هآرتس: الإدارة المدنية بدأت حفريات اثرية في قرية سبسطيا الفلسطينية في الضفة

هآرتس 13/5/2025، هاجر شيزاف: الإدارة المدنية بدأت حفريات اثرية في قرية سبسطيا الفلسطينية في الضفة
وزارة التراث اعلنت صباح أمس بأنها بدأت بالحفريات في الموقع الاثري سبسطيا الذي يوجد في الضفة الغربية بعد ان امتنعت اسرائيل عن القيام بذلك لعشرات السنين. الحديث يدور عن خطوة مختلف عليها، حيث انه حسب القانون الدولي يحظر على القوة المحتلة القيام بحفريات اثرية في المناطق المحتلة. الموقع الاثري يوجد قرب قرية سبسطيا الفلسطينية، الذي هو بالفعل جزء من القرية. سبسطيا وطريق الوصول الى الموقع تعتبر مناطق ب، في حين ان المنطقة الاثرية تعتبر مناطق ج.
الاعمال في الموقع يديرها ضابط ركن الاثار في الادارة المدنية، وهي تتم في اطار تنفيذ قرار للحكومة اتخذ قبل سنتين والذي بحسبه الحديقة الوطنية “شومرون” التي يوجد فيها الموقع سيتم ترميمها بتكلفة 32 مليون شيكل. وجاء في حينه ايضا بأن سلطة الطبيعة والحدائق ستبلور خطة اعادة تاهيل وسيقام في الموقع مركز سياحي وسيتم شق شارع مباشر للوصول اليه. الشارع المخطط له الذي لم يتم شقه بعد، يستهدف استبدال الطريق الحالية الى الموقع التي تمر داخل قرية سبسطيا.
رغم ان الموقع الاثري يعتبر حديقة وطنية توجد تحت سيطرة سلطة الطبيعة والحدائق فان زيارة الاسرائيليين هناك غير متواترة. على الاغلب الحديث يدور عن جولات منظمة في الاعياد، تتم بمرافقة عسكرية، ضمن امور اخرى، لأن طريق الوصول الى الموقع يمر في مناطق ب. في السنوات الاخيرة مجلس شومرون يدفع قدما باعادة تاهيل الموقع والاستثمار الحكومي فيه.
المرة الاخيرة التي اجريت فيها حفريات في الموقع الاثري بشكل واسع كانت في الاعوام 1931 – 1935. ومنذ ذلك الحين جرت فيه فقط حفريات مقلصة من بينها حفريات القسم الاردني للاثار في 1967 واعمال ترميم نفذتها الادارة المدنية قبل عشر سنوات تقريبا. في هذه المرحلة ما زال من غير الواضح هل الحفريات التي بدأت الآن وتنفذ في هوامش الموقع ستقتصر على اعادة الترميم فقط كما حدث في السابق، أو هي ستتطور وتصبح حفريات اثرية اكاديمية. مع ذلك، حسب اقوال مجلس شومرون فان الحفريات يتوقع أن تتوسع في المرحلة القادمة وتصل الى منطقة رئيسية في الموقع، التي يوجد فيها حسب التقديرات قصر ملوك اسرائيل.
الموقع يعاني من الاهمال لفترة طويلة وهو يشمل طبقات قديمة مرتبطة بمدينة العاصمة بيت عمري، سلالة ملوك مملكة اسرائيل، المملكة الشمالية التي حسب المكريه انفصلت عن المملكة الموحدة لدافيد وشلومو. في هذه الطبقات تم العثور على عدد من القطع الاثرية المثيرة للانطباع من تلك الفترة، من بينها بقايا القصر، مغارة قبر محفور في الصخر، قطع فخارية عليها كلمات بالعبرية.
رئيس مجلس قرية سبسطيا محمد عزام قال للصحيفة بأنهم لم يبلغوه عن تنفيذ الحفريات ولم يوضحوا طبيعتها. وحسب قوله فان هذه المنشأة اصبحت منطقة عسكرية مغلقة ولا يسمح للسكان بالاقتراب منها. وقال ايضا بأنه في السنة الاخيرة سجل ارتفاع حاد في عدد المرات التي دخل فيها الجيش الى القرية – عمليات دخول جرت حسب قوله، كل يوم. “هذه منطقة سياحية مفتوحة والجميع يمكنهم القدوم الى هنا، بما في ذلك السياح الاسرائيليين، الذين ليس لنا أي مشكلة في أن يأتوا، لكن الهدف هنا هو هدف استيطاني وليس سياحي”، قال.
في منظمة “عيمق شفيه” انتقدوا بشدة هذه الخطوة وقالوا إن “مهمة قوة الاحتلال هو الحفاظ على الاثار والتراث بشكل مؤقت لصالح السكان المحتلين. السيطرة على سبسطيا هي العكس المطلق، وضع المواقع الاثرية في خدمة الضم والطرد، الامر الذي يحولها الى ساحة حرب”.
وزير التراث عميحاي الياهو قال “سبسطيا هي موقع مهم جدا في تراثنا التاريخي والوطني. اقامة حديقة شومرون الوطنية في الموقع هي خطوة مهمة للحفاظ على التراث اليهودي والثقافي في ارض اسرائيل”. رئيس مجلس شومرون، يوسي دغان، بارك الحفريات وقال “هذا يوم تاريخي، لا يوجد شعب توجد له علاقة بوطنه اكثر من شعب اسرائيل بارض اسرائيل. عندما يحفرون في السامرة القديمة فانهم يلمسون التوراة بايديهم. وأن تعيش في السامرة هذا ليس فقط حق، بل هو ايضا واجب من اجل الحفاظ على المواقع التوراتية الاكثر قدسية”.