ترجمات عبرية

هآرتس : أقوياء على العرب

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 21/5/2018

جرت في نهاية الاسبوع في حيفا مظاهرة احتجاج على القتل على طول جدار الحدود في قطاع غزة. فالقمع العنيف للمظاهرة، واعتقال 21 متظاهرا، بينهم جعفر فرح، مدير عام مركز “مساواة” لحقوق المواطنين العرب في اسرائيل، هما مؤشرا آخر على تقلص المجال الديمقراطي لجمهور المواطنين العرب.

لقد كان يفترض بالاحداث القاسية في غزة أن تخرج الجماهير الى الشوارع، فما بالك في ضوء تعقيدات العلاقات بين المواطنين العرب والدولة. عمليا، كان الاحتجاج في المجتمع العربي طفيفا ومحدودا: اضراب جزئي ليوم واحد فقط ومهرجانات محلية في البلدات العربية. ورغم ذلك، فشلت الشرطة في احتواء الاحتجاج.

مع أن المظاهرة التي جرت في حيفا يوم الجمعة مساء، لم تتلقى الاذن، ولكن هذه بالضبط هي الحالات التي يفترض فيها بالشرطة أن تستخدم تفكرها وتتجلد. بل انها كان ينبغي لها أن تستغل تواجد فرح، نشيط مركزي قديم عمل في الماضي كرئيس اتحاد الطلاب العرب وكان على مدى السنين شريكا لمبادرات مدنية كثيرة ترتبط بحقوق المواطنين العرب ومكافحة العنصرية. فشرطة حكيمة كانت سترى في تواجده قناة للحوار وفرصة لتهدئة الخواطر. بدلا من ذلك، اختار افراد الشرطة قمع الحدث من خلاله.

في فيلم صور في المظاهرة يبدو أن الشرطة لم يكتفوا باعتقاله، بل اقتادوه مكبلا في شوارع حيفا، كي يراه الناس فيرتدعون. ومع أن فرح وثق وهو يسير على قدميه، فقد ادخل في الغداة الى المستشفى، وحسب مقربيه كسرت ركبته في المعتقل. وفي الجمهور العربي يدعون الى التحقيق في سلوك الشرطة ومن المتوقع لدائرة التحقيق مع الشرطة أن تحقق في حالة فرح. ان تحقيق الشرطة ضروري ولكنه ليس كافيا، إذ لا يبدو ان عنف الشرطة تجاه المتظاهرين العرب هو صدفة، بل مقصود، كجزء من سياسة التحريض والعنصرية تجاه الجمهور العربي في اسرائيل والتي تقودها الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو.

يكثر وزير الامن الداخلي، جلعاد اردان، ومفتش عام الشرطة، روني ألشيخ، من الحديث عن أهمية ايصال خدمات الشرطة الى الجمهور العربي ويرويان من فوق كل منصة ممكنة عن فتح محطات جديدة ودمج شرطة عرب. غير أن السلوك في حيفا يثبت بان الشرطة اختارت مرة اخرى ابداء “تصميم” زائد في ظل التجاهل لاثار الحدث على مدى ثقة الجمهور العربي بجهاز انفاذ القانون.

ان وزارة الامن الداخلي وقيادة الشرطة ملزمتان بان تفهما بان نزع شرعية منتخبي الجمهور العربي ونشطائه البارزين، لن يضيف الى احساس الثقة، بل العكس، عنف الشرطة تجاه المواطنين العرب يوسع دائرة الشكوك المتبادلة ويعمق الاغتراب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى