ترجمات عبرية

هآرتس: أسر مصلحة السجون هو اسوأ من أسر حماس

هآرتس 6/7/2025، جدعون ليفيأسر مصلحة السجون هو اسوأ من أسر حماس

الاجراء العاجل والاكثر الحاحا الآن، اضافة الى وقف المجزرة في غزة، هو انقاذ جميع المخطوفين، الاسرائيليين والفلسطينيين، من ظروف الاحتجاز الفظيعة التي يحتجزون فيها. انفاق غزة أو سجن مجدو، أسر حماس أو أسر مصلحة السجون – الحديث يدور عن شر يصعب وصفه. للأسف، لم ينهض أي احد من ابناء عائلات المخطوفين الاسرائيليين للمطالبة بالافراج عن المخطوفين الفلسطينيين ايضا، أو على الاقل تخفيف ظروف أسرهم.

يجب عدم محاكمة عائلات الضحايا البائسة في حالة معاناتها، لكن على خلفية الشهادات الكثيرة حول ظروف اعتقال الفلسطينيين في اسرائيل، كان من المحتمل توقع صوت انساني ومتعاطف من قبل الذين يخشون على مصير اعزائهم. ليس من شأن السادية الاسرائيلية الاضرار بظروف احتجاز رهائننا فحسب، بل هناك ايضا مسالة اخلاقية صغيرة وهي انه عندما تسيء اسرائيل معاملة الرهائن والمعتقلين لديها فهي تفقد كل حق اخلاقي في المطالبة بالافراج عن مختطفيها.

لا توجد أي فائدة من المقارنة بين سديه تيمان والانفاق في خانيونس، لأنه لا يمكن المقارنة بين معاناة فظيعة ومعاناة اخرى. في المكانين يتم احتجاز اشخاص في ظروف غير انسانية، لا يستحقها أي انسان، ولا حتى “النخبة”. ليس لأي أحد الحق في اساءة معاملة أي أحد. المقارنة الصحيحة هي بين المسيئين. في غزة الحديث يدور عن نشطاء منظمة ارهابية قاتلة، وفي اسرائيل الحديث يدور عن دولة تتفاخر بأنها دولة ديمقراطية.

المقال المدهش لهاجر شيزاف في “هآرتس” أول أمس حول ظروف اعتقال شباب ومخطوفين فلسطينيين ومعتقلين اداريين ومثلهم يوجد الآلاف، لم يستطع ان يبقي أحد  لديه ضمير بدون أن يحرك ساكنا. تقرير لافدي موريس وسفيان طه، الذي نشر في “واشنطن بوست”، كان يجب أن يهز الارض في البلاد. 73 مخطوف ومعتقل ماتوا في السجون الاسرائيلية، رقم صادم، الذي فقط اللامبالاة التي يستقبل بها هي صادمة مثله. اين هي الاوقات التي كان فيها موت معتقل في السجن يعتبر فضيحة. عدد الموتى في اسر حماس لا يقترب من هذا الرقم. شيزاف اوردت قصة صادمة عن التعذيب، التجويع، عدم العلاج والعنف، وكل ذلك بتعليمات من الدولة. تجويع بامر من الدولة، ضرب مبرح وسادي بأمر من الدولة. هذا ليس ايتمار بن غفير، هذه دولة اسرائيل. لماذا في الاصل يجب تجويع الناس الى درجة الموت؟ استنادا الى أي حق مسموح عدم العلاج لـ 2800 معتقل، الذين اصيبوا بمرض الجرب اللعين، وآلاف المعتقلين الذين اصيبوا بامراض في الامعاء، التي وقعت في مواقع التجويع ومواقع الاوبئة هذه. على جثة وليد احمد (17 سنة) اكتشف التهاب في الامعاء والجرب، ولم يبق في جثته انسجة دهون أو عضلات. لقد تم تجويعه حتى الموت بسبب زجاجة حارقة القاها ورشقه للحجارة، مثلما فعل المستوطنون في كفر مالك. مصلحة السجون قامت باعدامه بدون محاكمة.

“واشنطن بوست” تحدثت عن معتقلين خرجوا من جهنم، ومع محامين قاموا بزيارة السجون، والصورة كانت متشابهة. ايضا هؤلاء يتحدثون عن سياسة التجويع وعدم تقديم العلاج. “هذه غوانتنامو”، قال احدهم. “هذا اسوأ من غوانتنامو حسب عدد الموتى”. صور الجائعين والمعاقين الفلسطينيين الذين خرجوا في السنة والنصف الاخيرة من السجن تحكي القصة. هي لائحة اتهام خطيرة ضد دولة اسرائيل.

في الثمانينيات نجحت في اجراء زيارة في سجن مجدو والالتقاء مع سجناء فلسطينيين. عندما كان السجن ما زال يديره الجيش الاسرائيلي. الظروف في حينه كانت انسانية ومعقولة نسبيا، لكن ليس فقط الظروف ساءت بدرجة كبيرة منذ ذلك الحين، بل هناك امر آخر خطير حدث: في تلك الايام خجلت اسرائيل من التنكيل وحاولت اخفاءه، الآن هي تتفاخر بالسادية وتعرضها أمام انظار الجميع، وضمن ذلك في جولات مخجلة لمراسلي تلفزيون اسرائيليين في السجون. السادية تجاه الفلسطينيين اصبحت علاقات عامة. وهي حتى تجلب الاصوات في صناديق الاقتراع.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى