ترجمات عبرية

هآرتس: اسرائيل لها اهداف طموحة، ولكن نتائج الاغتيالات الاخيرة جزئية ومخيبة للآمال

هآرتس 11/9/2025، عاموس هرئيل: اسرائيل لها اهداف طموحة، ولكن نتائج الاغتيالات الاخيرة جزئية ومخيبة للآمال

الاحتفال كان مبكر جدا. تقريبا بعد يومين على هجوم سلاح الجو في قطر يتعزز الشك بان العملية لم تحقق الاهداف المعلنة. حماس وحكومة قطر ما زالت تحافظ على تعتيم حول نتائج الهجوم. ولكن في هذه المرحلة يبدو ان عدد من كبار قادة المنظمة الارهابية الذين اصيبوا في قصف اسرائيل، يبدو أنه اقل مما اعتقد في البداية. اضافة الى ذلك تبين ان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قرر القيام بالهجوم رغم معارضة معظم كبار قادة جهاز الامن ورغم التحذير الشديد الذي اسمعوه حول التاثير السلبي المحتمل للهجوم على صفقة التبادل.

كلما طالت الحرب الاقليمية وتعقدت فان اسرائيل تاخذ على عاتقها اخطار اكبر للقيام بعمليات اغتيال. قبل اسبوعين هاجم سلاح الجو مدينة صنعاء في محاولة لاغتيال معظم كبار رجال حكومة الحوثي في اليمن. أول أمس تم تفجير طاقم المفاوضات لحماس في قطر، في ذروة جلسة خصصت لبلورة استراتيجية في المفاوضات حول صفقة التبادل. ليس فقط ان الهجمات اصبحت اكثر فاكثر بعيدة المدى، والاهداف اصبحت طموحة اكثر. حتى الاونة الاخيرة الاغتيالات المتسلسلة وصفت بانها سلسلة نجاحات متصاعدة. ولكن الهجوم السابق في اليمن حقق فقط نتائج جزئية (رئيس الحكومة وعدد من الوزراء قتلوا، لكن كبار قادة المستوى الامني للحوثي نجوا من الهجوم)، والعملية في قطر ربما ستنتهي بالفشل.

الخطير الكبير يتعلق بحياة المخطوفين وسلامتهم. مسموح عدم التاثر من التنديدات الدولية للعملية الاسرائيلية في قطر. ولكن هل اسرائيل لا تشعر بان حماس ستستغل هذه الحادثة من اجل زيادة التشدد في معاملة المخطوفين في الانفاق أو ستهدد بالمس بهم؟. يفضل القول بوضوح بان الحفاظ على حياة المخطوفين اصبح منذ زمن لا يحتل الاولوية بالنسبة لرئيس الحكومة. ما يوجه اعتباراته هو الحاجة الى البقاء في الحكم بكل الطرق، وطريقة تحقيق ذلك، حسب رأيه، هو حرب طويلة بقدر الامكان.

حتى الآن الرئيس الامريكي دونالد ترامب يسمح له بالمزيد من الوقت في غزة – لكنه يدفعه الى ان لا يطيل الحرب اكثر من اللزوم. هناك تقدير بان ترامب سيطلب منه انهاء القتال حتى نهاية السنة. لذلك، نتنياهو يصمم على توسيع العملية البرية في مدينة غزة، في حين ان العملية في قطر طلب رئيس الحكومة تنفيذها قبل البدء بالعملية البرية الكثيفة هناك.

مستوى دعم ترامب للعملية الاسرائيلية يرتبط باستمرار علاقته الجيدة مع نتنياهو. السؤال الذي لم يتم توضيحه بعد هو ما الذي حدث بين القدس وواشنطن في الساعات، أو حتى في الاسابيع، التي سبقت الهجوم. رئيس الاركان ايال زمير هدد بالمس بكبار قادة حماس الخارج في تصريح له في نهاية شهر آب. اسرائيل كما يبدو المحت للولايات المتحدة عن نية العمل في قطر بالتحديد. ولكن في “اخبار 12” نشر ان الامريكيين ادركوا ان الهجوم وشيك فقط عندما تمت ملاحظة الطائرات الاسرائيلية من قبل منظومات الدفاع الجوية لقيادة المنطقة الوسطى في الجيش الامريكي، التي تدافع عن القاعدة الضخمة في قطر. فقط في حينه تم الادعاء، كما اوضحت اسرائيل ما تنوي فعله. هل يحتمل ان البيت الابيض عرف مسبقا، لكنه نسي ابلاغ القادة في الميدان؟. قائد المنطقة الوسطى في الجيش الامريكي زار اسرائيل والتقى مع كبار قادة الجيش الاسرائيلي قبل بضعة ايام فقط.

هنا تطرح امكانية ان ترامب ينثر الضبابية حول الظروف بشكل متعمد كي يحتفظ لنفسه بهامش انكار: فصل الامريكيين عن نتائج الهجوم، لا سيما اذا، بشكل ما، العملية الاسرائيلية اضرت بقطر واخطأت هدفها الرئيسي: قتل كبار قادة حماس.

الرئيس  الامريكي كما هو معروف، لا يحب ان يكون متماهي مع الاخفاقات، ايضا توجد له شبكة علاقات ومصالح معقدة مع قطر.

لكن اذا لم يكن هناك تنسيق كامل، والامريكيون لم يتم ابلاغهم في الوقت المناسب، فانه تكمن في ذلك احتمالية حدوث مشكلة بينه وبين نتنياهو. هذه بالضرورة ليست انباء سيئة، حيث انه منذ فترة طويلة ترامب هو الوحيد الذي ربما يمكنه تحقيق انهاء الحرب، لكن هذا مرهون باستخدام ضغط امريكي مباشر على نتنياهو، الامر الذي حتى الآن لم يتجرأ ترامب على فعله. هذه الليلة نشرت “وول ستريت جورنال” بان ترامب قال لنتنياهو بان الهجوم كان “عمل غير حكيم”. ما الذي اصبح بالامكان رؤيته بوضوح هو الضرر الذي لحق بالعلاقات بين اسرائيل وقطر، مع كل التعقيدات فيها. رئيس حكومة قطر قال أمس في مقابلة مع “سي.ان.ان” بان ما فعله نتنياهو هو ببساطة تصفية أي أمل بالنسبة للمخطوفين.

جيران قطر، بدءا بالسعودية وحتى دولة الامارات، سارعوا الى التنديد بالعملية الاسرائيلية. وكالعادة تلاحظ هنا درجة كبيرة من النفاق. فالعلاقات بين دول الخليج معقدة، وبالتأكيد كان هناك شعور بالشماتة تجاه القطريين الذين يثيرون باستمرار كل ما يحدث حولهم. ولكن ايضا هناك خوف في دول الخليج. حتى الآن طوال الحرب الحالية كانت دول الخليج خارج المجال: اسرائيل لم تعمل فيها، في حين ان ايران اكتفت بهجوم رمزي واحد في قاعدة واحدة في قطر ردا على القصف الامريكي لمنشأة فوردو النووية في حزيران الماضي. الآن حماس، بدعم من ايران، يمكن ان تبحث على اغلاق الحساب في الخليج – مثلا من خلال التهديد بالمس بالسياح الاسرائيليين في دولة الامارات.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى