ترجمات عبرية

هآرتس: اسرائيل الآن هي دولة ابرتهايد

هآرتس 20/11/2024، حجاي العاد: اسرائيل الآن هي دولة ابرتهايد

بعد مرور يومين على الانتخابات الامريكية قامت ايلانا ديان باجراء مقابلة مع كاتب الاعمدة في “نيويورك تايمز” توماس فريدمان. وقد قال في هذه المقابلة بأن ” اكثر شيء يُخاف منه على اسرائيل هو ترامب، الذي ببساطة سيقول لبيبي: افعل كل ما يريده، قم بضم هذا، حافظ على هذا واحتل هذا، لأنه عندها اسرائيل ستبقى مع 7 ملايين يهودي، الذين في نهاية المطاف سيحتلون اكثر من 7 ملايين عربي”.

فريدمان لم يفسر، وديان لم تسأل. كيف بالضبط المستقبل الذي وصفه يختلف عن الوضع الموجود الآن في اسرائيل – فلسطين. عمليا، وصف مستقبل نظري بائس ليس إلا صياغة دقيقة لواقع حقيقي معروف. مع نفي الواقع فان فريدمان وصف ما اصبحت عليه اسرائيل الآن – ومنذ فترة طويلة: واقع ثابت فيه 7 ملايين يهودي يسيطرون، يستغلون ويسلبون الحقوق، من 7 ملايين فلسطيني، أي ابرتهايد.

فريدمان هو محلل حصل على جوائز كثيرة، وهو مقرب من الرئيس جو بايدن، واحيانا يعمل كصوته غير الرسمي. ديان هي من المراسلين المقدرين في اسرائيل. مع ذلك، الاثنان تحدثا عن امور لا يمكن وصفها إلا بالهراءات – هذا الامر تم التعامل معه كمقابلة معقولة بين مراسلين جيدين، ليبراليين ويؤيدان الديمقراطية، ولا يؤيدان اشخاص سيئين مثل نتنياهو أو ترامب، الامر الذي اوصلنا الى ميتشغين، التي فيها تأسست هذه السنة حركة “غير ملزمين” احتجاجا على علاقة ادارة بايدن بالحرب والطريقة التي خدمت فيها الولايات المتحدة القتل الجماعي للفلسطينيين وتدمير غزة. هذه الحركة طلبت من مؤيديها التصويت بـ “غير ملزمين” في الانتخابات المبكرة، من اجل اظهار التحفظ من ادارة بايدن، وفي نفس الوقت المطالبة في أن تعتبر الولايات المتحدة الفلسطينيين بشر وحمايتهم من القتل والتجويع والتطهير العرقي.

مصوتو “غير ملزمين” يمكنهم بالتأكيد الاشارة الى عدد كبير من تصريحات بايدن وانطوني بلينكن، التي عبرت عن التزام عالمي بحقوق الانسان. وكان يمكنهم العودة اربع سنوات الى الوراء، الى وعد بايدن بأن يتصرف بشكل مختلف جوهريا عن سلفه ترامب، وكان يمكنهم اقتباس الخطاب الافتتاحي لوزير الخارجية بلينكن الذي اشار الى العلاقة بين الديمقراطيات القوية وحقوق الانسان وامكانية منع صعود زعماء ديكتاتوريين.

الوعود شيء والواقع شيء آخر. عمليا، ادارة بايدن لم تلتزم بهذه القيم. الديمقراطيون مكنوا اسرائيل من ارتكاب جرائم حرب فظيعة – في الوقت الذي فيه يسلحونها ويدعمونها. حتى “الانذار” الاخير لم يقدم أي شيء باستثناء نموذج آخر يشير الى أي درجة الادارة الامريكية هي لا تلتزم وبحق بالقيم التي اقسمت باسمها. الانذار انتهى بعد 30 يوم، وتقريبا لم تتم الموافقة على أي طلب فيه. ولكن ما هي الخطوات التي تم اتخاذها ضد اسرائيل ردا على ذلك؟ لم يتم اتخاذ أي خطوة. 

السناتور بيرني ساندرز قال: “يجب عدم الدهشة والمفاجأة من أن الحزب الديمقراطي الذي تخلى عن طبقة العمال سيكتشف أن هذه الطبقة تخلت عنه”. هذه الاقوال الدقيقة صحيحة ليس فقط في سياق الاقتصاد. فاذا كان الحزب لا يلتزم بناخبيه أو القيم المعلنة فلماذا سيلتزم به أي أحد.

الجمهور يرى ما وراء الاكاذيب الليبرالية ويرفضها. النتيجة كما هو متوقع هي رئيس ديكتاتور. مع ذلك، نحن بقينا مع التحذير من مستقبل فيه يمكن لاسرائيل أن تفعل ما تريده، في حين أنها في الواقع هي تفعل ما تشاء أصلا، مع سياسيين ليبراليين لا يلتزمون بحقوق الانسان، الذين يتم تكرار اقوالهم من قبل صحافيين ليبراليين لا يلتزمون بالوقائع. مع كلمات سامية، لكن عمليا، هراءات وجرائم حرب.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى