هآرتس: أصحاب الأعمال يتلقون تهديدات بعدم تقديم الخدمة للعرب ضمن حملة عنصرية في معاليه أدوميم
هآرتس 31-8-2023، بقلم نير حسون: أصحاب الأعمال يتلقون تهديدات بعدم تقديم الخدمة للعرب ضمن حملة عنصرية في معاليه أدوميم
نائب رئيس بلدية “معاليه أدوميم” [مدينة استيطانية شرقي القدس]، المرشح لرئاسة البلدية، يعمل على إغلاق مدرسة لتعليم السياقة تديرها امرأة عربية، إزاء طلبات من السكان لإبعاد العرب عن الفضاء العام. النضال ضد المدرسة جزء من حملة عنصرية لتقييد وجود العرب في “معاليه أدوميم”، الذي أخذ يتزايد قبل الانتخابات المحلية التي ستجرى في تشرين الأول القادم.
“أشعر وكأنهم حصلوا على تعليمات بإغراق مدينتنا”، كتبت شيران مرزاي، العضوة في حزب “قوة يهودية” في “معاليه أدوميم” في مجموعة على الفيس بوك باسم “نعيد الأمن للمدينة”، في تطرقها لوجود العرب في الفضاء العام. “لا يمر يوم دون أن أحصل فيه على 50 صورة لهم في المقاهي والمتنزهات والسوبرماركت. ببساطة، لا مكان إلا صلوا إليه. القانون يقول إنهم يحملون بطاقات الهوية الزرقاء مثلنا بالضبط. ولكن هل سنسمح لهذا القانون بتخريب مدينتنا؟”.
ذهبت مرزاي بعيداً، واقترحت خطة عمل. “حسب رأيي”، كتبت، “يجب تسريع عملنا. يجب أن نشعرهم بأن حضورهم لا يريحنا. مللناهم. بعد أسبوعين على العملية، يحظر علينا التنازل والصمت. هناك الكثير من الأمور التي تجعلهم يشعرون بعدم الارتياح ولا يتجاوزون القانون. فكروا بذلك”.
مرزاي تتنافس في المكان الثاني في قائمة “قوة يهودية” لمجلس بلدية “معاليه أدوميم”. هي الروح الحية التي تقف من وراء مجموعة الفيس بوك ومجموعات شعبية في الواتساب، التي تشمل في عضويتها 2000 شخص من سكان “معاليه أدوميم”. المجموعات هي رأس الحربة في النضال العنصري من أجل إبعاد العرب عن المدينة. يمكن إيجاد صور فيها لعابري سبيل عرب بعنوان “هم الآن في كتسيفت (مقهى معروف في المدينة)” و”هكذا تستمر البحيرة لتكون حديقة للكرة”. و”الآن إليكم عارضة أزياء البحيرة… “مرفقة بصورة لامرأة فلسطينية ترتدي الحجاب”، التي وجدت نفسها بحسن نية في متنزه البحيرة. في حالة أخرى، نشرت صور لنساء فلسطينيات وهن يسافرن في حافلة مع تعليق “ما هذا الجمال، حتى في الحافلة لم يتركوا مكاناً للسكان”.
مؤخراً، يتركز الصراع المناهض للعرب في “معاليه أدوميم” على افتتاح مدرسة لتعليم السياقة لتعليم العرب. بدأت القضية قبل شهر عندما افتتحت مواطنة إسرائيلية من سكان الشمال مدرسة لتعليم السياقة في المنطقة الصناعية في “معاليه أدوميم”. معظم طلابها عرب مقدسيون، والتعليم يجري في “معاليه أدوميم”. فتح مدرسة تعليم السياقة أثار موجة عنصرية في “معاليه أدوميم”. اشتكى السكان من اكتظاظ في الشوارع ولكنهم لم يخفوا رغبتهم في إبعاد العرب عن “معاليه أدوميم”.
غاي يفرح، نائب رئيس البلدية والمرشح لرئاسة البلدية والذي حصل مؤخراً على دعم الليكود، كتب على “فيسبوك” بداية الشهر بأنه يقلق من دخول “جهات خارجية” للعمل في مجال تعليم السياقة في المدينة. “حصلت مؤخراً على عدد غير قليل من الشكاوى من أعزاء، معلمين سياقة في المدينة أحترمهم وأحبهم، يعملون هنا لكسب الرزق”، كتب يفرح، “سمعت منهم عن خوف من دخول جهات خارجية للعمل في المدينة، وأنا أشاركهم قلقهم وأعمل على هذا الشأن”، وعد يفرح.
بعد أسبوعين، توجه “يفرح” إلى إدارة المجمع التجاري “دي سيتي” وطلب منه العمل على إغلاق المدرسة. علمت “هآرتس” أن إدارة المنشأة حاولت بعد توجه “يفرح” إلغاء الاتفاق مع مدرسة السياقة، ولكن دون نجاح. المدرسة ما زالت تعمل. مع ذلك، قال معلمون عرب للسياقة بأن رجال الحراسة التابعين لبلدية “معاليه أدوميم” والذين هم على مدخل المدينة، يقومون بإيقافهم وتصويرهم ويطلبون منهم ومن الطلاب عرض بطاقات الهوية في كل مرة.
في الوقت نفسه، تزداد الحملة العامة لإبعاد طلاب السياقة العرب عن “معاليه أدوميم”. ثمة بيانات إدانة نشرت ضد معلمي السياقة الذين يعلمون العرب. ورداً على ذلك، قرر بعض معلمي السياقة تغطية الجزء الأمامي من السيارة بعلم إسرائيل، من أجل الإعلان بأنهم لا يعلمون العرب. إضافة إلى ذلك، يبدو مؤخراً أن مرزاي لا تكتفي بهذه النشاطات؛ فقد بدأت بالتهديد عبر مجموعات “الواتساب” بأنها ستكشف عن معلمي السياقة الذين ما زالوا يعلمون العرب. “البيان القادم موجه إليكم، يا معلمي السياقة في مدينتنا. أنتم الذين قمتم بتعليق علم إسرائيل على سياراتكم. هذا الأمر بالتأكيد أثار مشاعرنا، لكن من تجلس فوق العلم ووراء المقود امرأة ترتدي الحجاب وتدمر كل ما فعلناه”، كتبت. ونرت عبر المجموعات صوراً لطالبة ترتدي الحجاب وهي تتعلم السياقة في المدينة. أول أمس، أرسلت مرزاي تهديدات: قريباً سنبدأ بنشر أسماء معلمي السياقة الذين يجلبون العيزرية وشرقي القدس إلى مدينتنا. من يهتم بالمال أكثر من مدينتنا سنضر به في المكان الأكثر إيلاماً. معلمو السياقة الذين يتعهدون بعدم تعليم العرب السياقة في مدينتنا أدعوهم لإرسال بيان لي، وسيحصلون على دعاية بالمجان في مجموعاتنا على الفيسبوك والواتساب”.
مؤخراً، يبدو أن العنصرية الصارخة تجاوزت حدود الشبكات الاجتماعية ووصلت إلى شوارع المدينة. معلم سياقة عربي يعلم في “معاليه أدوميم” قال دون ذكر اسمه، إن شباباً طاردوه بسيارة وشتموه في عدة مناسبات. في حادثة أخرى، كما قال، قطع سائق دراجة كهربائية الطريق أمام سيارة تعليم السياقة. وفي حادثة أخرى ألقى هؤلاء السجائر المشتعلة داخل السيارة التي كان يعلم فيها السياقة لطالب عربي. تسمع في المجموعات أيضاً دعوات لمقاطعة مصالح تجارية أخرى تشغل العرب، مثل نوادي اللياقة البدنية. “مؤخراً، وصلني عدد كبير من الشكاوى بأن هناك صاحبة استوديو تمر بعملية أسلمة بطيئة… في السابق تسببنا بإلغاء عضوية أشخاص في الأستوديو.
من مكتب غاي يفرح جاء: “حتى دخول الإصلاح إلى خصخصة امتحانات السياقة، فقد تقدم طلاب معنيون باستصدار رخصة امتحان السياقة في مدينة سكنهم. ونتيجة لذلك، تقدم الطلاب لدروس السياقة في المدينة نفسها التي من المتوقع تقديم الامتحان فيها. وعند دخول التعديل حيز التنفيذ تم إلغاء هذا القيد وبدأ كثير من الطلاب يذهبون إلى مدن صغيرة سجلت نسبة نجاح أعلى – بهدف تحسين احتمالية النجاح في امتحان السياقة. هذا الواقع خلق في “معاليه أدوميم” زيادة كبيرة على عدد معلمي السياقة والسيارات الكثيرة التي أضرت بنسيج المواصلات في المدينة، وخلقت مكاره مواصلات لسكان المدينة وزادت من نسبة عدد الطلاب على حساب الطلاب في المدينة. الواقع الذي تفتح فيه مدارس جديدة في المدينة وتثقل على البنى التحتية وعلى شرايين الحركة هو أمر غير محتمل. أنوي العمل في القريب مع أعضاء الكنيست من أجل إصلاح أوامر المواصلات بحيث يعود الوضع إلى سابق عهده قبل دخول التعديل إلى حيز التنفيذ”.
لم يأت أي رد من مرزاي ومن بلدية “معاليه أدوميم”. وإدارة مجمع “دي سيتي” لم يرد على أسئلة “هآرتس”.