هآرتس – افتتاحية – 11/11/2012 دعوا الرئيس لحاله
بقلم: أسرة التحرير
ينهي الرئيس شمعون بيرس زيارة سياسية هامة الى روسيا. قبل بضعة أسابيع أثار عاصفة عندما أعلن على الملأ عن موقفه بالنسبة للقصف في ايران. كما يجتهد بيرتس كي يبث حياة في جثة المسيرة السلمية. وهو بالتأكيد ليس رئيسا “رمزيا” يكتفي بقص شريط او مقابلات للصحافة في أيام العيد. اكثر شبابا منه سيجدون صعوبة في الايفاء بوتيرة عمله. بيرس ليس فقط رئيسا اسرائيليا، بل هو يعكس في نظر زعماء العالم اسرائيل سوية العقل، الفهيمة، المحبة للسلام، الصورة التي انهارت تحت حكم رؤساء وزراء مغرورين وذوي نزعة قوة. وهو يرمز بنظر العديد من الاسرائيليين الى ما ينبغي لاسرائيل أن تكونه.
وعليه فلا غرو أنه في موسم الانتخابات حيث جملة مخيبة للامال من المرشحين لرئاسة الوزراء، يرفع من جديد اسم بيرس كمن هو جدير وقادر على أن يقود اسرائيل الى شواطيء اكثر امانا. سياسيون من الوسط واليسار يدقون بابه ويعرضون عليه التقدم بترشيح نفسه. مرشحون مستعدون لان يقبض الواحد رقبة الاخر يروون، بتواضع مناسب، بانهم مستعدون لان يكونوا رقم اثنين في قائمته. اما بيرس نفسه فيحاول الاقناع بانه “لا يعنى بذلك”، وأنه ليس لديه النية للتنافس على رئاسة الوزراء وانه يعتزم استنفاد ولايته حتى نهايتها. غير أن شدة النفي بالذات تطرح الاشتباه بان بيرس ينصت للعروض.
من الصعب الا نفهم زعيما، ولا سيما “خاسرا متقاعدا” فجأة يعتبر خشبة الانقاذ الاخيرة للامة. يجمل بمحبي خيره وخير أنفسهم أن يهدأوا. بيرس هو رئيس ممتاز. فقد أعاد الى مؤسسة الرئاسة الشرف الذي فقدته، وحقنها بقوة منحتها تأثيرا على حياة الدولة. ولكنه لا يمكنه ولا ينبغي له أن يشكل “لجنة معينة” او “وصيا” ينبغي له أن يدير مصنعا فاشلا. القيادات الحزبية هي تلك المطالبة بأن تخلق زعماء جدد، ان تقيم سياسة جديدة وأن تقترح سياسة تنقذ اسرائيل من أزماتها. سياسة تعتمد على الفهم الواعي لمصالح اسرائيل وليس على “الورقة المظفرة”. مشكوك أن يضمن الدخول المتجدد لبيرس الى السياسة انتصاره وانتصار محبي طريقه. وهو لا بد سيحرم اسرائيل من مرشد حيوي في زمن العاصفة.