ترجمات عبرية

هآرتس: اجراء “هنيبعل” ضد الدولة

هآرتس 29/5/2024، تسفي برئيل: اجراء “هنيبعل” ضد الدولة

كشف رفيف دروكر المثير للقشعريرة عن هستيريا الانظمة في وزارة المواصلات برئاسة ميري ريغف، يسبب خيبة أمل عميقة. وهو ينبع من الاعتراف بأن الامر يتعلق فقط بطرف جبل الجليد. لأن الامر لا يتعلق فقط بالوزيرة التي فسدت كما يبدو (لماذا كما يبدو، حيث أن قاله فمها وكتبته ايديها تتحدث عن نفسها). عندما نقوم بفحص مشاريع الـ 33 وزير والـ 5 نواب للوزراء يجب أن لا نخاطر ونقول إنه تحت معظمهم تعتمل بيضة فاسدة، اجهزة فاسدة تقوم بابتلاع ميزانيات ضخمة، وأنهم جميعا مجندون وموجهون نحو هدف واحد وهو ضمان بقاء الحكومة، التي رويدا رويدا اصبحت تظهر كمنظمة جريمة وطنية، ورئيسها. 

هذا ما فعلته بالضبط منظمة “الكامورا” في نابولي، وعصابة “الكوزانوسترا” في صقلية، وربما المصطلح المناسب اكثر هو “لصوص بالقانون” (وور وزاكونا، التي اسمها يثير رعب المافيا الروسية، التي عملت في البداية برعاية نظام ستالين وتوجيهاته. وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي توغل رؤساؤها الى قمة السياسة والاقتصاد في روسيا وفي جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق. ولكن اذا كان بامكان الشعب الايطالي والشعب الامريكي الأمل بأن نظام القانون سيعمل ضد منظمات الجريمة، أو على الاقل اظهار الحضور والتصميم على استئصالها، فان هذا الأمل في اسرائيل هو وهم متعمد. لأنه عندما يكون رئيس الحكومة نفسه هو المجرم والمتهم بمخالفات جنائية، وعندما يكون الوزير المسؤول عن الشرطة هو المفتش العام الاعلى وايضا مجرم تمت ادانته ويستمر في ارتكاب الجرائم (كما يبدو)، وعندما الشرطة نفسها ترتجف امامه، فانه لا يوجد أمام المواطن إلا دفع رسوم الحماية والصمت. وهذه الرسوم مرتفعة بشكل مخيف.

حسب تقرير لـ “مكور” فان اخفاقات ريغف عرضت للخطر أو جبت حياة عشرات أو مئات عابري السبيل والسائقين الذين لم يحصلوا على الاشارات الضوئية والشوارع الجيدة أو مفترقات طرق منظمة، فقط لأنهم لا يعيشون في البلدات الصحيحة التي رؤساءها ينتمون للتيار الايديولوجي الحاكم، أو أنهم لم يركعوا للوزيرة. مثلهم ايضا هياج بن غفير الذي يرفع امكانية حدوث عمليات قتل في الدولة بعد أن سلح عشرات آلاف المواطنين بسلاح قاتل دون فحص مناسب، وخلافا للقانون كما يبدو.

المشكلة هي أن التركيز على ريغف وبن غفير يغذي العزاء الكاذب، أن الامر يتعلق بوزيرين في حكومة غير خطيرة، التي لا يوجد فيها لاغلبية الاعضاء مسؤولية مباشرة عن حياة الناس. حقيقة أن حكومة اسرائيل وضمن ذلك الوزراء الذين يعتبرون أنفسهم كوابح طواريء، لكنهم يستمرون في الجلوس فيها، هي تجمع اجرامي الاعضاء فيه اقسموا يمين الولاء للمبدأ الاساسي الذي صاغه نتنياهو: “المسؤولية لا تعتبر تهمة”. هذا تجمع يخلص لبقائه قبل أي شيء آخر، ومن اجل ذلك هو ينفذ خطة “الاشارة الضوئية” للوزيرة ريغف، لكن ليس على بلدات معينة بل على كل الدولة. بالنسبة له فان الدولة ليست جوهرة، وبدلا من “الدور الابيض”، مثل السلطات المحلية التي تم ابتلاعها في النقطة العمياء لوزارة المواصلات والحكومة بشكل عام، فانه مطلوب منه ارسال رسائل لسلة القمامة.

هذه رؤية جماعية فاسدة لعصابة تعتبر نفسها “جوهرة”، وتعتبر مواطنو الدولة “حجرة” علقت في الحذاء. ريغف فقط اقتطعت لنفسها نصيبها الشخصي. ولكن خطة “الاشارة الضوئية” الوطنية للحكومة هي خطة شاملة، تملي الاستمرار في الحرب في غزة، حتى عندما تكون الفائدة العسكرية منها مشكوك فيها، شريطة أن تضمن سلامة الحكومة ورئيسها. الاستنتاج من هذه الخطة هو أن التعامل مع “غير الجواهر” والمخطوفين وعائلاتهم وقتلى الحرب، الارض الخصبة التي نبتت فيها جذور الاخفاق التاريخي الذي جعل عشرات آلاف المواطنين لاجئين في بلادهم، لأن “اللصوص بالقانون” يعرفون فقط حرب واحدة، الحرب ضد من يطمحون الى اقصائهم وضد حراس العتبة السيئين. في هذه الحرب كل شيء مباح، واذا كانت حاجة فيجب تنفيذ اجراء “هنيبعل” على كل الدولة، كي لا يتم اختطافها على يد من ليسوا اعضاء في التنظيم.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى