هآرتس: احتجاجات الاحزاب الحريدية لن تسقط الحكومة بشكل فورين لكنها تبشر ببداية النهاية

هآرتس 4/6/2025، رفيت هيخت: احتجاجات الاحزاب الحريدية لن تسقط الحكومة بشكل فورين لكنها تبشر ببداية النهاية
الحريديون يشددون جدا تهديداتهم في ظل غياب بلورة قانون يعفيهم من التجنيد بالانسحاب من الحكومة، ووضع الائتلاف هو اسوأ من أي وقت آخر. “هذا يبدو مثل بداية النهاية”، قال مصدر مطلع في الاحزاب الحريدية. “السؤال هو فقط كم من الوقت ستستغرق هذه النهاية”.
يمكن ويجب كما يبدو التوقف مرة اخرى والاستغراب كيف ان مذبحة جماعية ومخطوفين معذبين في غزة، لم تؤد الى مثل هذا التاثير، مثل الذي خرقته الرغبة المصممة لقطاع معين من اجل الدفاع عن رفضه. ولكن هذا هو الوضع: التطور السياسي المهم الوحيد منذ 7 اكتوبر (والحرب في اعقابه) هو التصادم المباشر بين مكوني الائتلاف، الصهيونية الدينية والحريديين.
الحريديون الاشكناز الذين دفعوا بالانذار لاسابيع، رفعوا مؤشر التشدد بثمانية اضعاف خلال الـ 24 ساعة الاخيرة: الى الموقف المتشدد للحاخام مغور، الذي حسب مصادر في مجتمع الحريديين، دفع نحو حل الحكومة قبل نصف سنة، اضيف بدرجة معينة الحاخامان الليطائيان دوف لنداو وموشيه هيلل هيرش، الذي عارض بشدة حل الحكومة.
هؤلاء قالوا انه اذا لم يتم تحقيق تقدم خلال ساعات “فسيتم تشديد الخطوات”. وحسب بعض المصادر فان هذا التشديد يمكن ان يتم التعبير عنه في تصويت اولي على حل الكنيست (الذي سيتعطل بعد ذلك)، التصويت مع قوانين المعارضة (الذي اضيف الى عدم التصويت مع الائتلاف الحادث الآن)، أو في الحالة المتطرفة، انسحاب الحريديين من الحكومة (ليس من المستبعد ان ينسحب اسحق غولدكنوفف لوحده).
في هذا الوضع المعقد يوجد رئيس شاس اريه درعي، لأنه غير معني على الاطلاق باسقاط الحكومة، ولانه يمثل كتلة تصويت مختلفة وهي يهدوت هتوراة، التي تشمل ايضا اشخاص يخدمون في الجيش. للاسف، الحكومة التي وضعت “اسرائيل الثانية” على راس سلم اولوياتها، مرة اخرى تنتظر تعليمات الاشكناز لتنفيذها بخضوع.
لكن كل الخطوات المذكورة هي في نهاية المطاف خطوات احتجاجية تدل في الحقيقة على امراض ائتلافية وعدم القدرة على الاداء، لكن ليس معناها الفوري هو اسقاط الحكومة. حسب جهات مطلعة على سياسة الحريديين فان هدف “دهورة الامور” هو الاظهار لنتنياهو بان الحريديين لم يعودوا في جيبه، والتلميح له بانه انتهى عصر الدفاع الائتلافي. هذا في الواقع هو الخطوة التي تخيف نتنياهو، وهو لا يريد الذهاب الى الانتخابات، بالتأكيد ليس على خلفية قانون الاعفاء في الوقت الذي يقتل فيه الجنود في غزة. ولكن عربته فارغة. هو لا يستطيع ان يعرض على الحريديين أي شيء.
رئيس لجنة الخارجية والامن يولي ادلشتاين لا ينوي التحرك سم عن طلباته الطموحة، التي تشمل تجنيد 10.500 ألف حريدي في السنتين القادمتين الى جانب استنفاد مخزون المرشحين للتجنيد في المجتمع الحريدي (الذي يقدر بـ 60 – 70 ألف شخص) في فترة قصيرة نسبيا، 3 – 4 سنوات. ادلشتاين، الذي يلعب مع نتنياهو لعبة مجموعها صفر، يسخر كل الامكانية الكامنة في نهضته السياسية لهذا التصميم المبدئي. التقديرات في النظام السياسي تشير الى أنه رغم عناده إلا أن نتنياهو لن يقيل ادلشتاين من رئاسة اللجنة. وحزب الله يقدر بان هذه الخطوة لن تثمر أي فائدة عدا عن استياء بعض القواعد، خاصة الصهيونية الدينية. كيف ساهمت اقالة يواف غالنت في مساعدة الحريديين؟.
كلما تفاقمت الازمة يتعزز الانطباع الذي يقول بانه لا يوجد للحريديين أي سقف اعلى مستعدين لاعطائه، والصهيونية الدينية، اضافة الى جناح “من يخدمون” في الليكود (ادلشتاين، موشيه سعادة، ايلي دلئيل، دان الوز، وايضا تعزيز معين من حانوخ ملفتسكي)، لا يوجد حد ادنى للهبوط اليه. هذا وضع ثنائي بدرجة معينة. وأي عاقل يدرك ان الحل مستحيل. المسؤولون في الائتلاف من جانبي المتراس، يشتكون من أن “نتنياهو غير كاف للوضع الراهن”، وأنه لا يستثمر نفوذه (كما قال مصدر شارك في المحادثات، “دعوني وشأني”). ربما هذا التعب ينبع من ادراك واضح تماما: ليس لديه ما يقدمه باستثناء كسب الوقت.