ترجمات عبرية

هآرتس: اذا لم تقترح المعارضة بديلا فسيكونون مسؤولين بدرجة لا تقل عن نتنياهو

هآرتس 2-5-2025، اهارون تشحنوبر ويوسف م. ادرعي: اذا لم تقترح المعارضة بديلا فسيكونون مسؤولين بدرجة لا تقل عن نتنياهو

احد الأسباب لبقاء الحكومة الحالية الفظيعة، وقدرتها على زرع الدمار والخراب في المشروع الصهيوني، هو ضعف المعارضة. لنفترض أن اوري مسغاف على حق وأن البيبية تنهار (“هآرتس”، 24/4)، فماذا بعد؟ هل الأغلبية العقلانية والصامتة التي تؤيد أحزاب المعارضة مستعدة لمعركة التحدي على ثقافة وطبيعة الدولة؟ هل هناك احتمالية في أن رؤساء المعارضة سيضعون يشبكون أيديهم ويوافقون على مرشح لرئاسة الحكومة؟ لماذا بني غانتس، الذي فشلت رسائله التصالحية، لا يتوجه بشكل نبيل الى غادي ايزنكوت ويقترح عليه تولي القيادة؟ هل التجربة الإدارية والأمنية ليئير لبيد ستكون مرضية لمعظم الناخبين؟ هل يئير غولان، عديم التجربة الوزارية، ناضج ومستعد للقيادة؟ هل افيغدور ليبرمان، الذي يستبعد أي حديث مع العرب، هو الذي سيقوم برأب الشرخ الموجود في اسرائيل؟ وماذا بالنسبة لنفتالي بينيت الموجود فقط في الاستطلاعات ولا احد يعرف ما هو موقفه واذا ما غير رأيه المسيحاني بخصوص استيطان ارض إسرائيل؟ الأهم من كل ذلك هو أنه إزاء تجربة السنوات الأخيرة من هو الشخص، الذي إضافة الى المؤهلات كزعيم يتحلى أيضا بالذكاء العاطفي والتواضع والأخلاق والنزاهة والعقلانية؟.

بعد أن يتم إيجاد زعيم، هل سيتجرأون على المبادرة واجراء تغييرات كبيرة لاصلاح الاعطاب والمظالم التي تسببت بها الحكومة الحالية؟ أي من اعمال حكومة الخبث سيتم الغاءها؟ قانون الأساس: القومية؟ الميزانية التدميرية؟ تطبيق قانون السلطة الثانية على القناة 14؟ وماذا بخصوص المساواة في تحمل العبء؟ اشراك الحريديين في اقتصاد إسرائيل وفي سوق العمل؟.

كم من الوقت ستحتاج الحكومة القادمة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية من اجل التحقيق في احداث 7 أكتوبر، الحرب الطويلة والمماطلة في تحرير المخطوفين؟ من من بين المرشحين سيظهر الاستعداد للاعتراف بمشكلة الفلسطينيين، والتحدث مع المعتدلين في اوساطهم وتبني فكرة أن حل المشكلة بالطرق السلمية سيدفع قدما بمصالح دولة إسرائيل؟ من منهم سيعرف أن الاندماج في الشرق الأوسط مع الحفاظ على ثقافتنا اليهودية هو أمر محتمل ومرغوب فيه بالنسبة لنا؟.

هل الحكومة التي سيتم انتخابها ستبادر الى إقامة سلطة رسمية لخبراء من اجل رأب الشروخ؟ هل ستعرف كيف تجعل الاستقرار مستقر؟ وتأسيس منظومة تعليم مناسبة؟ وتحسين العلاقات الخارجية لإسرائيل وعلاقاتها مع يهود الشتات؟ ومعرفة كيفية بناء شبكة مواصلات عامة ناجعة؟ هل رؤساء المعارضة على استعداد، حتى لو لم يتحدوا في حزب واحد لاسباب انتخابية، لتشابك الايدي ولو جزئيا وطرح على الناخبين حكومة ظل مع مباديء أساسية وخطوط عامة واضحة؟.

حتى الآن نحن لم نسمع من أحزاب المعارضة أي صوت واحد واضح. بالعكس، المواضيع المهمة الموجودة على جدول الاعمال مثل المساواة في تحمل العبء ودمج الأحزاب العربية في السياسة وتشجيع قطاع الحريديين على الاندماج في المجتمع والاقتصاد، ومواجهة العنف في الوسط العربي والحركات المسيحانية – كل هذه المواضيع الساخنة لا تناقشها أحزاب المعارضة خشية رد الناخبين في أي جناح على الخارطة. 

من منكم، يا رؤساء المعارضة، مستعد لاحداث التغيير الثقافي الذي نحن مجبورون على فعله؟ فرض معايير من تحمل المسؤولية عن افعالنا واخلاق خاصة وعامة؟ عرض خطة عمل منظمة لديها رؤية واهداف ووسائل لتنفيذها؟ هل تنوون التنازل عن أسلوب إدارة بلدية وليس دولة واستبداله بنظرية إدارة منظمة ومفهومة تواجه مشكلات الحاضر وتنظر الى المستقبل؟ كيف تنوون معالجة الإدارة العامة المريضة؟ كيف يمكن ملاءمة مباديء الديمقراطية مع عصر الاعلام الجماهيري؟ كيف يمكن مواجهة ظاهرة الاخبار الكاذبة؟ الى أي درجة انتم حازمون على طرح قانون تجنيد اجباري ومساواتي لكل مواطني إسرائيل، الذي يشمل الخدمة العسكرية أو المدنية للجميع؟ كيف ستواجهون قضية فصل الدين عن الدولة وحرية العبادة والاعتقاد؟ هل ستلغون الحاخامية الرئيسية والسماح لكل طائفة بأن تعيش على حسابها وحساب الأعضاء فيها، نمط حياتها، بتسامح ومن خلال تفهم احتياجات الآخر؟.

هل تنوون العودة الى الحلم الصهيوني – اليهودي – العلماني – الإنساني – الرحيم والقوي الذي فصله ثيودور هرتسل في كتابه أو أنتم أيضا مستعدين للابتزاز والخضوع للمتعصبين الدينيين الوثنيين، الذين يحولون الأساس الى أمر هامشي، والامر الهامشي الى أساسي، الذين يقدسون المراسيم والعبادة والصخور والأرض، ويفضلونها على فهم اقوال الشيخ هيلل الذي علمنا باختصار ما هي اليهودية عندما قال “ما تكره ان تفعله لنفسك لا تفعله لصديقك”.

هل ستسمحون لمسيحانيي الكذب الذين لا يتعلمون من التاريخ باملاء جدول الاعمال العامة واتخاذ قرارات صوفية غير منطقية؟ الذين حلمهم هو عمل يئير بن اليعيزر والذين ستكون نهايتهم، نهايتنا، هي تدمير الهيكل الثالث؟ أم أنه ستكون لديكم الشجاعة لمواجهتهم والكشف بأن تصوراتهم تتعارض مع جوهر اليهودية؟.

هل سيمكنكم الموافقة على طلب الرجل الحكيم، الملك سليمان، التواضع والخجل؟ هل ستعملون بصدق على تقريب القلوب؟ من اجل الوحدة؟ هل ستتمكنون من الاستماع بصبر وتقدير وبدون تعالي واجراء حوار متكافيء مع الذين ساروا وراء بنيامين نتنياهو عندما احاطهم بالشتائم؟.

“فقط ليس بيبي”، هذا ليس خطة سياسية أو اجتماعية. يا رؤساء المعارضة، اذا لم تتبنوا دعوة يعنكلا روتربليت، التي قالها اسحق رابين قبل دقائق من اغتياله: “لا تقولوا إن اليوم سيأتي، بل أحضروه”. اذا لم تنظموا أنفسكم ككتلة وتقدموا قيادة عقلانية واخلاقية ومسؤولة للغد، وخطة عمل لليوم التالي، فان مسؤوليتكم لن تكون اقل من مسؤولية الذين تسببوا بالفوضى واوصلونا الى حالة الدمار.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى