نيوزويك : روسيا انتصرت بسوريا.. فهل تتحدى أميركا بلبنان؟
توم أوكونور، نيوزويك ٨-٥-٢٠١٨م
روسيا التي دعمت الرئيس السوري بشار الأسد في تحقيق تقدم كبير في ظل اقتتال مسلحي المعارضة و”الجهاديين” سعت لانفتاح حذر عبر الحدود السورية إلى لبنان لتوطيد نفوذها من خلال صفقة أسلحة بمليار دولار للجيش اللبناني بدون فوائد. لكن التشكيلة السياسة المعقدة في لبنان -خلافا للوضع في سوريا- تعني أنه لا يوجد رجال يمكن للكرملين الاعتماد عليهم في لبنان.
مديرة مركز كارنيجي الشرق الأوسط في بيروت مايا يحيى قالت “هناك بلا شك محاولة لتوسيع النفوذ الروسي الناعم في المنطقة، وهذا قد يترجم بمزيد من التعاون العسكري وتوقيع وزارة الدفاع اللبنانية الاتفاقية العام الماضي”. وأشارت مايا يحيى إلى أن نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة قد تميل الكفة قليلا نحو المعسكر الموالي لروسيا، ولكن التوازن الطائفي الدقيق في البلاد قد يجعل هذا الميول محدودا في الوقت الراهن.
إن سعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة تنشيط نفوذ بلاده العسكري والسياسي بعد الحقبة السوفياتية في تسعينيات القرن الماضي وضعه في اصطدام مع الغرب فاتهمت بلاده بالتدخل في الانتخابات والهجمات الإلكترونية وحتى بالاستفزازات العسكرية. وفي الشرق الأوسط لم تتمكن روسيا من تحقيق انتصار شبه كامل للأسد في سوريا وحسب، بل عززت وجودها العسكري في البحر المتوسط عبر تأسيس قواعد دائمة بحرية وبرية، منها حميميم.
وكانت وكالة أنباء سبوتنيك الناطقة بالعربية وقناة لبنانية موالية للنظام السوري ذكرتا في فبراير/شباط الماضي أن رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أمر الجيش بتأسيس علاقات دفاعية مع لبنان، ولا سيما بفتح موانئ لبنانية أمام السفن الحربية الروسية، وفق ذي ناشونال إنترست.
لكن غياب الأنباء بشأن صفقة المليار دولار بوسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية أو الوسائل الرئيسية ربما يشير إلى أن دخول روسيا لبنان لم يجر بشكل سلس كما كان مخططا له.
إن لبنان المحاصر بحرب نفوذ بين إيران والسعودية والواقع بين سوريا المضطربة والعدو المعلن إسرائيل ربما يكون أكبر تحد لروسيا.
المحلل المختص في الشؤون الأمنية نيل أور يقول إن العرض الروسي إلى لبنان يأتي في الوقت الذي تسعى فيه موسكو للمضي قدما باستغلال موقعها الذي تعزز في المنطقة بعد تدخلها في سوريا.
لكنه أشار إلى أن روسيا لا تملك في لبنان روابط قوية مع حزب الله، لذلك فإن الصفقة قد تعزز الجيش ضد “المليشيا الشيعية المدعومة من إيران”، وهو ما حاولت الولايات المتحدة القيام به في السابق.
ويضيف أن العلاقة بين روسيا وحزب الله مبهمة، ففي حين يعمل الجانبان معا مع النظام السوري فإن علاقات موسكو مع إسرائيل السعودية لا تتواءم مع من يطلقون على أنفسهم “محور المقاومة” الذي يشمل حزب الله وإيران وسوريا.
ووفق مايا يحيى فإن روسيا التي تصر على لعب دور بارز في المنطقة ستضطر لأن ترث مهمة صعبة تتمثل في منع اندلاع حرب بين إيران وسوريا، في إشارة إلى التوتر بين البلدين بعد ضربات إسرائيلية لمواقع تسيطر عليها إيران في سوريا.