هآرتس: اربعة مدنيين اخطأوا في حساب اتجاه الرياح، من هنا بدأت الهستيريا الفاشية

هآرتس 12/12/2024، أوري مسغاف: اربعة مدنيين اخطأوا في حساب اتجاه الرياح، من هنا بدأت الهستيريا الفاشية
أمس قمت بزيارة المحكمة المركزية في حيفا، التي تناقش قضية مطلقي قنابل الصيد المضيئة في سماء قيصاريا. أنا سافرت بشكل تلقائي بعد الحصول في الصباح في الواتس اب على فيلم قصير وثقهم وهم يتم ادخالهم الى سيارة الزنزانة في موقف السيارات في المسكوبية. الاربعة يتم احتجازهم هناك منذ تقرر اتهامهم بعملية ارهابية، وظروفهم هناك تشبه ظروف المعتقلين الامنيين. خرجت وأنا في حالة صدمة من الجلسة، مع خوف سياسي عميق اكثر من أي وقت مضى. قبل يوم كنت في المحكمة المركزية في تل ابيب بمناسبة بدء شهادة نتنياهو. القضاة هناك تعاملوا معه باحترام وأدب مبالغ فيه، وسمحوا لمحاميه بالقاء خطاب افتتاحي مطول لمدة ساعة وربع، وسمحوا لنتنياهو نفسه بقضاء جلسة كاملة في خطاب لا ينتهي عن حياته ونشاطاته وانجازاته ورؤيته والثمن الباهظ والتضحية التي يقتضيها منه هذا المنصب، وعن زوجته واولاده ووالده وجده وعمه. وحتى أنه سمح له التحدث عن الكلبة كايا (وجد صعوبة في تذكر اسمها)، وعن كلب قال إنه كان لديه في طفولته. لم يكن هناك أي شيء يربط بين الخطاب والملفات الجنائية التي بسببها اتهم بالرشوة والتحايل وخيانة الامانة. في بداية الجلسة سمح له القضاة بالحصول على بطاقات اثناء الجلسة، والخروج الى استراحة غير مخطط لها لصالح شؤون الدولة.
مصير المشبوهين الاربعة باطلاق الالعاب النارية تحسن قليلا. وقد مر شهر الآن على وجودهم في المعتقل، وعلى اعتبار أنهم متهمين بالارهاب فانه مسموح لايتمار بن غفير التحكم بظروف اعتقالهم وهوية من يقومون بزيارتهم، باستثناء حفنة من اعضاء الكنيست فان المعارضة لامبالية بمصيرهم، والجمهور الواسع ايضا.
حتى أن بني غانتس ورئيس الدولة اسحق هرتسوغطلبا التعامل معهم بشدة مثلما يتم التعامل مع الارهابيين. ورغم غياب الخطر فان اظهار الندم والتعاون الكامل مع المحققين معهم، بما في ذلك اعادة تمثيل الفعل على الارض، إلا أن الدولة تصمم على اعتقالهم الى حين انتهاء الاجراءات (التقدير هو سنة أو اكثر). وقد وصل الى المحكمة في صباح الجلسة عدد من المواطنين الاخيار الذين ارادوا دعم هؤلاء المعتقلين وعائلاتهم. في ظل غياب المكان فانه لم يسمح لهم بدخول القاعة الصغيرة، الذين معظمهم ينتمون لاحتجاج قيصاريا الذي ارادوا الاشارة الى وجوده، ولأنه تقرر عدم اجراء مظاهرة في قيصاريا في يوم السبت ذاك فقد طلب الاربعة اطلاق قنابل صيد مضيئة فوق كثبان الرمال التي تجري فيها المظاهرات، التي تطل على فيلا عائلة نتنياهو الخاصة. هم اخطأوا في تقديرهم، وحساب اتجاه الرياح والاطلاق، المفرقعات سقطت قرب سور الفيلا الفارغة، هنا بدأت الهستيريا الفاشية.
الشباك دخل الى الصورة. تم اتهامهم بالارهاب. شرطة بن غفير اعترفت بسارة نتنياهو كمتضررة من هذه الجريمة. في المحكمة شاهدت للمرة الاولى في حياتي كيف أن دولة قانون ديمقراطية تتدهور بشكل سهل وبسرعة الى نظام شمولي فاشي. الاربعة الذين لم يحلقوا لحاهم وعيونهم حمراء وذابلة، ذكروني بالصور التاريخية لمتهمين جرت محاكمتهم في محاكم صورية من القرن الماضي في المانيا والاتحاد السوفييتي وتشيلي والارجنتين.
المدعية العامة اللوائية، المحامية شيلي زئيفي بارزيلاي، التي منذ فترة قصيرة كانت زميلة المدعي العام للدولة، عميت ايسمان، قالت بحماس لماذا يجب اعتبارهم نشطاء ارهاب عرضوا حياة اشخاص للخطر. واعلنت ايضا بأن المنزل الخاص في قيصاريا هو رمز من الدرجة الاولى من رموز السلطة. بعد أن بدأ الدفاع بدحض اقوالها، على مستوى النية والعمل، امام خطورة الادلة، ذكر القاضي زايد فلاح بأنه يجب أن يذهب قبل ساعة على انتهاء الدوام. الدفاع ذكر أن الجلسة بدأت متأخرة. ولكنه صمم، مدة النقاش تقررت حتى الواحدة ظهرا. المعتقلون تم تمديد اعتقالهم لاربعة ايام في المسكوبية.
اذا لم يستيقظ أي أحد في جهاز انفاذ القانون والقضاء فأنا اخشى على مصيرهم. تذكروا اسماءهم، عوفر دورون، غال دورون، ايتاي يافه وامير سديه. اذا لم نستيقظ فأنا وأنتم الذين سنكون في الدور.
مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook