ترجمات عبرية

هآرتس: الاعتدال الفلسطيني هو العدو اللدود لنتنياهو وشركائه في الجريمة التاريخية

هآرتس 26/9/2025، كارولينا ليندسمان: الاعتدال الفلسطيني هو العدو اللدود لنتنياهو وشركائه في الجريمة التاريخية

 يصعب التفكير بتعبير اكثر وضوحا عن موقف إسرائيل المضطرب تجاه محمود عباس من طلبها الذي تمت الموافقة عليه لمنع دخوله الى الولايات المتحدة من اجل منعه من المشاركة في مؤتمر حل الدولتين في الأمم المتحدة. لذلك، اجبر عباس على التحدث عبر الفيديو.

 سياسة إسرائيل الخارجية هي نكتة متدنية المستوى. السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، داني دنون، نزل امس عن السكة واقترح في الراديو “جباية ثمن من فرنسا” – فرنسا؟ ردا على دورها في عملية الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ما الذي يفكر فيه عندما يقول “ثمن”، الله أعلم. الغباء هو في النهاية لا حدود له.

 مؤخرا بدأنا في شن حرب ضد الصين، عندما اتهمها رئيس الحكومة علنا بانها تدير حملة ضدنا هي وقطر. وبيننا وبين انفسنا، أي دولة أخرى كان سيخطر ببالها تصفية الأشخاص الذين تجري معهم مفاوضات لاطلاق سراح مخطوفيها، بالذات على أراضي دولة الوساطة؟ اذا كان هذا ممكن فان كل شيء ممكن. ارسال الموساد لتدمير برج ايفل؟ تزوير نتائج فحص حمل زوجة ماكرون؟ دائما العقل اليهودي احب التفكير خارج الصندوق.

 بدون أي ذرة خجل فان دنون يريد أيضا معاقبة السلطة الفلسطينية لانها – اسمعوا جيدا – “قفزت عن المفاوضات مع إسرائيل”. كيف يمكن ان سفير الدولة التي رئيس حكومتها يقوم باهانة محمود عباس منذ عشرين سنة، رفض باستهزاء اليد الممدودة للسلام فقط لانه كان في هذه اليد غصن زيتون وليس حزام ناسف كما يحب نتنياهو شركاءه؛ دولة اخترعت مفهوم “الإرهاب الدبلوماسي”، أي انهيار التمييز بين الإرهاب والدبلوماسية؛ كيف لا يخجل من اتهامها بالرفض السياسي؟ ما المدهش في ذلك؟ كيف يعقل ان يشعر بالعار شعب يحرف معنى شعب الله المختار ليرسخ اعتقاد ان الله يؤيد كل أفعال هذا الشعب؟ شيك أخلاقي مفتوح من الله. كيف سيثور خجل من فقدوه؟.

 هل كلف أي احد نفسه عناء الاستماع الى خطاب عباس؟ هل قام أي احد حتى ولو بلفتة صغيرة بعد الخطاب الذي شمل كل ما ترغب فيه إسرائيل، والأكثر من ذلك هو طلب تحوله الى اليهودية والتبرع للمستوطنات؟ خمنوا بأنفسكم. الاعتدال الفلسطيني هو العدو اللدود لنتنياهو وشركائه في الجريمة التاريخية.

 لصالح كل من لا يهمهم: في خطابه عرض عباس التزامه بدولة فلسطينية تعيش بسلام وبجيرة جيدة الى جانب إسرائيل. هو دعا الى تحرير المخطوفين، وأكد على ان حماس لا يمكن ان تكون جزء من الحكومة وأنه يجب عليها نزع سلاحها، وقد أدان الأفعال التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر، وبعد ذلك عرض إصلاحات تشمل تغيير مناهج التعليم وعدم الدفع لعائلات السجناء والشهداء، وكرر الاعتراف بإسرائيل ورفض محاولة الخلط بين التضامن مع فلسطين واللاسامية، وفي النهاية تمنى لليهود سنة طيبة.

 لماذا ورقة تسقط عن شجرة في الامازون تثير ضجة في إسرائيل اكثر من خطاب محمود عباس، الذي يلبي كل “طلبات إسرائيل” كشرط مسبق للمفاوضات. بالضبط بسبب ذلك. اذا لم تهتف “الله اكبر” قبل الانفجار فهو لن يحدث. اذا لم تقم بقيادة سيارة تويوتا بيضاء وتقوم برش كل ما يتحرك، نحن في ورطة سياسية، من فضلكم، لا تتدخلوا. بعد ذلك يشرحون لنا ويقولون بان العرب لا يفهمون الا لغة القوة. العرب؟ يبدو اننا نعيد ضبط النظر من نفس النقطة التي نعيد فيها ضبط الخجل والعار.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى