هآرتس: اسرائيل تنتظر اذا كانت ادارة بايدن ستعمل ضدها، وتحاول حل رسائل ترامب
هآرتس 11/11/2024، عاموس هرئيل: اسرائيل تنتظر اذا كانت ادارة بايدن ستعمل ضدها، وتحاول حل رسائل ترامب
في فوز ترامب في الانتخابات الامريكية تكمن الآن كما يبدو الامكانية الاساسية لالتهام الاوراق في الشرق الاوسط، وربما لانقاذ اسرائيل من حرب الاستنزاف الطويلة التي وجدت نفسها فيها في عدد كبير من الساحات. رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على قناعة بأنه يستطيع أن يوظف ترامب لتحقيق اهدافه كما حدث في السابق.
لكن الرئيس الامريكي المنتخب يبث كالعادة رسائل صعبة على الحل منذ فوزه في 5 تشرين الثاني الحالي. ربما الصورة ستتضح فقط عندما سيدخل الى البيت الابيض في 20 كانون الثاني. في هذه الاثناء فانهم في الادارة التاركة للرئيس جو بايدن يتم فحص الآن خطوات شديدة ضد اسرائيل في الفترة المتبقية، ومنها تشديد القيود في مجال تصدير السلاح، وعدم استخدام الفيتو على قرارات مناوئة لاسرائيل في مجلس الامن.
يوآف غالنت، وزير الدفاع الذي اقاله نتنياهو، قال الحقيقة لعائلات المخطوفين في لقاء وداعه لهم في الاسبوع الماضي. وحسب اقواله فقد نضجت الظروف لعقد الصفقة. وليس للبقاء في محور فيلادلفيا حسب رأيه أي مبرر امني أو سياسي. “لن نبقى في غزة، ما العمل. الانجازات الكبيرة تم تحقيقها… أنا اخشى من أن يكون ذلك (تصميم نتنياهو على عدم سحب قوات الجيش الاسرائيلي) قد جاء بسبب رغبته في البقاء هناك. هذا هدف لا يستحق تعريض حياة الجنود للخطر من اجله”، قال غالنت.
عمليا، الصورة محزنة اكثر: لا يوجد للحكومة أي مصلحة في صفقة التبادل. الجناح اليميني المتطرف في الائتلاف يعارض اطلاق سراح سجناء فلسطينيين ونتنياهو يعتمد عليه بالكامل من اجل بقائه السياسي، في حين أنه يعمل على تأجيل تقديم شهادته في محاكمته الجنائية. في المقابل، يتم بذل جهود كبيرة في الاستعداد لسيطرة طويلة على شمال القطاع، التي في اليمين يريدون ترجمتها الى احتلال حقيقي واقامة المستوطنات.
في الاسبوع الماضي نشر في الصحيفة عن خطوات لدفع كل السكان الفلسطينيين في الربع الشمالي للقطاع الى منطقة جباليا. في نهاية الاسبوع وصف مراسل “يديعوت احرونوت”، يوآف زيتون، انطباعه من زيارته في ممر نتساريم، الى الجنوب من هناك. عرض القطاع الذي احتله الجيش الاسرائيلي في الممر ازداد الى 7 كم. الجيش يقيم هناك مواقع تناسب التواجد الدائم، واقام بنى تحتية للمياه وألواح للطاقة الشمسية. زيتون قدر أنه “بعد موت 20 – 30 مخطوف آخر في الاسر فان أي قيادة في اسرائيل لن تعطي حماس هدية على ذلك – ممر للتقطيع استهدف من البداية أن يكون ورقة مساومة في الصفقة”.
في هذه الاثناء اعلن نتنياهو عن تعيين رئيس مقره السابق، يحيئيل لايتر، في منصب سفير اسرائيل القادم في الولايات المتحدة. الدكتور لايتر الذي نجله موشيه، قائد فصيل في الاحتياط في لواء المظليين والذي قتل في السنة الماضية في القتال في شمال القطاع، هو ممثل الجناح الايديولوجي للمستوطنين. هذا تعيين يشير الى التوجه الذي يسعى اليه رئيس الحكومة: اعتراف امريكا بضم المستوطنات في الضفة الغربية (الامر الذي طلبه ولم ينجح في تحقيقه في “صفقة القرن” في 2020). ويبدو أيضا احتلال زاحف في شمال القطاع. البنية التحتية لذلك تتم اقامتها في الوقت الحالي.
في لبنان الجيش الاسرائيلي انتهى بالفعل من المهمة الاساسية التي حددت له وهي تمشيط وتدمير البنى التحتية في صف القرى الاول، 5 كم شمال الحدود مع اسرائيل. الآن الجيش يستعد لاحتمالية تقدم الى صف القرى الثاني. هذه العملية التي رئيس الاركان غير متحمس لها ستكون مقرونة بمشكلتين. الاولى، الطقس سيشتد بسبب الشتاء القريب. الثانية، ستكون حاجة الى تجنيد قوات اضافية للاحتياط، رغم الشكاوى المتزايدة من العبء الملقى على عدد قليل جدا من السكان.
مكتب نتنياهو يبث التفاؤل بخصوص امكانية التوصل الى تسوية سياسية ووقف لاطلاق النار في لبنان في القريب. من غير الواضح اذا كان يوجد لهذه التنبؤات ما تستند اليه. في كل الحالات يبدو أن الحل الذي يسعون اليه هو تحسين قرار 1701 لمجلس الامن الذي انهى الحرب السابقة في لبنان في 2006. هذا بعيد عن الحسم العسكري، لكن اسرائيل يمكنها على الاقل أن تستند الى الانجازات الكبيرة ضد حزب الله في الاشهر الاخيرة والأمل بأنه في المرة القادمة ستعرف كيفية التصميم على نظام تطبيق متشدد اكثر ضد خرق الاتفاق من قبل حزب الله.
في غزة المفتاح يمر بالتدريج الى يد ترامب نفسه. من المرجح أن فكرة الصفقة التي ستحاول انهاء مأساة عائلات المخطوفين وتضع نهاية للقتال، مغرية بالنسبة له. هو يذكر السابقة التاريخية من العام 1981 عندما، فقط عندما دخل رونالد ريغان الى البيت الابيض، أطلق النظام في ايران سراح الرهائن الامريكيين من السفارة في طهران، في مشهد طارد الرئيس الاسبق جيمي كارتر. يوجد لترامب ورجاله خطط اكبر للمستقبل في المنطقة، على رأسها توسيع اتفاقات ابراهيم بشكل يشمل تطبيع بين اسرائيل والسعودية وصفقات ضخمة بين الولايات المتحدة والسعودية.
بصورة تدل الى أي درجة بقيت خطوات ترامب صعبة على التنبؤ، فقد اعلن امس الرئيس المنتخب بأن مايك بومبيو ونيك هيلي، من الشخصيات البارزة في الادارة السابقة التي اقامت شبكة علاقات ودية مع نتنياهو، لن يشغلا أي منصب في الادارة القادمة. في حاشية ترامب هناك عدد غير قليل من ذوي الرؤى الانفصالية، الذين يؤمنون بالحاجة الى تقليص التدخل العسكري الامريكي في ارجاء العالم. يبدو أن أحدهم سيتسلم منصب رفيع في الادارة الجديدة في كانون الثاني.