هآرتس: أوكرانيا، حان الوقت للانتقام من إسرائيل بسبب معاملتها للاجئين
هآرتس 31-8-2023، بقلم جدعون ليفي: أوكرانيا، حان الوقت للانتقام من إسرائيل بسبب معاملتها للاجئين
أوكرانيا الشجاعة يمكنها التحول الآن إلى نموذج للعالم في كيفية التعامل مع إسرائيل، فقط بالقوة. والولايات المتحدة يمكنها عندها أن تتعلم فصلاً مهماً.
أعياد “تشري” تقترب، وعشرات آلاف الإسرائيليين يريدون السفر إلى أومان. أوكرانيا، التي تعرضت لخيبة الأمل والإهانة من إسرائيل، تفحص تقييد عدد الأتباع الذين يسمح لهم بالقدوم. سفيرها المثير للانطباع في إسرائيل، يفغين كورنتسوك، أطلق تصريحات في السابق بهذه الروحية. لسنا بحاجة إلى فضيحة تدخل وزير القدس وتراث إسرائيل مئير بوروش لدخول المتهم بالتحرش الجنسي إلى أومان، وتقديم النصائح للسلطات في أوكرانيا. يجب عليكم فعل شيء. لا تتحدثوا. افعلوا. هكذا ستتعلم إسرائيل كيفية التعامل حسب معايير يقبلها المجتمع الدولي مع دولة صديقة في ضائقة، وأن تعرف بأن لكل شيء ثمناً.
إسرائيل تقيم الدنيا من أجل السماح بدخول الإسرائيليين. أوكرانيا هددت في السابق بتحديد عددهم. ولكنها تستسلم دائماً في اللحظة الأخيرة. هي قوية ضد روسيا، ولكنها ضعيفة ضد إسرائيل واللوبي اليهودي. لقد حان الوقت لتغيير ذلك. هكذا سيتم وضع حد لوقاحة إسرائيل: دولة تمنع دخول 4700 لاجئ حرب من أوكرانيا، الذين وصلوا إلى هنا في السنتين الأخيرتين، 2000 منهم فقط منذ بداية السنة، تتجرأ على المطالبة بدخول غير محدود لعشرات آلاف المتدينين إلى احتفالهم السنوي. لاجئو حرب؟ لا. يتمسحون بالقبور؟ نعم. هذه هي الشيفرة الأخلاقية والقيمية. لماذا؟ كالعادة، يكمن الجواب في رؤية إسرائيل الذاتية: كل شيء مسموح لنا. هل هناك اتفاق يلغي الحاجة إلى تأشيرات الدخول؟ يحق لإسرائيل الاستخفاف به وطرد كل من لا يروقها. أما أوكرانيا فيحظر عليها ذلك. لماذا؟ أنتم تعرفون. الكارثة، اليهود والشعب المختار.
في السنوات الأخيرة، توسل الأوكرانيون للحصول على مساعدات من إسرائيل. هم يقولون حتى إنها لم تلتزم بتعهدها بنقل مصابين إليها، ولم تحول كل كمية الستر الواقية والخوذ التي وعدت بها. تعطي القليل مقابل تجند كل العالم الغربي إلى جانبها. لم يكن بالطبع ما يمكن التحدث عن عن سلاح دفاعي. عندما تكون إسرائيل في خطر، فكل العالم يستدعى لإنقاذها، لكن أوكرانيا، ليهتم الآخرون بها، لأننا حالة خاصة، شعب صغير يعيش وحده. لاجئون من دول مجاورة – لا، نحن في حالة حرب معها. لاجئون من إفريقيا – لا، هم سود. الأوكرانيين… ليس لهم جد يهودي أو جار يهودي. 5 آلاف لاجئ، هذا هو النصيب الذي حددته دولة فيها 10 ملايين نسمة ويعيش فيها عشرات الآلاف من أصل أوكراني، في الوقت الذي تغرق فيه أوروبا بملايين اللاجئين من كل أرجاء العالم.
يضاف إلى ذلك القضية المشينة التي وصلت أمس إلى نهايتها، وهي قضية التأمين الصحي للذين نجحوا في الوصول إلى هنا. لاجئون بدون تأمين صحي في دولة مزدهرة كلها دولة لاجئين. هل يمكن تصديق ذلك؟ إسرائيل لا تقوم بطردهم، لكن مثلما مع الإريتريين والسودانيين، فإنها لا تسمح لهم بكسب الرزق. ثمة ورقة عمل لمنظمات حقوق الإنسان في إسرائيل، التي نشرت في شباط الماضي، حذرت من دفع اللاجئين من أوكرانيا، مثل الإريتريين والسودانيين قبلهم، إلى حياة فقر وضرر صحي ونفسي.