ترجمات عبرية

هآرتس – افتتاحية – 11/3/2012 وهم النزاع المنتهي

بقلم: أسرة التحرير

 

          فجأة اشتعلت في نهاية الاسبوع الساحة الجنوبية. تخطيط في غزة لعملية متداخلة على الحدود المصرية؛ هجوم على المبادرين للعملية؛ اطلاق صواريخ كرد فعل نحو مدن النقب ولخيش؛ هجمات اخرى في غزة – والهدوء القصير والهش يخترق. بطاريات “قبة حديدية” عملت بنجاح بشكل عام، ولكن ليس لمعظم السكان تحصين وأثناء الحرب ستؤخذ البطاريات لاعتراض صواريخ تهدد قواعد سلاح الجو. لا حاجة الى تجسيد افضل لصحة أقوال الجنرال جيمز ماتس، قائد ساحة الشرق الاوسط في الجيش الامريكي، الاسبوع الماضي.

          بينما يحتفل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وشركاؤه الطبيعيون في اليمين الاسرائيلي في اثناء زيارته الى واشنطن بانجازه الموهوم – نسيان النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني وابراز خطر النووي الايراني – جاء ماتس وأعاد الحاجة الى تحقيق تسوية للنزاع الى مكانها المناسب.

          ماتس ليس سياسيا يتنافس في الانتخابات. ليست له مصلحة في أصوات اليهود الامريكيين او أموالهم. عطفه على الجيش الاسرائيلي وصداقته مع الاسرائيليين هما علنيين وبعيدي السنين. كل جهد لعرضه كمعاد لاسرائيل او كمتزلف للعرب، الذين يسكنون في دول هامة في المنطقة التي يتحمل المسؤولية فيها، سيكون كاذبا. ومثل أسلافه في المنصب، يرفض ماتس تجاهل الصلة التي بين النزاع الاسرائيلي – العربي بما في ذلك انعدام الحل للتوترات الاسرائيلية – الفلسطينية، وبين مشاكل اخرى في الشرق الاوسط. ليس كل شيء ينبع من النزاع. توجد عناصر اخرى لمواجهات فتاكة، بين الشيعة وبين السُنة وبين ايران ودول في الخليج الفارسي، مثل الاضطراب في سوريا ايضا و “اليقظة العربية”، على حد تعبير ماتس. ولكن في ظل غياب حل للنزاع “يبقى غليان الوعاء الاقليمي على نار كبيرة”، الحكومات العربية تضعف وتصبح أكثر انصاتا من الماضي لسكانها، الذين يكنون العداء لاسرائيل، وتتضرر قدرة الامريكيين على قيادة حلف اقليمي ضد مخاطر مشتركة للدول المعتدلة ولاسرائيل – وعلى رأسها ايران المتحولة نوويا.

          التلبث في تسوية النزاع سيء لاسرائيل. والاعتقاد بان زعماء العالم والمنطقة يئسوا من التسوية وتراجعوا عنها هو وهم، يرتفع ثمن الصحوة منه مع الزمن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى