هآرتس: إسرائيل تعمل على مستوطنة جديدة في ارض موقع للتراث العالمي
هآرتس 6/9/2024، تسفرير رينات: إسرائيل تعمل على مستوطنة جديدة في ارض موقع للتراث العالمي
المستوطنة الجديدة التي تنوي الحكومة اقامتها في منطقة غوش عصيون يتوقع أن تبنى في قلب منطقة حصلت على اعتراف من منظمة التعليم والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة، اليونسكو، كوقع للتراث العالمي، الامر الذي يبدو للوهلة الاولى كخرق للميثاق العالمي للحفاظ على مواقع التراث العالمية الذي وقعت عليه اسرائيل.
قبل شهرين قرر الكابنت السياسي الامني اقامة خمس مستوطنات جديدة، من بينها مستوطنة حيلتس. الحديث يدور في الحقيقة عن شرعنة وتوسيع بؤر استيطانية غير قانونية قائمة اليوم. في الشهر الماضي نشرت الادارة المدنية خارطة للمنطقة (تقريبا 600 دونم) المخصصة لاقامة حيلتس قرب قرية بتير الفلسطينية. وحسب هذه الخارطة الحديث يدور عن اراضي دولة، المنطقة توجد في منطقة سلسلة جبال غيلو وحوض المطاهر في ناحل رفائيم. وتوجد في المنطقة ايضا المستوطنة اليهودية القديمة بيتار.
في العام 2014 وافقت اليونسكو على طلب السلطة الفلسطينية الاعتراف بالمدرجات القديمة في بتير كموقع للتراث العالمي. هذا الطلب تم تقديمه على خلفية نية اسرائيل اقامة في المنطقة جدار الفصل. التعريف “مشهد ثقافي” اعطي للمكان بفضل الثقافة الزراعية التقليدية للزراعة في مدرجات على سفوح الجبال والاستخدام للمكان بطريقة الري الموجودة كما يبدو منذ آلاف السنين. “اليونسكو” عرفت الموقع باسم “ارض العنب والنبيذ”.
المشهد الزراعي في بتير تم الحفاظ عليه حتى الآن، والمزارعون الفلسطينيون يستمرون في تطويره. حسب منظمة البيئة “ايكوبيس” التي يشارك في عضويتها اشخاص من اسرائيل ومن الاردن وفلسطينيين. فان اقامة مستوطنة جديدة في المكان تخرق القيود المفروضة عليها في اطار قوانين حماية مواقع التراث العالمية. “خطة حيلتس في منطقة الموقع التراثي لبتير هي بكاء لاجيال”، قال المدير العام الاسرائيلي لهذه المنظمة، المحامي جدعون برومبرغ. “المصادقة على هذه الخطة تساوي البناء في منطقة مواقع للتراث العالمي مثل متسادا أو بيت جبرين. وهي خطوة لم يكن أي أحد يفحص القيام بها. البناء بالذات في هذا الموقع المميز، الذي يوجد ايضا لاسرائيل مصلحة في الحفاظ عليه، دون مسح بالحد الادنى للتأثير البيئي وفحص البدائل، هو أمر سخيف وغير معقول وغير منطقي.
حسب قواعد الميثاق الدولي لمواقع التراث العالمي يجب الامتناع عن التطوير والبناء التي تمس بهذه المواقع ومحيطها. هذه المنطقة تعتبر منطقة فاصلة من شأنها حماية المواقع. اسرائيل انضمت للميثاق في 1999 ونتيجة لذلك اخذت على عاتقها تعهد قانوني بحماية مواقع التراث التي توجد داخل حدودها وعدم القيام بخطوات متعمدة يمكن أن تلحق اضرار، بشكل مباشر أو غير مباشر، بمواقع التراث التي توجد على اراضي دولة اخرى. اسرائيل في الواقع انسحبت من اليونسكو قبل سبع سنوات، لكنها لم تقم بالغاء توقيعها والتزامها بالميثاق. وحسب ادعاء “ايكوبيس” فان هذا الامر يعني أن اسرائيل ما زالت ملزمة قانونيا بتطبيق تعليمات الميثاق.
حيلتس يمكن أن تكون موجودة داخل حدود الولاية القضائية للمجلس الاقليمي غوش عصيون. واضافة اليها والاربع مستوطنات الاخرى الحكومة صادقت منذ اندلاع الحرب على اقامة اكثر من 8 آلاف وحدة سكنية في مستوطنات قائمة والاعلان عن منطقة تبلغ مساحتها 24 ألف دونم كاراضي دولة.
اليونسكو عقدت قبل شهر تقريبا جلسة حول الموقع التراثي في بتير وعبرت عن القلق من استمرار البناء غير القانوني واقامة مستوطنات في المنطقة وفي المنطقة الفاصلة المحيطة به. “نحن نطلب من كل الاطراف الامتناع عن نشاطات تتسبب بالضرر للموقع”، كتب في قرار المنظمة. من ادارة الاستيطان في يهودا والسامرة التي توجد تحت مسؤولية وزير المالية بتسلئيل سموتريتش لم يتم اعطاء أي رد طلب “هآرتس” في هذا الامر.
رئيس المجلس الاقليمي غوش عصيون، يارون روزنطال، اثنى على قرار الحكومة وقال إن حيلتس ستخلق تواصل للاستيطان اليهودي بين غوش عصيون والقدس. واشار برضى الى أن من يسير مشيا على الاقدام من غوش عصيون الى القدس سيرى فقط “مستوطنات يهودية”. وردا على الادعاءات حول المس بموقع التراث العالمي في بتير قال روزنطال: “بناء المستوطنة الجديدة سيكون مع الاخذ في الحسبان الحساسية البيئية في وادي رفائيم. بالنسبة لي التراث في منطقة بتير يلزم ايضا باعادة اليهود الى المناطق التي تم طردهم منها في نهاية تمر باركوخبا. بعد آلاف السنين التي سفكت فيها دماء يهودية كثيرة لمن ذبحهم الرومان في الوديان في المنطقة، نحن نستطيع التبشير بأن الابناء عادوا الى حدودهم”.