ترجمات عبرية

هآرتس: إسرائيل تحسم أمرها: نعم للتفوق اليهودي لا للديمقراطية

هآرتس 2-11-2022م، بقلم: رفيت هيخت، إسرائيل تحسم أمرها: نعم للتفوق اليهودي لا للديمقراطية

إذا كان هناك أمر يمكن استخلاصه من نتائج العينات فهو الاختيار الحازم والقاطع للجمهور اليهودي في إسرائيل بين قيمتين أساسيتين على أساسهما أقيمت دولة إسرائيل. هذا الاختيار غامض من حيث الوضوح: “نعم” لليهودية، أو بدقة اكثر، للتفوق اليهودي و”لا” للديمقراطية.

انشغلت حملة كتلة نتنياهو، بشكل استحواذي إلى درجة تشويه مرضي للواقع، بخطر متخيل ومختلق لفقدان الهوية اليهودية والطابع اليهودي لدولة إسرائيل في ظل حكومة التغيير. بمن وبماذا لم ينشغلوا هناك: بشراكة كتلة التغيير مع “راعم”، التي هندسها بنيامين نتنياهو بنفسه ولم ينجح في إخراجها إلى حيز التنفيذ، بسبب بتسلئيل سموتريتش الذي سيواصل إصدار الأوامر داخل الحكومة؟ أم في وضع “الحكم” في النقب أو الجليل، المشكلة التي تم تأطيرها من جديد من اجل ممارسة التخويف العميق جدا من اليمين، بصدمة “حارس الأسوار” التي نزلت بكامل القوة في عهد حكومة اليمين السابقة برئاسة نتنياهو نفسه، وغير ذلك؟

المصوت لليمين مدمن على الخوف وعلى الرواية غير النزيهة للملاحقة وعلى لعب دور الضحية اللامتناهي، التي استهدفت بالأساس إعفاءه من الذنب كلما اتخذ خيارا غير أخلاقي وغير ديمقراطي (اطلق عليه سموتريتش “العجز الديمقراطي”). نتنياهو حتى الآن هو المزود الأكثر موثوقية واجتهادا لهذه البضاعة. الآن، يوجد له شركاء كبار، يفعلون ذلك بشكل أفضل منه. فهم أيضا يقترحون الحلول.

شرعنة الكهانية، وهي القصة المؤلمة التي تثير القشعريرة في هذه الانتخابات، تجسد الاختيار المذكور أعلاه بشكل مزدوج. مرة، السهولة التي فيها مضامين عنصرية بارزة استوطنت قلوب الإجماع في إسرائيل دون خجل مع سحق قيمة المساواة بين مواطني الدولة، التي هي ربما القيمة الأكثر أساسية في أي ديمقراطية ناجعة.

ومرة أخرى بوساطة المقارنة الدائمة بين الكهانيين ومنتخبي الجمهور العربي، مع الإدانة الجارفة للآخرين. “الجمهور الإسرائيلي

لا يوافق على أن يشرعن اليسار ايمن عودة وعوفر كسيف”، هذا ما قاله أشخاص تم سحقهم تحت هذا التناظر المزيف.
هذا التناظر المزيف اصبح محتملا لا لأن عودة أو عباس خطيران أو متطرفان مثل بن غفير وسموتريتش. بالإجمال يدور الحديث عن سياسيين لهم قدرة متوسطة على الأداء فما دون، ولم ينجحا حتى في التوقيع بينهم وبين انفسهم على اتفاق فائض الأصوات. أصبح هذا التناظر محتملا فقط لأن عودة وعباس هما عربيان. ما هو مسموح هنا لليهود، التعبير عن الاحتجاج وطلب اكبر والشعور بأنهم أبناء بيت، ممنوع على العرب. يوجد هنا أصحاب بيت، كما تقول إعلانات بن غفير، وضيوف يمكنهم الخدمة أو الصمت.

يجب علينا الفهم واستيعاب الدرس بشكل جيد: أغلبية اليهود في دولة إسرائيل، والديمغرافيا ستعزز هذا التوجه، غير معنية بالديمقراطية الحقيقية. معظم الجمهور في إسرائيل معني بالدولة اليهودية، التي الأمر الأكثر يهودية فيها هو حقوق زائدة لمجموعة معينة مع حرمان مجموعات أخرى من الحقوق. من هو الإسرائيلي بالنسبة لك؟ في إسرائيل 2022 هو أن تكون عنصرياً دون خجل.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى