هآرتس: اجتياح الشفاء: حماس بعيدة عن الاستسلام
هآرتس 20-3-2024، عاموس هرئيل: اجتياح الشفاء: حماس بعيدة عن الاستسلام
اقتحام الجيش الإسرائيلي لمستشفى الشفاء في غرب مدينة غزة تم تقريباً بعد خمسة أشهر ونصف الشهر على بداية الحرب وبعد أربعة أشهر على دخول الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى إلى المستشفى.
الطاقم الحربي اللوائي الذي يعمل في مستشفى الشفاء احتاج إلى بضع ساعات من أجل اجتياز القطاع وتطويق المستشفى، ما يعكس مستوى المقاومة القليل الذي يمكن لحماس القيام به في شمال القطاع في هذه المرحلة في الحرب.
في نفس الوقت فإن مجرد اتخاذ قرار العمل في مستشفى الشفاء يدل على أن حماس بعيدة عن الاستسلام، حتى في المناطق التي أعلن الجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة أنه أنهى فيها تفكيك القدرات العسكرية لحماس.
في هذه المناطق حماس عادت إلى العمل وهذا يحث إسرائيل على القيام باقتحامات أخرى.
الجيش قال الحقيقة في هذا الشأن. الألوية والكتائب القطرية لحماس في شمال القطاع حقاً تم تفكيكها، لكن بدلاً منها قامت بالتدريج تنظيمات إرهابية صغيرة وهي تريد الاستعداد لاحتكاك آخر مع الجيش الإسرائيلي.
في نفس الوقت حماس تنشغل في إعادة سيطرتها على المناطق التي تعرضت فيها إلى هزيمة عسكرية.
في الفترة الأخيرة دخول شاحنات المساعدات إلى شمال القطاع ترافقه صعوبات أقل.
من غير الواضح من الذي يدير الأمور من خلف الكواليس، لكن يمكن أن تكون حماس نفسها.
في مستشفى الشفاء تم تشخيص في الأسابيع الأخيرة عودة حثيثة لنشاطات جهات رفيعة في أجهزة حماس ومكاتبها الحكومية.
بعضهم أحضروا إلى المستشفى أبناء عائلاتهم على افتراض أن المكان سيكون آمناً أكثر بالنسبة لهم.
أمس قتلت هناك القوات الإسرائيلية فائق المبحوح، وهو شخصية رفيعة في جهاز الأمن الداخلي في حماس وشقيق الشخصية القيادية في حماس محمود المبحوح، الذي حسب منشورات أجنبية قامت إسرائيل بتصفيته في 2010.
في العملية اللوائية بقيادة لواء المدرعات 401 تشارك أيضاً قوات من الكوماندو البحري ومن لواء الناحل.
في منشأة في المستشفى ووجهوا بمقاومة عنيدة نسبياً. يبدو أن قوة الحماية للشخصيات الرفيعة تحاول حمايتهم وإنقاذهم من المبنى.
تقريباً 20 مخرباً قتلوا في تبادل إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية. في غضون ذلك الجيش يقوم بإخلاء المدنيين من المستشفى عبر نقاط تفتيش، التي اعتقل فيها عشرات الشبان، من بينهم كما يبدو أيضاً نشطاء من حماس.
في هذه المعارك قتل مقاتل في لواء الناحل هو الرقيب أول متان فينوغرادوف (20 سنة) من القدس.
العملية في مستشفى الشفاء يمكن أن تستمر لبضعة أيام، وهي لا ترتبط بالعملية في رفح التي يواصل رئيس الحكومة نتنياهو التلويح بها.
تصعب رؤية كيف سيتم تنفيذ عملية اقتحام في رفح في الفترة القريبة، لا سيما في شهر رمضان.
الجيش الإسرائيلي بلور خططاً عملية لرفح وعرضها على المستوى السياسي، لكن حتى الآن لم يتم إعطاء الأمر لتنفيذها.
هذه الأمور تستغرق وقتاً. وإذا قررت الحكومة إخراجها إلى حيز التنفيذ فإن هذا سيتم من خلال تجاهل التحفظات العلنية للولايات المتحدة. وحتى قبل اتخاذ القرار بشأن رفح من المرجح اتخاذ قرار بشأن صفقة تبادل المخطوفين.
مفارقة الوقت
بعد تأجيل ليوم واحد سافرت أمس إلى قطر بعثة برئاسة رئيس الموساد دافيد برنياع من أجل استئناف المفاوضات حول المخطوفين. حتى اللحظة الأخيرة لم يتم الإعلان عن نطاق التفويض الذي ينوي نتنياهو أن يعطيه للبعثة لإدارة المفاوضات.
لا يوجد لحماس ممثلون في المحادثات، وهي تجري بين إسرائيل والوسطاء، الولايات المتحدة وقطر ومصر.
قيادة حماس الخارج تعيش في معظمها في الدوحة عاصمة قطر، وتتم حتلنتها من قبل الوسطاء. ولكن من يتخذ القرارات في نهاية المطاف هو يحيى السنوار، رئيس حماس في القطاع.
وحقيقة أن السنوار يختبئ في القطاع ملاحق من إسرائيل تصعب على الاتصال المتواصل بينه وبين القيادة في قطر وتبطئ وتيرة المفاوضات.
المشاركون في جلسة الكابينيت الأمني، الهيئة الأوسع التي عقدت مساء أول من أمس، تولد لديهم الانطباع السيئ من الأجواء السائدة هناك، ووفقاً لذلك أيضاً احتمالية التقدم في المفاوضات.
وزيرا اليمين المتطرف، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش (اللذان هما غير عضوين في الجسم المقلص لكابينيت الحرب)، يقودان خطاً صقورياً يرفض تقديم تنازلات إسرائيلية مقابل إطلاق سراح حوالى 40 مخطوفاً في النبضة الأولى.
موقف نتنياهو غير واضح تماماً، وتصعب معرفة إلى أي درجة ينسق مع الجناح اليميني المتطرف.
مصادر في المستوى السياسي ما زالت تعتقد أن ما يحرك رئيس الحكومة هو اعتبار بقائه الشخصي وإمساكه بالسلطة على خلفية استمرار محاكمته الجنائية.
لذلك فإن نتنياهو يحتاج إلى المزيد من الوقت، وبالتالي فإن أي تأخير في المفاوضات غير المباشرة مع حماس يخدم مصلحته، رغم تصريحاته حول التزامه بإنقاذ المخطوفين.
معارضة نتنياهو للصفقة لا تبدو مبدئية أو مطلقة. المشكلة الرئيسة بالنسبة له تكمن في الانتقال إلى وقف طويل لإطلاق النار، الذي يمكن أن يبشر بنهاية الحرب.
خطة الصفقة تتحدث عن شهر ونصف الشهر من وقف النار وخلالها تتم إعادة محرري النبضة الأولى مقابل بضع مئات من السجناء الفلسطينيين، من بينهم عدد من المهمين. حتى إذا انهارت المفاوضات على النبضة الثانية التي يتوقع فيها إطلاق سراح الجنود والرجال الأصغر سناً فمن المرجح أن تمر بضعة أسابيع إلى أن يتم استئناف إطلاق النار.
بكلمات أخرى، إذا كان اتفاق فنحن نتجه نحو وقف لإطلاق النار مدة شهرين على الأقل. مثل هذه العملية لا تخدم نتنياهو لأنه في حينه الضغط لحل الكنيست والإعلان عن إجراء انتخابات يتوقع أن يزداد.
أحد مبررات نتنياهو الرئيسة هو أنه طالما أن هناك حرباً فإنه لا مكان للانتخابات، التي حسب قوله فقط ستخدم حماس.
هذا ما قاله في هذا الأسبوع رداً على انتقاد الرئيس الأميركي، جو بايدن، وزعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر.
نتنياهو يحاول على الأقل أن يجتاز بسلام دورة الكنيست الشتوية التي ستنتهي في الشهر القادم، بصورة تمنع إجراء الانتخابات في الأشهر القريبة القادمة.
عندما تكون هذه هي صورة الوضع فإنه تزداد الإلحاحية لاستخدام ضغط الجمهور على الحكومة بالتعاون مع عائلات المخطوفين.
النقاشات التي تجري الآن في قطر تتناول نوعاً من مسار لصفقة تمت بلورتها وعرضها في باريس قبل شهر ونصف الشهر تقريباً.
في غضون ذلك علمنا من الجيش الإسرائيلي عن موت 35 مخطوفاً من بين الـ 134 مخطوفاً المحتجزين لدى حماس في القطاع.
في الواقع بعضهم قتلوا في 7 أكتوبر وتم اختطاف جثامينهم، لكنْ هناك آخرون ماتوا في الأسر في الأشهر الأخيرة.
لا يوجد للمخطوفين زمن لتبديده، وإذا لم ترفع العائلات صوت صراخها بقوة أكبر، ولم ينضم الجمهور إليها، فنحن سنفوت فرصة إنقاذ من بقوا بسلام.
مجرد الحديث عن 99 مخطوفاً على قيد الحياة هو حديث مضلل. الجيش الإسرائيلي يحدد الموت فقط عندما يكون هناك يقين مطلق بشأن موت المخطوف.
للأسف الشديد، من المرجح أنه يوجد عدد لا بأس به من المخطوفين الأموات لدى حماس دون أن يعلن الجيش رسمياً عن موتهم.