم يكشف أنه تم تحريرها في صفقة شليط في 2011، وأنهما من سكان الضفة الغربية. أبو ربيع هو من قرية المزرعة القبلية في غرب رام الله، والنجار من قرية سلواد في شرق رام الله، وقد تم طردهما الى القطاع. البيان ايضا لم يبلغ الجمهور بأن محرر آخر تم طرده في تلك الصفقة، خويضر رمضان من قرية تل في جنوب نابلس، قتل حسب ما نشرت وسائل الاعلام الفلسطينية. فهل هو ايضا كان هدف أو أنه بالصدفة كان يوجد في مخيم الخيام في رفح؟. نحن لا نعرف. المعروف هو أنه حتى ظهر أمس، حسب تقارير وزارة الصحة في غزة التابعة لحماس، فان عدد القتلى وصل الى 45 وعدد المصابين 250. في قائمة جزئية حتى الآن لاسماء القتلى، فان ثلاثة اسماء لابناء عائلة النجار، هدى النجار (15 سنة)، اركان النجار (12 سنة) واحمد النجار (سنتين). هل هؤلاء هم ابناء خالد النجار من سلواد أم هم من ابناء عائلة النجار في خانيونس في غزة؟. حتى الآن نحن لا نعرف. لأنه كل يوم يقتل عشرات الاشخاص، وقدرة الصحافة على متابعة خلفية كل واحد والنشر عنه هي قدرة محدودة جدا. 

من بين اسماء الـ 25 عائلة للقتلى مثلا العطار، زايد، حماد وحمد، نحن نعرف أنه في معسكر الخيام هذا كانت توجد عائلات من شمال القطاع، من بيت لاهيا ومن بيت حانون. ومثلما في مخيمات اللاجئين التي اقيمت في 1948، التي فيها اللاجئون من كل قرية اختاروا العيش معا في نفس التجمع، وبعد ذلك في نفس الحي المبني، ايضا النازحون في القطاع الآن يحاولون التجمع في خيام قرب ابناء عائلاتهم وجيرانهم.

الاكتظاظ الشديد في ظروف الجوع والعطش ونقص الغذاء والمياه والموت الكامن في أي لحظة، كل ذلك يولد الكثير من الاحتكاك والشجارات. من التجربة في نصف السنة الاخير والعيش معا بشكل قسري لعائلات من مناطق مختلفة فقد استنتج السكان بأن الشجارات يسهل حلها عندما يكون المتخاصمون من نفس العائلة، أو من نفس المنطقة (بيت حانون مثلا) أو نفس قرية الملجأ (قبل العام 1948). من يعرف كم مرة ضحايا هجوم الجيش الاسرائيلي انتقلوا في الاشهر السبعة الاخيرة وما هو نوع الملاجيء التي كانوا فيها الى أن قتلوا أو احترقوا حتى الموت في معسكر الخيام في غرب رفح.

توجد تفاصيل كثيرة لا نعرفها ولن نعرفها في أي يوم. مثل سبب تواجد النجار وأبو ربيع قرب معسكر الخيام الكبير أو داخله. نحن لا نعرف اذا كانا هدفين لأنه كانت للجيش الاسرائيلي والشباك أدلة مؤكدة على أنهما يعملان في الذراع العسكري لحماس أو أن الامر يتعلق بالافتراض والتقدير. أو اذا كانا هدفان ايضا للانتقام بسبب العمليات التي قاما بتنفيذها في بداية سنوات الالفين. نحن نعرف ما الذي كانا سيختاران فعله لو أنه تم اطلاق سراحهما والذهاب الى بيوتهما في الضفة. هل كانا سيفضلان تغيير المسار؟ نحن لا نعرف اذا كانت الاموال التي نقلوها كما تم الادعاء كانت لغرض تنفيذ العمليات أو لمساعدة عائلات القتلى الفلسطينيين.

المعروف هو أنه في حروب الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطينيين منذ بداية سنوات الالفين، ولا سيما في السبعة اشهر للحرب الحالية في القطاع، ترسخت عدة تقاليد تسمح بالقتل الجماعي للمدنيين في غزة وفي الضفة الغربية. هذه التقاليد يبلغنا عنها قبل أي شيء آخر التقارير والشهادات من الميدان الفلسطيني، ايضا من التقارير الصحفية المستقلة التي نشرت حول اوامر فتح النار وسلوك الجنود. 

1- تعريف “الضرر الثانوي”، الذي أصبح مسموح مع مرور السنين، أي عدد المدنيين الفلسطينيين الذي يسمح رجال القانون في النيابة العسكرية (وفي نيابة الدولة) بقتلهم، وأنهم مستعدون للدفاع عنه في هيئات قانونية دولية، مقابل هدف واحد محدد (عسكري رفيع في حماس أو في تنظيم فلسطيني آخر، شخص في المستوى السياسي، أو صراف أو موظف أو مسلح صغير أو فتحة نفق أو موقع عسكري فارغ). حسب تحقيقات يوفال ابراهام في “محادثة محلية” فان عدد “غير المشاركين” المسموح قتلهم هو 20 شخص مقابل هدف صغير، و100 شخص مقابل هدف كبير. 

2- “بنك الاهداف”: أي النشطاء في تنظيمات فلسطينية مسلحة، الذين من المسموح والمرغوب فيه قتلهم (أو اعتقالهم في الضفة الغربية). هذه بئر بدون قاع، يشمل ايضا النشطاء السابقين الذين يمكن أن يكونوا توقفوا عن نشاطاتهم العسكرية أو السياسية، ويشمل ايضا عناوين لم تعد محدثة.

3- مكان الاصابة: بنك المعلومات يسمح بقتل فلسطيني ليس فقط في الجبهة أو اثناء معركة أو تبادل لاطلاق النار، حيث يكون ينوي اطلاق صاروخ أو وهو يسير مع حزام ناسف. دمه مهدور ايضا حتى لو كان نائم في سريره، أو كان يتم علاجه في المستشفى أو يقوم بزيارة قريب مريض، ايضا حتى لو كان يوجد مع اولاده أو والديه، أو كان يعمل في نشاطات مشتبه فيها، يقف قرب نافذة في البيت أو على السطح أو يركب دراجة، أو يشعل النار لتسخين الماء.

4- مناخ عدم انضباط المستويات المتدنية لأوامر الاعلى منهم وعدم اهتمام هذه المستويات المتدنية بالسياقات السياسية الفورية التي تضمن الاهتمام العالمي: كما كان الامر في الاطلاق القاتل للنار على العاملين في منظمة الاغاثة الدولية، “المطبخ المركزي العالمي” في 2 نيسان الماضي، ايضا في اطلاق نار دبابة على ما اعتقد الجيش الاسرائيلي أنه “مشتبه فيهم”، الذين كانوا من مئات السكان الجوعى الذين انتظروا قوافل المساعدات وانقضوا على شاحنات الغذاء في 29 شباط.

5- المناخ العام في اسرائيل لتجاهل الوقائع: تحت غطاء كلمات مغسولة مثل “اخلاء السكان” و”الجيش الاسرائيلي يعمل” و”منطقة انسانية” – حقيقة وجود معسكرات الخيام التي تنقصها البنى التحتية وأي حماية من اضرار الطبيعة والقصف، لم يتم غرسها في الوعي. نفس الامر ينطبق على كثير من الخبراء في الصواريخ البالستية الذين يبدو أنهم لا يهتمون بحساب مدى تأثير الصاروخ حتى على المدنيين الذين يقفون قريبا من المكان.

6- عملية متطرفة لنزع الانسانية عن الفلسطينيين في اوساط دوائر واسعة في اسرائيل وفي اوساط الجنود. الاستخفاف بحقهم في الحياة والعيش باحترام وصل في السنوات الاخيرة، ليس فقط منذ   7 اكتوبر، الى حضيض غير مسبوق. هذه العملية تؤثر، بوعي أو بغير وعي، سواء برغبة واخلاص أم لا، ايضا على المستويات المهنية، سواء في وزارة العدل أو في غرف العمليات أو في هيئة الاركان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى