ترجمات عبرية

هآرتس: الاحتفال بذكرى 7 اكتوبر هل هذا هو المهم الآن؟

هآرتس 29/8/2024، جدعون ليفي: الاحتفال بذكرى 7 اكتوبر هل هذا هو المهم الآن؟

في كل صباح في الساعة الثامنة كان يركض طابور الصباح في ساحة المدرسة الاساسية التي تعلمت فيها. أحد الطلاب، واحيانا كنت أنا، كان يقرأ في مكبر الصوت سفر من التوارة: “اليوم هو يوم السبت الخامس، الذي كان اللاويون يقولون فيه في الهيكل…”.

هكذا كان يبدأ يومنا خلال ثماني سنوات، مراسم دينية وطنية في المدرسة العلمانية في تل ابيب. حصة “استقبال السبت” كانت الحصة الاخيرة في كل يوم جمعة، الذي كنا نرتدي فيه اللون الازرق والابيض، الوان القومية كانت هي الوان ملابس الاحتفال. في الصف الثاني كان احتفال بمناسبة تسلم كتاب التوراة الاول من المدير. 

في 15 شباط كان الاحتفال بغرس الاشجار. وفي عيد الاسابيع كان الاحتفال بالبواكير. في ذكرى شهداء الجيش الاسرائيلي كانت ميلي رونشتاين تغني عن دودو الذي كانت له غرة مجعدة. مراسم الاحتفال بيوم الكارثة اتذكرها بشكل أقل. في احتفالات الذكرى ارتدينا الازرق والابيض ووقفنا بصمت. 

سنوات الطفولة كانت مليئة بالمراسم. جميعها وطنية أو دينية – وطنية. نحن اعتقدنا أن هذا أمر عادي. لم نعرف واقع آخر. هذا كان زمن بلورة الشعب. لذلك تم الاعداد لهذه المراسم. الكثير منها مصطنع وحتى مضحك بنظرة الى الوراء. هل نحن تبلورنا أم لا. العدد الكبير من الاحتفالات لم يترك اسرائيل منذ ذلك الحين. يوجد فيها عدد كبير من الاحتفالات مثلما يوجد فيها الكثير من النصب التذكارية. اكثر من أي دولة اخرى. ربما لا يوجد كل يوم عيد، لكن يوجد احتفال كل يوم. الجيش هو الرائد بالطبع: أداء القسم عند بداية الخدمة في حائط المبكى أو في متسادا، انهاء الدورة، ماراثون القبعات. الآن هذه الاحتفالات تجري بحضور الآباء. 

اذا كان ما زال من الممكن فهم طقوس الحياة في دولة فتية ومترددة، على شفا جيل البطولة، فان هذا أمر مثير للشفقة وسخيف. الذروة سجلت في هذه الفترة. يوم ذكرى لحرب لم تنته بعد، لا يوجد لنا حتى الآن. مجتمع مصاب بالندب وينزف: من مع احتفال ميري ريغف ومن مع احتفال روتم سيلع. 

المذيعة السابقة للجيش الاسرائيلي مقابل المذيع السابق لمكيفات “تورنيدو”. هل شلومو آرتسي سيشارك في الاحتفال البديل وماذا سيغني افيف غيفن؟ هل عيدن بن زكين في “حكومتي”؟، اوفكيم أو تل ابيب؟ مع أو بدون جمهور؟ كيف سيكون الاحتفال ومن الذي سيديره؟ كم عائلة من عائلات المخطوفين ستظهر في “حكومتي” ومن العائلات التي ستقاطع ذلك؟ الاشكناز مع سيلع والشرقيون مع ريغف. بعد قليل ستندلع الحرب الاهلية.

منذ فترة طويلة لم يكن عندنا نقاش عام مليء بمثل هذه المشاعر. كل هذا النقاش يركز على احتفال لم يتم اجراءه بعد وعلى حرب لم تنته بعد. العواصف في اسرائيل هي دائما تثور على أمور تافهة وفارغة. كل ذلك من اجل الهرب من الانشغال بالامور المصيرية حقا، التي لا أحد يريد مواجهتها.

لماذا اصلا مهم اجراء احتفال ذكرى لـ 7 اكتوبر. هل هناك أي أحد لا يتذكر ذلك؟ هل هناك أي أحد تعلم أي درس؟ العائلات في الحداد والاحتفال في ذروته، الاسرائيليون ينشغلون بحياتهم، واليأس يسيطر على الجميع. ماذا يفعلون؟ يوجهون كل شيء للحرب على الاحتفال. لولا ذلك لكان الامر محزن جدا، هذا كان مسليا وساخرا، حانوخ ليفيني. منذ 7 اكتوبر اسرائيل تتمرغ بلا توقف في 7 اكتوبر. لم يولد بعد برنامج واقعي لا يتمرغ في هذا اليوم، اليوم الاطول في تاريخ اسرائيل، اليوم الذي لا ينتهي. ايضا ذلك تم اعداده كي يبعد، يتنكر ويهرب اساسا. نتمرغ في الماضي ولا نضطر الى التفكير في كيفية الخروج منه؛ نقوم بلعب دور الضحية ولا نضطر الى مواجهة ضحايا جرائمنا الفظيعة.

7 اكتوبر لا يحتاج أي احتفال. هو يعيش ويتنفس. ميت ومخطوف وحاضر بلا توقف. عندما يكون الاحتفال هو الاساس والحدث الذي يقرر الوعي، فانه من الواضح أن أحد هنا يهرب من البشرى. أحد لا يريد النظر مباشرة الى الواقع، وفي المقابل يفضل توجيه النظر الى الاحتفال. ليكن احتفال واحد، اثنان أو عشرة – هل هذا هو المهم الآن؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى