هآرتس: الاساس هو أن الصواريخ لم تمس بكرامتنا
هآرتس 18/4/2024، يوسي كلاين: الاساس هو أن الصواريخ لم تمس بكرامتنا
القاعدة تطالب بالردع. مركز الليكود يضغط. بن غفير يفحص وبردوغو يطلب. إذا ألا نعطيهم ما يريدون؟. في نهاية المطاف هذا لن ينتهي إلا عندما يشعر أحد ما بأنه حصل على ما يكفي من الكرامة. الاساس هو أن صواريخهم لم تمس بكرامتنا، وانتقامهم، الذي سيأتي بعد ردنا، لن يمس مرة اخرى بما بقي من كرامتنا بعد اليومين اللذين مررنا فيهما بخوف مرعب.
“الى متى ستستمر دائرة الرعب/ من يقوم بالملاحقة هو الملاحَق/ من يضرب هو المضروب/ متى سينتهي هذا الجنون”، تساءلت حافا البرشتاين. والجواب هو: هذا لن يحدث أبدا. الكرامة لا توجد لها حدود. ونحن مثل لاعب الشطرنج السيء المليء بالثقة والحيوية، والذي يخطط عدة خطوات الى الامام، كل واحدة منها اسوأ من سابقتها.
خطوتنا اللامعة: ايران نعم، المخطوفون لا، فليموتوا.
الاستوديوهات تفجرت من الغطرسة. نحن نسينا 7 اكتوبر. نسينا الدراجات التي احتلت نير عوز. وبول “التفوق التكنولوجي” مرة اخرى وصل الى رؤوسنا. الفئران تجلس في الاستوديوهات وتناقش النصائح: هل يجب علينا ابتلاع كل القط أو الاكتفاء بذيله. في نهاية المطاف اكتفوا بدعوة انفعالية: امسكونا! امسكونا قبل أن تسيطر علينا مرة اخرى نوبة الهستيريا ونقتل (بالخطأ!) بضعة اوروبيين آخرين من الذين يحبون السلام (بعد ذلك على الفور نقوم بالاعتذار!).
نحن نطالب بأن نعود لنصبح ضحايا.
لقد نسينا للتو كم هو مريح أن تكون ضحية. في داخل كل معتدي تختبيء ضحية. الستة ملايين حل مكانهم 7 اكتوبر. نحن نكشف فظائع يوم السبت ذلك مثل المتسول الذي يكشف عن قدمه المبتورة (هذا نجح الى أن تم اكتشاف أن المتسول يضرب زوجته واولاده).
“ايذاء تنافسي”، هكذا عرف عالم النفس البريطاني، الدكتور ماسي نور، محاولة المعتدي تبرير افعاله بالادعاء أن معاناته أكبر من معاناة ضحيته.
على من يلقون بالمسؤولية عن المعاناة؟.
قبل أي شيء آخر هم يلقون بـ “المسؤولية” بعيدا جدا. المسؤولية يلقونها بشكل عام على الجندي الصغير، والجندي الصغير الجديد الآن هو “العقيد”. فهو الذي قرر لوحده (نتنياهو وغالنت لم يعرفا، كما قال المحللون من اجل التهدئة) قتل أبناء هنية، تفجير المفاوضات بشأن المخطوفين، قتل الايراني واسقاط الصواريخ علينا.
لكن ليس وحده هو المسؤول فقط.
مسؤول ايضا الضابط الصغير الذي ضغط على الزر الذي قتل الجنرال. ومسؤول ايضا الشخص الذي قتل أبناء واحفاد هنية. فهم عرفوا ماذا يفعلون ولم يرفضوا ولم يسألوا لماذا. هم ليسوا روبوتات وليسوا منفصلين. هم عرفوا تداعيات قتل الايراني وأبناء هنية. ماذا سيقولون لاولادهم؟ “فقط أنا قمت بتنفيذ الاوامر“؟.
لقد عرفنا كل شيء حتى قبل المقابلة مع نداف ارغمان.
نحن لم نكن بحاجة الى ارغمان من اجل معرفة أن نتنياهو يقوم بتأخير صفقة المخطوفين ويقودنا الى كارثة. ايضا رونين بار ودافيد برنياع يعرفان. فهما ايضا سمعا ارغمان، سمعا وصمتا. ولم نسمع منهما أو من غانتس ومن ايزنكوت يهبان للدفاع عن نتنياهو. هم لم يقولوا إن ارغمان كان يكذب أو أنه اخطأ أو قام بالتشويه. ولكن هذا لا يعفيهما من المسؤولية. فالمسؤولية ملقاة ايضا على من يجلسون وايديهم متشابكة الى جانب شخص مجنون يقوم بدهورة السيارة الى الهاوية. أي وجه يوجد لبرنياع وبار وهما يدخلان الآن في مفاوضات كل العالم يعرف أنه لن يخرج منها أي شيء؟ أي وجه يوجد للاشخاص الـ 64 الذين هم ايضا يعرفون، لكن لا يوجد بينهم أي وطني واحد في مستوى الوطني الصهيوني، يقول إن الملك عار وأنه يجب أن يذهب.
وماذا عنا؟ ايضا سيسألوننا ما سألناه للغزيين: لماذا لم تثوروا؟ كيف سمحتم لعصابة بأن تسيطر عليكم؟ الآن نحن ننشغل في اشعال الشرق الاوسط، ومع قليل من الحظ اشعال كل العالم. مرة اخرى نحن نجلس فوق الغيمة اللينة لوهم جميل وخداع نفس لذيذ وكأننا الأقوى في العالم. حتى الآن الامور تسير معنا بصورة لا بأس بها. نار في المناطق ونار في غزة ونار في الشمال. بن غفير يصرخ فرحا، وعميت سيغل يقول بسرور: عيد فصح سعيد، أيها اليهود، توجد لدينا حرب يأجوج ومأجوج!. وفي كل ما يتعلق بالكرامة الوطنية، يجب أن تثقوا بهم. فهم سيحاربون من اجلها حتى الاسرائيلي الاخير.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook