ترجمات أجنبية

نيويورك تايمز – بريت ستيفنز يكتب – انتصار نادر للشرق الأوسط

نيويورك تايمز – بريت ستيفنز  *- 20/9/2020

لسنوات، كانت جهود إدارة ترامب لصنع السلام في الشرق الأوسط موضع سخرية لا هوادة فيها في دوائر النخبة في السياسة الخارجية، وبعضها مبرر. ومع ذلك، مع إعلان يوم الجمعة أن البحرين ستنضم إلى الإمارات العربية المتحدة باعتبارها الدولة العربية الثانية خلال 30 يوماً لإقامة العلاقات مع إسرائيل، تكون الإدارة قد بذلت جهوداً أكثر من معظم سابقاتها من أجل تحقيق السلام الإقليمي، بما في ذلك إدارة أوباما التي حاولت جاهدة وفشلت فشلاً ذريعاً.

هناك دروس مستفادة في هذا، على الأقل لأي شخص مستعد للنظر في مدى الخطأ في نصف قرن من الحكمة التقليدية.

في صميم هذه الحكمة التقليدية، يكمن الرأي الذي طرحه بإيجاز الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو جوتيريس» في فبراير، بأن «حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني يظل مفتاح السلام المستدام في الشرق الأوسط». فإذا تم حل تلك العقدة، كما يذهب التفكير، سيصبح حل مشاكل المنطقة العديدة أسهل، سواء كانت صراعات إقليمية أخرى أو معاداة أميركا هي التي تغذي الإرهاب الدولي.

كان هذا التفكير دائماً مريباً -فما علاقة الحرب الإيرانية العراقية، على سبيل المثال، التي قُتل فيها مليون شخص أو أكثر، بالإسرائيليين والفلسطينيين؟- على الرغم من أنه كان من الملائم إعطاء الأنظمة العربية طريقة جيدة لإلقاء اللوم على نفسها. لكن منذ أن بدأ الربيع العربي (المسمى خطأ) قبل ما يقرب من عقد من الزمان، أصبح هذا الرأي سخيفاً.

صعود وسقوط «داعش»، الحرب الأهلية في سوريا والفوضى في ليبيا، عدوان تركيا على الأكراد، إفلاس الدولة اللبنانية، محنة لاجئي الشرق الأوسط -إذا كان لأي من هذه الكوارث شيء مشترك، فهو أنه لا علاقة لها بالدولة اليهودية أو سياساتها. قد يظل المرء يأمل في دولة فلسطينية، لكنه لن ينقذ المنطقة من نفسها.

الخيار الأفضل هو تحالف المعتدلين وكل من يريد أن يحرك بلاده في اتجاه قدر أكبر من التسامح الديني والاجتماعي، والتنمية الاقتصادية على نطاق أوسع (أي ما وراء الطاقة)، ويكون أقل انشغالاً بالنزاعات القديمة، وأكثر اهتماماً بالفرص المستقبلية. مثل هذا التحالف هو الأمل الوحيد للمنطقة التي تنجرف في فورة التعصب الديني والركود الاقتصادي والتدهور البيئي وسوء الحكم .

الآن قد يكون هذا التحالف قد بدأ أخيراً في الظهور. على عكس سلام إسرائيل مع مصر والأردن – وكلاهما قائم على أساس الضرورة الاستراتيجية والقرب الجغرافي.

العامل الأكبر هو الطموح المشترك. إسرائيل هي الدولة الأكثر تقدماً في المنطقة لأنها استثمرت لمدة سبعة عقود في إمكانات الإنسان، ولأنها لم تدع جروحها (سواء في ما يتعلق بألمانيا في الخمسينيات) تغلب على حكمها للأمور.

وكما كانت اتفاقات السلام نفسها ذات أهمية، كذلك كان رفض جامعة الدول العربية إدانتها، ما أثار رد فعل فلسطينياً غاضباً، وربما يعني ذلك أيضاً أن السياسات التي يقودها التظلم والتي هيمنت على القضية الفلسطينية لعقود من الزمان قد انتهت أخيراً أيضاً. إذا كان الأمر كذلك، فهذه أخبار سيئة لأولئك القادة والنشطاء الفلسطينيين الذين يعتقدون أنهم، بعناد لا يهدأ، يمكنهم بطريقة ما إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل عام 1948، عندما لم تكن إسرائيل موجودة.

ومع ذلك، فليس من الجنون التفكير في أن السلام قد يأتي من الخارج إلى الداخل: من عالم عربي يحيط بإسرائيل، سلام بالاعتراف والشراكة بدلاً من العداء، وبالتالي يعزز أمن إسرائيل بينما يهدّئ السلوك الفلسطيني. إذا كان هذا صحيحاً -وإذا حذت دول عربية أخرى نفس الحذو- فقد تخلق اتفاقات السلام هذا الصيف أخيراً ظروف إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى