ترجمات عبرية

هآرتس: أخيرا جاءت العدالة، هل الإسرائيليون سيستيقظون الآن؟

هآرتس 23/5/2024، جدعون ليفي: أخيرا جاءت العدالة، هل الإسرائيليون سيستيقظون الآن؟

أخيرا جاءت العدالة؛ أول بداية بداية العدالة؛ متأخرة وجزئية ولكنها درجة من العدالة؛ يجب أن لا تفرح عندما سيكون رئيس حكومتك ووزير دفاعك مطلوبان في كل العالم؛ ايضا لا يمكن عدم الشعور بالرضا من بداية تحقق العدالة. تمرغ وتباكي الاسرائيليين؛ في نقاشات لانهائية، يتورعون فيها في الاستوديوهات وصرخات الاستغاثة من العالم اللاسامي وعدم وجود عدالة في ربط اسرائيل بحماس. في كل هذه الامور ينقص سؤال واحد اساسي ومصيري وهو هل اسرائيل ارتكبت جرائم حرب في قطاع غزة؟ هذا السؤال الحاسم لا يتجرأ أي أحد على التطرق اليه. السؤال الاساسي هو: هل كانت أم لم تكن جرائم؟.

اذا تم ارتكاب جرائم حرب، قتل جماعي وتجويع، كما يعتقد المدعي العام الشجاع، كريم خان، الذي عملت اسرائيل من وراء الكواليس من اجل تعيينه بعد سابقته التي كانت مشبوهة بالنسبة لاسرائيل، فانه ايضا يوجد مجرمون مسؤولون عنها. واذا كان يوجد مجرمو حرب فانه يجب على العالم أن يقدمهم للمحاكمة. هؤلاء يجب أن يصبحوا مطلوبين واعتقالهم. 

اذا ارتكبت حماس جرائم حرب – حول ذلك يبدو أنه لا يوجد نقاش في أي مكان – عندها يجب جلب مجرميها للمحاكمة. واذا ارتكبت اسرائيل جرائم حرب – على ذلك يبدو أنه لا يوجد نقاش في العالم، بل فقط في اسرائيل التي تكذب على نفسها – فان المسؤولين عنها يجب ايضا تقديمهم للمحاكمة.

ربط اسرائيل وحماس معا لا يعني أنه يوجد تماثل اخلاقي، أو مساواة قانونية. وحتى لو تم اتهام اسرائيل وحماس بشكل منفصل لكانت اسرائيل ستقيم الدنيا ضد المحكمة. 

الادعاء الوحيد الذي يسمع الآن في اسرائيل هو أن القاضي “ابن حرام”. الطريقة الوحيدة التي تم طرحها لمنع هذا القرار السيء هي المس بالمحكمة. اقناع دول صديقة بعدم تطبيق اوامر المحكمة وفرض عقوبات على القضاة فيها. هكذا يفكر كل مجرم، وهكذا فانه لا يوجد لأي دولة الحق في التفكير. المحكمتان الدوليتان، اللتين اسرائيل واسرائيليون يمثلون للمحاكمة فيهما، تستحقان الاحترام من الدولة وليس الاهانة. الطريقة التي تهين فيها اسرائيل المحكمة فقط تضاف الى قائمة اتهاماتها والاشتباه فيها. 

كان من الافضل في هذه اللحظة الصعبة أن توجه اسرائيل أخيرا نظرة الى الداخل، الى صورتها. وكان من الافضل لو أنها قامت باتهام نفسها، حتى لو أي شيء بدلا من اتهام كل العالم. كيف وصلنا الى ذلك، يجب أن يكون السؤال، وليس كيف هم وصلوا الى ذلك. متى أخيرا سنتحمل المسؤولية عن أي شيء، الامر الذي تم فعله باسمنا؟ الـ 106 عضو في الكنيست الذين وقعوا على عريضة ضد لاهاي، وعدم الاعضاء الذين وقعوا على وثيقة لم تكن ضد مجرمي الحرب في اسرائيل هي وثيقة ضعف للدولة: موحدة ضد فعل العدالة وموحدة في مشاعر الضحية الابدية بدون يمين وبدون يسار، جوقة صديقين. اذا جاء يوم وتمت ادانة اسرائيل بجرائم حرب يجب علينا التذكر بأن الـ 106 عضو في الكنيست صوتوا مع طمس جرائم بنيامين نتنياهو ويوآف غالنت.

قطاع غزة تم تدميره، سكانه قتلوا واصيبوا وتيتموا وجاعوا وفقدوا كل عالمهم، ومعظمهم كانوا ابرياء. هذه جريمة حرب واضحة. التجويع يعتبره الجميع في اسرائيل وسيلة مشروعة، سواء من هو مع ومن هو ضد، ومثله ايضا القتل الجماعي المتعمد. كيف يمكن الادعاء بأنه لم يكن تجويع أو قتل جماعي متعمد؟.

غداة لاهاي يجب على اسرائيل اجراء محاسبة قومية للنفس، التي لم تفعلها من قبل. كل اسرائيل يجب أن يسأله نفسه: لماذا وصلنا الى ذلك. لا يكفي اتهام نتنياهو، المتهم الرئيسي. ولا يكفي تغطية ذلك بادعاءات متملصة حول اعلام معيب واستشارة قانونية معيبة وتصريحات متطرفة لشخصيات اسرائيلية. الجذر اعمق بكثير. فمنذ 57 سنة واسرائيل تقيم نظام غبي ومجرم، والآن اخيرا العالم بدأ يستيقظ ويعمل ضده. فهل سينجح ايضا في ايقاظ عدد قليل من الاسرائيليين من الشعور بالنشوة ومن الشعور المشوه للعدالة؟.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى