ترجمات عبرية

هآرتس / اختبار نفيه

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 9/10/2018

ظاهرا، قضية الشبهات ضد رئيس رابطة المحامين ايفي نفيه ليست قضية فساد. فهي لا تتضمن شبهات بالرشوة حول مشتريات أمنية أو امتيازات ادارية بالمليارات مقابل ثناء في نشرة الاخبار. أهمية قضية نفيه تكمن في اختبار الطهارة الذي تطرحه في المساواة أمام القانون في اسرائيل.

نفيه هو رئيس الرابطة كلي القدرة. له علاقات في الكنيست وبطاقة دخول حرة الى مكتب وزيرة العدل. ويده طائلة الى درجة أنه في مؤتمر علني عقد مؤخرا وقف ليشهر شخصيا بالمسؤولة عن السوق المالية المنصرفة دوريت سلنغر، ودعا طاقم برنامج “عوفدا” لأن يوثقوا من بعيد كيف ينبطح القضاة امامه، على أمل أن يدعم ترفيعهم في لجنة تعيين القضاة. نفيه هو رمز سكرة القوة، فظاظة روح النيابة العامة الحالية، ملكية الأنا وبعدي الطوفان وغيرها.

قبل نحو اسبوع هبط نفيه في مطار بن غوريون مع زوجته. حاول مساعدتها للدخول الى اسرائيل دون ختم جوازها – فأمسك به. وحسب الاشتباه فقد أجرى الاثنان مناورة التهريب مرة اخرى، عند خروجهما من البلاد. وعندما أوقف نفيه، اختارت الشرطة ألا تنشر أمر التحقيق معه. ولم تنكشف القضية إلا بعد أن علم بها الصحافي غي بيلغ من شركة الاخبار. ولاحقا حاولت الشرطة الادعاء بأن هذا شأن خاص.

وحسب المنشورات فقد شرح نفيه افعاله بأن السجلات التي تشهد على دخوله وخروجه من والى البلاد هو وزوجته كانت كفيلة بأن تخدم زوجته السابقة في محاكمة الطلاق. وظاهرا، فان الحشمة مناسبة للظروف. ولكن ما هو الخاص في محاولة شخصية عامة تهريب انسان ما الى داخل الدولة؟ وكيف يمكن الاحتشام في محاولة من يتوج القضاة التخريب ظاهرا على الأدلة في اجراء قضائي؟ لقد فشلت السلطات مرة واحدة حتى الآن حين حاولت اخفاء القضية عن الجمهور. محظور أن تفشل مرة اخرى.

لقد ساندت شكيد في البداية حليفها بوقوفها ضد “صيد الساحرات” الذي يجرى له على حد زعمها. في البداية، عارضت تجميده من لجنة تعيين القضاة. وفي النهاية تراجعت عن ذلك. ولاحقا، أعلن نفيه نفسه عن تجميد نفسه من اللجنة التي تعين من حيث القوة، قضاته المستقبليين. كل هذا ما كان سيحصل لولا النشر. أما الآن فمطلوب من المحققين والنواب العامين أن يقرروا اذا كانوا سيرفعون لائحة اتهام.

لو كان يدور الحديث عن شخص عادي، لما كانت معضلة. رئيس الرابطة اعترف بأفعال وثقت على أي حال بكاميرات الحراسة. وقد ارتكبت المخالفة ظاهرا مرتين بحيث أنه من الصعب تثبيت حجة في أن هذا مجرد خطأ. وبالمقابل، فان نفيه هو إبن طبقة من الواصلين، لحم من لحم الحكم. يخيل أن قضية نفيه هي التي تصبح “اختبار بوزاغلو” في عصرنا الحالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى