هآرتس: إخفاق 7 أكتوبر: نتنياهو يدحرج التهمة من الحكومة إلى الجيش
هآرتس ٢١-٣-٢٠٢٤، بقلم: سامي بيرتس: إخفاق 7 أكتوبر: نتنياهو يدحرج التهمة من الحكومة إلى الجيش
لن تنجح محاولة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش تقويض صلاحية رئيس الأركان لتعيين ضباط في رتبة عقيد في المناصب القادمة، لكن يجب رؤيتها ليس فقط كعملية تهدف إلى ترقية ضباط من جماعته وتحويل الجيش إلى ميليشيا (كما اتهم وزير الدفاع يوآف غالانت)، بل أيضا كخطة منظمة لحكومة الفشل والتنصل من المسؤولية عن 7 أكتوبر من خلال إلقائها بالكامل على الجيش.
بنيامين نتنياهو حتى لم يجد أنه من الصحيح توبيخ سموتريتش وكبح الحملة ضد رئيس الأركان وقادة الجيش الإسرائيلي في ذروة الحرب. لماذا سيوبخ؟ آلة سمه تعمل ساعات إضافية من اجل تحويل كل المسؤولية والاتهام للجيش، وبذلك تمنع إسقاط الحكومة، وخلال ذلك أيضا الحفاظ على بقايا من صورته المحطمة.
يبدو أن هذه الجهود لها نتائج. في استطلاع أجراه احد الأحزاب في أوساط اليهود تم طرح سؤال من هي الجهة المسؤولة اكثر عن الفشل الذي سمح بهجوم «حماس» في تشرين الأول 2023. 52 من المستطلعين قالوا، إن الحكومة هي المسؤولة، مقابل 32% قالوا، إن الجيش هو المسؤول. هذا الاستطلاع تم إجراؤه عدة مرات في الأشهر الأخيرة، وفي الاستطلاع الأخير في شباط تقلصت الفجوة. 47% قالوا، إن الحكومة هي المسؤولة و38% اتهموا الجيش. الحكومة ما زالت في نظر عدد اكبر هي المسؤولة العليا، لكن كلما مر الوقت التهمة تنتقل إلى الجيش.
لماذا يحدث ذلك؟ أولا، لأن الحكومة متحررة اكثر في تصريحاتها وفي تشويه رجال الجيش الذين ينشغلون في إدارة الحرب، أيضا هم مقيدون بالقدرة على رد الهجوم نحو المستوى السياسي. حتى خطاب العقيد دان غولدبوس الاستثنائي، «لن نتهرب من المسؤولية، نحن نحني الرأس إزاء فشلنا المدوي. لكن أنتم يجب أن تشبهونا»، الذي تلقى عنه التوبيخ الشديد من رئيس الأركان، لم يدحرج إلى المستوى السياسي المسؤولية عن الكارثة فقط، بل طالب بالوحدة.
تشويه الجيش يحدث أيضا لأن فهم الإخفاقات العسكرية أسهل من فهم الإخفاقات السياسية. الأسئلة العسكرية واضحة: كيف لم تعرف الاستخبارات المعلومات التي وضعت أمامها، لماذا لم يكن الكثير من الجنود والمزيد من المروحيات وما شابه. في المقابل، التصور السياسي الذي قاد نتنياهو لسنين، تعزيز «حماس» وإضعاف السلطة، يتم التحقيق فيه والتحدث عنه بدرجة اقل. في نهاية المطاف فإن الفشل الرئيسي الذي مكن من تعزيز قوة «حماس» هو ضخ الأموال القطرية بتشجيع من نتنياهو، أيضا سلبيته السياسية أمام مصر التي منها تم تهريب السلاح إلى القطاع بكميات كبيرة. بدون أنبوب الأكسجين هذا «حماس» ما كان يمكنها إدارة مثل هذه المعركة وأن تخرج إلى حيز التنفيذ المذبحة في النقب الغربي.
الترتيب الصحيح هو أنه في زمن الحرب، المستوى السياسي لا يقوم بتشويه المستوى العسكري الذي يدير القتال، والمستوى العسكري لا يقوم بانتقاد المستوى السياسي، في حالة السلم والحرب على حد سواء. الجزء الأول غير موجود، وهذا يضعف الجيش ويقلل من تهمة المستوى السياسي. هذه هي المعركة بين حربين التي يديرها نتنياهو من اجل بقائه: دحرجة التهمة والمسؤولية والسماح لرجاله وآلة سمه بإدارة المعركة من اجل الرواية في هذا الوقت.
أيضا بسبب ذلك توجد لنتنياهو مصلحة في إطالة مدة الحرب وحالة الطوارئ. ليس فقط لأن هذا يبقي في الحكومة بني غانتس وغادي آيزنكوت ويعيق تشكيل لجنة تحقيق رسمية ويمنع تحول الاحتجاج ضد الحكومة إلى احتجاج جماهيري – هذا أيضا يدحرج بالتدريج معظم التهمة من الحكومة إلى الجيش. في الحقيقة غانتس يحرص على دعم رئيس الأركان، في حين أن وزراء «الليكود» واليمين يهاجمونه، لكن وجوده في الحكومة يمكن من حدوث ذلك، هذا أيضا ملقى عليه.