نيوز 1 العبري: الأردن ضد السياج الأمني الإسرائيلي في وادي الأردن
نيوز 1 العبري 5-9-2023، بقلم يوني بن مناحيم: الأردن ضد السياج الأمني الإسرائيلي في وادي الأردن
يتابع الأردن بقلق بالغ جميع تصرفات حكومة اليمين في إسرائيل، ويخشى أن تكون الحكومة تخطط لإجراءات مختلفة للسيطرة على الضفة الغربية من أجل نسف خيار حل الدولتين. ويخشى الملك عبد الله أن تكون إسرائيل تتصرف سرا وفق خطة “الأردن فلسطين” من أجل ضم الضفة الغربية ودفع الفلسطينيين تدريجيا للهجرة شرقا إلى أراضي المملكة الهاشمية.
ولذلك فإن تصريح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 3 أيلول (سبتمبر) بأن إسرائيل ستبني سياجاً أمنياً على حدودها الشرقية مع الأردن وتضمن عدم تسلله إلى الأراضي الإسرائيلية أضاء ضوءاً أحمر في البيت الملكي الأردني. ويعتزم رئيس الوزراء بناء سياج أمني مماثل للسياج الذي أقامته إسرائيل على الحدود مع مصر لمنع تسلل مليون شخص من الدول الإفريقية إلى إسرائيل، والذين اتهمهم نتنياهو بالسعي إلى “تدمير إسرائيل”.
ولإسرائيل أسباب أخرى لإقامة السياج، وهي الخوف من دفء الحدود مع الأردن في المستقبل وتسلل الجماعات الإرهابية إلى الأراضي الإسرائيلية، فضلا عن تهريب الأسلحة على نطاق واسع للجماعات المسلحة في الضفة الغربية، وهي ظاهرة انتشرت بشكل كبير وتزايدت هذه الأسلحة في العامين الأخيرين، وإيران هي المسؤولة عن تهريب الأسلحة عبر شمال الأردن.
ولم ترد الحكومة الأردنية رسميًا حتى الآن على إعلان رئيس الوزراء نتنياهو، لكن المسؤولين السياسيين في الأردن يقولون إن بناء هذا السياج يعد انتهاكًا لاتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن لعام 1994 وانتهاكًا للقانون الدولي. وبحسبهم فإن نتنياهو يلعب بمسألة الحدود والاتفاق الدائم بشأن المشكلة الفلسطينية، وأنها مسألة تجاوز للخط الأحمر الذي وضعه الأردن.
القلق الأردني من أن يكون بناء السياج الأمني الجديد خطوة أولى نحو ضم غور الأردن إلى إسرائيل، وهو الأمر الذي يضر بشكل خطير بخيار حل الدولتين، ويعتزم الأردن الاتصال بإدارة بايدن بشأن هذه القضية حتى يتمكن من ذلك. الضغط على إسرائيل حتى لا تبني السياج.
إن وعد رئيس الوزراء نتنياهو ببناء سياج أمني على الحدود الشرقية مع الأردن ليس جديدا، فقد قيل بالفعل قبل عقد من الزمن، وأصبحت القضية ذات أهمية مرة أخرى في أعقاب أعمال الشغب الجماعية والعنيفة للمهاجرين الإريتريين في مدينة تل أبيب في نهاية المطاف. من الأسبوع الماضي.
إن بناء السياج الأمني الجديد على الحدود مع الأردن، وهي حدود طويلة جدًا، سيكلف دولة إسرائيل الكثير من المال، لكنه سيساعد بشكل كبير على أمن إسرائيل، ويجب على الحكومة التصرف وفقًا لاحتياجاتها الأمنية وحمايتها. إن الأردن، أيها المواطنون، يواصل البحث عن أي سبب لمهاجمة إسرائيل، وعليه أن يتحرك بشكل فعال في أراضيه لمنع التسلل وتهريب الأسلحة بكميات كبيرة إلى الأراضي الإسرائيلية قبل أن تصل إليها المطالبات.