ترجمات عبرية

هآرتس – اسرائيل ابنة 73، لكنها ما زالت بعيدة جدا عن الاستقلال

هآرتس – بقلم  نحاميا شترسلر – 13/4/2021

رغم أننا سنحتفل بعد غد بعيد الاستقلال الـ 73 إلا أننا ما زلنا بعيدين جدا عن الاستقلال الحقيقي، ومن غير المهم أي اساطير وتبجح ورموز ضارة عن العملية في ايران سيخبرنا بها بيبي هذا المساء “.

في هذا المساء، عشية يوم الذكرى، بنيامين نتنياهو سيلقي خطاب. والمجهول الكبير هو، هل سينجح في تحطيم الرقم القياسي للعار الذي وضعه في خطابه السابق عشية يوم الكارثة.

الخطاب كان خطاب لمن يعتبر نفسه مركز العالم. الشمس التي توفر لنا الضوء والحياة، الكارثة دفع بها الى الزاوية وتحدث بالاساس عن نفسه. وقد تحدث مرة اخرى، للمرة الألف، عن اللقاح الذي احضره، وعن اتفاقات السلام التي صنعها، وكيف تحدث مع البرت بوريلا. السؤال هو هل في هذا المساء سيحول ايضا الـ 24 ألف من للذين سقطوا في معارك اسرائيل الى لاعبين ثانويين صغار في العرض الكبير الذي سيقدمه.

في الخطاب عشية يوم الكارثة لم ينس موضوع ايران وقال: “الاتفاق مع ايران لن يلزم اسرائيل”. ولكن أمس في النقاشات حول الموضوع مع وزير الدفاع الامريكي، لويد اوستن، فهم أنه ليس هو من يقرر. العالم لا يدور حوله. وادرك أن الامريكيين يعارضون نشاطات اسرائيل ضد ايران. هم يعتبرونها تخريب للمفاوضات غير المباشرة التي يقومون باجرائها مع ايران بهدف العودة الى الاتفاق النووي. لا يهم ادارة بايدن أن بيبي يعارض الاتفاق ورفع العقوبات عن ايران ويريد أن يمنع ايران من تطوير صواريخ بعيدة المدى. بايدن ببساطة لا يحسب له حساب في كل ما يتعلق بايران. هو يريد العودة الى الاتفاق القديم حتى بثمن رفع العقوبات، وبيبي لا ينجح في اقناعه بخطورة هذا على اسرائيل وعلى العالم.

ايضا التسريبات لوسائل الاعلام عن عمليات مهاجمة نتناز تمس بمصالح اسرائيل. ليس من الحكمة ادخال اليد الى عين ايران من اجل أن يضطروا الى الرد. الحكمة الحقيقية هي ابقاء هذه العمليات في الظلام من اجل أن تسمح للايرانيين بالبقاء في مجال الانكار وعدم الرد. الآن الايرانيون مضطرون ايضا الى التحقيق في الحادثة بصورة عميقة، الامر الذي سيصعب اكثر على تنفيذ عملية مشابهة في المستقبل.

يجب الادراك ايضا بأن هذه العمليات لن توقف ايران، بل هي ستؤخر وستضر، ولكن ليس أكثر من ذلك. أي أنه عشية عيد الاستقلال الـ 73 بقينا الدولة الوحيدة في العالم المهددة بالتدمير، وهذا هو الفشل الذريع لبيبي.

عشية عيد الاستقلال يجدر ايضا الادراك كم نحن نعتمد على الولايات المتحدة. فهي التي تعطينا التفوق العسكري، الطائرات المتقدمة جدا، محركات دبابة المركباة والتمويل للقبة الحديدية وصواريخ الحيتس. هي التي تزودنا كل سنة بأنظمة سلاح بمبلغ 3.5 مليار دولار، وتعاون في مواضيع المخابرات والعلوم.

نحن نعتمد على الولايات المتحدة ايضا في المجال الاقتصادي. وليس صدفة أنهم لم يخفضوا لنا تصنيف الائتمان، رغم الارتفاع السريع في العجز والديون، في الوقت الذي لا يوجد عندنا حكومة عاملة ولا توجد ميزانية أو أي برنامج لتقليص الدين. التصنيف لم ينخفض لأن الجميع يعرفون أن الولايات المتحدة تقف من ورائنا. الجميع يذكرون ايضا أنه في مرات سابقة، عندما تعرضنا لازمات اقتصادية حصلنا دائما على المساعدة من العم سام على شكل هبات أو قروض، حقيقة تمنح من يستثمرون في ارجاء العالم الهدوء النفسي لمواصلة تقديم الائتمان لحكومة اسرائيل.

اضافة الى ذلك، الامكانية الكامنة في الفيتو الامريكي هي التي تمنع مجلس الامن من أن يفرض علينا عقوبات اقتصادية تؤدي الى الشلل في اعقاب السياسة في المناطق. حيث أن 30 في المئة من الناتج لدينا مخصص للتصدير. لذلك، مقاطعة البضائع القادمة من اسرائيل هي سم قاتل للاقتصاد. مع ذلك، تجدر الاشارة الى أنه توجد بوادر لمقاطعة كهذه على شكل مبادرة للاتحاد الاوروبي بوسم أي منتج يأتي من المستوطنات.

أي أنه بالضبط في النقاط التي يتفاخر فيها بيبي، ايران والاقتصاد، فان الواقع معاكس. فهو لم ينجح في القضاء على المشروع النووي الايراني، ولم يوصلنا الى الاستقلال الاقتصادي. ورغم أننا سنحتفل بعد غد بعيد الاستقلال الـ 73 إلا أننا ما زلنا بعيدين جدا عن الاستقلال الحقيقي، ومن غير المهم أي اساطير وتبجح ورموز ضارة عن العملية في ايران سيخبرنا بها بيبي هذا المساء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى