هآرتس: الاستحواذ المرضي لعدم اهلية نتنياهو يخدم قادة الانقلاب النظامي
هآرتس 20/11/2024، رفيت هيخت: الاستحواذ المرضي لعدم اهلية نتنياهو يخدم قادة الانقلاب النظامي
في الفترة الاخيرة امتلأت الصحف في اسرائيل بشائعات منمقة عن نية نتنياهو العزل الفوري لرئيس الشباك رونين بار. على الفور بعد ذلك جاء ايضا تفصيل اسباب هذه الخطوة التي ظهر وكأنها اخذت من كتب التاريخ في دول مثل رومانيا في الثمانينيات، أو روسيا (دائما). استغلال اطلاق الالعاب النارية نحو منزل رئيس الحكومة في قيصاريا، والعداوة لجميع حراس العتبة، لا سيما الذين لا يتعاونون مع التخلي المجرم عن المخطوفين، ومحاولة التأثير على رئيس الجهاز بهدف توفير رأي مهني يؤيد محاولة نتنياهو التملص من شهادته في المحاكمة – كل ذلك كان جزء من الذرائع لهذه الخطوة المستقبلية. والى كل ذلك يضاف بالطبع التفسير الدائم لـ “وجود ضغوط شديدة في محيط نتنياهو”.
من غير الواضح اذا كان الحديث يدور عن معلومات تم تسريبها من الحاشية أو أنها كانت من مصدر آخر. المؤكد هو أن تنفيس بالون التجربة هذا يخدم نتنياهو، ويأتي في موازاة استئناف الهجوم الوحشي لاعضاء الحكومة على المستشارة القانونية – التي هي حارسة عتبة اخرى ما زالت واقفة، لوحدها تقريبا، أمام محاولة الحكومة استغلال وضع الحرب وكسر ذراع الديمقراطية في اسرائيل.
اقالة وزير الدفاع يوآف غالنت التي تم وقفها في المرة السابقة في آذار 2023، قام نتنياهو بوضعها مرة اخرى على الطاولة عشية التصعيد في الشمال وهجوم البيجرات في ايلول. في حينه قام باعادتها الى الطبقة العليا في التجميد الى حين التنفيذ الكامل قبل اسبوعين تقريبا. ما تحقق في هذه الفترة هو تطبيع الفكرة، التي في البداية تم النظر اليها كما تستحق – فضيحة فاسدة لا اساس لها وليس لها أي صلة بالاعتبارات المهنية، بل هي تنبع من المصالح السياسية. ربما هذا هو الوضع الذي يوجد امامنا: تعويد الجمهور على فكرة اقالة احد حراس العتبة، الذين يتجرأون على معارضة حكم عائلة نتنياهو. فائدة ثانوية، مهمة ايضا، لهذه الشائعات هي تخويف من يتجرأون على التحقيق في الاسلوب الاجرامي السائد في مكتب نتنياهو وفي الحكومة، ويعارضون القوانين الفاسدة.
إن زيادة تهديد الديكتاتورية من ناحية نتنياهو ينبع من ازمات ما زالت حتى الآن لم يتم حلها. الاولى هي الخوف الكبير من تقديم شهادته في المحكمة التي يمكن أن تبدأ في 2 كانون الاول. وحسب مصادر في محيطه، اكبر بكثير من تسريب المعلومات التي تمت سرقتها من الجيش الاسرائيلي وارسالها الى صحيفة “بيلد”، وهي القضية الآخذة في خنق مكتبه – نتنياهو مضغوط من الشهادة، وللدقة، من اخراجه الى حالة عدم الاهلية في اعقاب الالتماسات التي ستقدم للمحكمة العليا اثناءها أو بعدها.
الاستحواذ المرضي لعدم اهلية نتنياهو، يقف ايضا من وراء الرسالة الغريبة والمهينة التي اصدرها رؤساء الائتلاف في الاسبوع الماضي حول هذا الامر، والتي ليس لها أي صلة بالواقع. المستشارة القانونية لا تهدف الى ذلك، وبالتأكيد ليس قضاة المحكمة العليا، الذين يعملون بتشكيلة هشة، محافظة ومليئة بالخوف. في الواقع يبدو أن ردود فعل نتنياهو الهستيرية هي التي اوصلته الى هذه المنطقة. والاكثر خطورة من ذلك هو أنها تدفع كل الدولة نحو صراع خطير وفوضوي بين السلطات. النزاع الشخصي لنتنياهو مع جهاز انفاذ القانون والخوف الكبير من السجن، تخدم ايضا خيال قادة الانقلاب النظامي. فهم يهتمون باقالة المستشارة القانونية للحكومة أو رئيس الشباك، التي سيتم الغاءها في المحكمة العليا، ضمن امور اخرى، بسبب التضارب الواضح للمصالح الذي يوجد فيه من قام بعملية العزل، الامر الذي سيؤدي الى الفشل التاريخي والفوضوي بسبب عدم احترام الحكومة لقرار المحكمة العليا.
السبب الثاني في خيبة أمل نتنياهو هو عدم النجاح في حل ازمة قانون الاعفاء من التجنيد. مثلما تشير جميع الاستطلاعات التي فيها حزب وزير المالية يوجد هو و”بلد” وجدعون ساعر تحت نسبة الحسم. الجمهور المتدين القومي لا يشتري هذه الهراءات، كما أنه رغم تعليمات الصقورية إلا أن ادارة ترامب لا يبدو أنها ستقدم هدية الضم، على الاقل ليس في المستقبل القريب.
ازاء الازمة المتطورة في جهاز الاحتياط، ووقوف لجنة الخارجية والامن يولي ادلشتاين وبعض اعضاء حزب الصهيونية الدينية، الذين في هذه الاثناء يلمحون الى أنهم لن يؤيدوا أي عملية خداع تعفي الحريديين من التجنيد – يبدو أن نتنياهو غير قريب من الحل. في اعقاب ذلك يبدو أن نتنياهو يقوم بدحرجة اشياء نحو كل من يهدد بالوقوف في طريقه، سواء امام محاولته اليائسة لاحباط تقديم شهادته، أو بهدف اعفاء الحريديين من التجنيد.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook