نيويورك تايمز: الفلسطينيون يحاولون التأثير على ترامب بواسطة صهره
نيويورك تايمز 10-11-2024، آدم راسغون وتشارلز هومانز: الفلسطينيون يحاولون التأثير على ترامب بواسطة صهره
في اطار محاولة الفلسطينيون التأثير على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع والد صهر ترامب المتزوج من ابنته تيفاني وكتب رسالة أدان فيها محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترامب أثناء حملاته الانتخابية، وسارع بتهنئة ترامب على انتخابه رئيسا.
هذه المبادرات من رئيس السلطة الوطنية تمثل جزءا من استراتيجية لإعادة تشكيل العلاقة مع الرئيس المقبل المعروف بدعمه غير المشروط لإسرائيل في ولايته الأولى. وحتى حماس الحركة التي أدى هجومها على إسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي إلى اندلاع الحرب، أبدت لغة حذرة تجاه ترامب. فيما عبر فلسطينيون في غزة الذين عانوا من قصف إسرائيلي مدمر، عن أملهم في أن يتمكن ترامب من إنهاء الحرب، في حين عبر آخرون عن شكهم من حدوث أي تغير.
وفي ولايته الأولى تقدم ترامب بمبادرات أثارت غضب السلطة الوطنية الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية تحت الاحتلال الإسرائيلي واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقطع المساعدات عن أونروا التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين وقدم خطة تحيزت لإسرائيل وساعدت في التوصل إلى اتفاقيات بين إسرائيل والدول العربية التي تجاهلت القضية الفلسطينية وطموحات تقرير المصير الفلسطيني. ونتيجة لهذه الأمور فقد منع عباس المسؤولين الفلسطينيين من الاتصال مع إدارة ترامب.
وفي وقت دعا فيه أثناء حملته الانتخابية إلى وقف الحرب في غزة، فإن عباس على ما يبدو غير من مساره على أمل التأثير على الرئيس المنتخب ومواقفه من النزاع ومحادثات وقف إطلاق النار. وكان عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من بين أول من هنأ ترامب على فوزه في الانتخابات.
وفي رسالته، قال عباس إن المسؤولين الفلسطينيين “يتطلعون إلى العمل معك من أجل تحقيق السلام والأمن والازدهار لمنطقتنا”، وفقا لنسخة حصلت عليها صحيفة “نيويورك تايمز”. وفي يوم الجمعة، تحدث عباس مع الرئيس المنتخب عبر الهاتف، وناقش الاثنان إمكانية الاجتماع في المستقبل القريب، حسب قول المسؤول الفلسطيني البارز، زياد أبو عمرو، وأحد المقربين من عباس.
جهود عباس للتواصل مع ترامب بدأت قبل الانتخابات، فقد ساعد صهر ترامب، مسعد بولس، وهو رجل أعمال لبناني أمريكي تزوج ابنه من ابنة ترامب تيفاني، عباس على التواصل مع ترامب في الأشهر الأخيرة.
وعمل مسعد كمبعوث غير رسمي لحملة ترامب بين الناخبين الأمريكيين العرب. كما فعل بشارة بحبح، وهو فلسطيني أمريكي مؤيد لترامب، وفقا لأشخاص شاركوا في الجهود. والتقى عباس مع مسعد على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في شهر أيلول/سبتمبر، حيث وصف المسؤولون الفلسطينيون اللقاء بأنه جزء من جهود التواصل مع ترامب.
وأخبر بولس أن اللقاء كان “شخصيا” وأنه لم يخبر ترامب عن اللقاء لا قبله أو بعده. وقال أبو عمرو الذي حضر اللقاء إن بولس نقل رغبة ترامب بوقف كل الحروب حول العالم بما فيها قطاع غزة. ولم ترد كارولين ليفيت، المتحدثة باسم ترامب، على أسئلة حول الاجتماع. ولكنها أجابت عندما سئلت عن دور بولس في تشرين الأول/أكتوبر، وقالت إن الحملة ممتنة لـ “تواصله الفعال جدا” مع العرب الأمريكيين.
بالإضافة إلى ذلك، قال بولس وبحبح إنهما ساعدا في تسهيل تسليم رسالة من عباس إلى ترامب في تموز/يوليو تدين محاولة اغتياله، والتي نشرها ترامب على موقع “تروث سوشيال” وتمنى فيها عباس لترامب بالصحة والقوة. ووصف محاولة الاغتيال بأنها “عمل حقير”. ورد ترامب بأن رسالة عباس كانت “لطيفة جدا” وقال إن “كل شيء سيكون على ما يرام”.
وقال أبو عمرو: “نريد الحفاظ على علاقة عمل جيدة لأن أحدا لا يستطيع تجاهل الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في حل الصراع”.
عباس واجه حتى في ظل إدارة بايدن، مجموعة من التحديات، بما في ذلك المطالبات الدولية بإصلاح السلطة الفلسطينية التي يمكن أن تساعدها في لعب دور في قطاع غزة.
ومع عدم وجود نهاية في الأفق للحرب حتى الآن، اتخذت حكومة نتنياهو، الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، مواقف عدائية ضد السلطة بشكل متكرر. كما ورفضت حل الدولتين الذي دعت إليه إدارة بايدن. وعبر عباس في لقائه مع بولس في أيلول/سبتمبر عن استعداده لمواصلة السلام مع إسرائيل على أساس حل الدولتين وأكد استعداده لقبول مراقبين دوليين في الدولة الفلسطينية المستقبلية ومن أجل ضمان أمن إسرائيل، حسب قول بحبح. وأكد الزعيم الفلسطيني أيضا أنه لن يكون هناك “قتال ولا توغلات ولا هجمات على الإطلاق” من دولة فلسطينية مستقبلية، كما قال أبو عمرو. وأكد عباس، من جانبه، معارضته العنف منذ فترة طويلة واقترح أن قوة بقيادة الولايات المتحدة ومن حلف الناتو يمكن أن تقوم بدوريات في دولة فلسطينية مستقبلية.
ورغم الحملة التي تقوم بها السلطة لإعادة تأهيل علاقتها مع ترامب إلا أنها تعرف تاريخ دعم ترامب لإسرائيل. وقال إبراهيم دلالشة مدير مركز الأفق للدراسات الفلسطينية “هل لديهم خيار آخر؟ لا أعتقد ذلك”، وأضاف “هل عليهم اللجوء للمنظمات الدولية، لم ينجح هذا ولا أعتقد أنه سينجح”. وليس لديهم “سوى خيار واحد”.
وفي غزة، عبر البعض عن أملهم بتدخل ترامب ووقف الحرب. وقال مهند الفرا، الذي كان يمتلك متجرا لقطع غيار السيارات ويقيم الآن في خان يونس مع عائلته: “آمل أن يتدخل ترامب كمنقذ يحقق بعض النظام على الاضطرابات الناجمة عن الصراعات المستمرة التي تشمل إيران ووكلاءها وإسرائيل” و”آمل أن يجلب انتخابه تغييرا إيجابيا لهذه المدينة التي مزقتها الحرب”.
وعبر آخرون عن تشاؤمهم من حدوث تغيير. وقال مهند شعث، وهو ناشط شبابي في مدينة غزة: “لقد انحازت الولايات المتحدة دائما إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي، لذا أشك في أن الكثير سيتغير، خاصة إذا استمر ترامب في تنفيذ خططه القديمة”.
Palestinians Try to Sway Trump, Reaching Out to Tiffany Trump’s Relative
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook