ترجمات عبرية

نير حسون – الدولة تخطط لاقامة حي اصولي جديد على اجزاء واسعة من غابة القدس

هآرتس – مقال – 27/11/2018

بقلم: نير حسون

سلطة اراضي اسرائيل تخطط لاقامة حي اصولي جديد على اجزاء واسعة من غابة القدس. الحي مخطط لتوسيع حي هار نوف الذي من شأنه أن يضم 2300 وحدة سكنية على مساحة 648 دونم. المعارضون لاقامة الحي قالوا إنه سيؤدي الى ضرر كبير للغابة وسيقسمها الى حرشين.

المخطط الذي يوجد في المراحل الاولية من التخطيط يناقض عدد من مخططات الكيرن كييمت لتطوير الغابة. فقط مؤخرا اتفقت الكيرن كييمت ووزارة المواصلات على تحديد الطرق التي ستمر في الغابة للمشاة وراكبي الدراجات، وحتى وضع خطة للحفاظ على الغابة وتطويرها. مصدر مطلع على المخططات قال إنه اذا تمت المصادقة على مبادرة سلطة اراضي اسرائيل فستكون حاجة الى رمي جزء كبير من عمليات تطوير الغابة في سلة القمامة. اقامة الحي ستنفذ من خلال عملية سريعة بواسطة لجنة تخطيط المجمعات السكنية، التي تستهدف اختصار اجراءات التخطيط من اجل محاربة ارتفاع اسعار السكن. في السابق عارضت بلدية القدس بشدة مخططات لجنة “تخطيط المجمعات السكنية” على اراضيها.

حسب وثيقة نشرتها سلطة اراضي اسرائيل في الاسبوع الماضي، فان هذه الخطة هدفت الى “زيادة احتياطي الوحدات السكنية لصالح السكان الاصوليين في القدس”. وجاء فيها ايضا أن “الافضلية الكبيرة للخطة هي حقيقة أن زيادة الاحتياطي تتم بمحاذاة الحي الاصولي القائم – هار نوف”. افضلية هامة اخرى هي ازالة مكرهة بيئية وامنية كبيرة توجد في المنطقة، منشأة الوقود “بي غليلوت”. وهكذا فان مركز الحي المخطط له هو محطة الوقود لشركة “بي غليلوت” التي بلدية القدس وادارة التخطيط ارادتا اخلاءها منذ سنوات. معظم اراضي الحي ستكون على جانبي وادي رفيدا، وهو احد الوديان التي تمر في غابة القدس. هذا الحي من المخطط أن يقام على السفح الحرشي الذي يقع تحت حي بيت هكيرم ويفيه نوف، تحت متحف “يد واسم”. المخططون كتبوا أن الغابة في هذه المناطق “لم تتطور لتصبح مشهد طبيعي مع قيمة عالية”.

خبير في الاحراش طلب عدم ذكر اسمه، غضب من هذا الوصف وقال “هذه اقوال سخيفة، هذا محور بيئي من المحاور الهامة في غربي القدس. الامر الهام هو ربط منطقة مفتوحة بنظام بيئي فاعل”. واضاف “توجد هناك اشجار صنوبر واشجار عريضة الاوراق وحرش طبيعي وحقول زيتون. فماذا اذا لم تكن هناك اشجار اقل جمالا. هذا هو المحور الذي يربط قسمي الغابة، وبدونه فان غابة القدس ستكون حرشين”.

في السابق  امتدت غابة القدس على اكثر من 6 آلاف دونم، ولكن منذ ذلك الحين تم قضم مساحة منها من قبل الاحياء ومنشآت البنى التحتية ومقبرة ومواقع اخرى. اليوم بقي منها حوالي ألفي دونم، والغابة لها اسمين – الحلقة الشمالية التي تشمل حي هار نوف وتفصل بينه وبين موشاف بيت زايد، والحلقة الجنوبية التي تشمل بيت هكيرم وجبل هرتسل. البناء المخطط له سيفصل الربط الاساسي بين هاتين الحلقتين، ونشطاء للبيئة قالوا إنها ستتسب بكارثة للغابة.

في السنوات الاخيرة قام سكان ومنظمات بيئة بنضالات بهدف منع المس بالغابة. النضال على شارع 16 المخطط لشقه بين موتسا التحتا وبين مستشفى شعاري تصيدق، جزء منه سيكون عبر انفاق، فشل والشارع سيشق قريبا. الشارع سيمر في المنطقة من الحي المخطط له. نضال آخر ضد نقل الكليات العسكرية الى مجمع تسيبوري الذي يقع في غابة القدس انتهى بأن قرر الجيش نقل الكليات الى موقع آخر على جانب الغابة، وايضا هناك هذا الامر يثير المعارضة. السنوات الاخيرة عانت الغابة من عدة اضرار، منها الحرائق الكبيرة التي دمرت اجزاء كبيرة منها. عاصفة ثلجية تسببت بضرر كبير لعشرات آلاف الاشجار في 2013، وعدد منها تم قطعها بسبب انشاء بنى تحتية مثل المياه والغاز.

“غابة القدس هي منطقة مفتوحة جيدة ومتطورة حيث تعتبر تقريبا مقدسة بالنسبة لمعظم سكان القدس”، قال ابراهام شكيد، مركز منطقة القدس في شركة حماية الطبيعة. “هذه بقايا غابة كبيرة شملت القدس ذات يوم. محظور الاضرار بها من خلال مخطط لا اهمية له للجنة مدمرة، غير تخطيطية وغير ديمقراطية وليس لها أي قيمة من ناحية مهنية، كل هدفها هو ملء جدول الاكسل في وزارة المالية وسلطة اراضي اسرائيل”. شكيد قال إن شركة حماية الطبيعة لا تعارض ازالة منشأة “بي غليلوت”، ولكن ليس لصالح كل انواع سماسرة الاراضي. “هذه مؤامرة تستدعي حرب عالمية مدنية ضد كل من يؤيد هذه الخطة”، لخص اقواله.

من الكيرن كييمت جاء: “الكيرن كييمت هي الجهة المسؤولة عن اراضي الاحراش في دولة اسرائيل، وضمن ذلك انشاء وتطوير لصالح استيعاب الجمهور، صيانة وحماية الاشجار. الامر يتعلق بغابة القدس التي تشكل الرئة الخضراء لسكان المدينة، والتي تربط بين احياء وغلاف القدس، كما أنها منطقة تستخدم للراحة والاستجمام. الغابة ليست مخصصة لتكون منطقة تطوير، حيث أنه تمت المصادقة على أن تكون منطقة مفتوحة بكل مستويات التخطيط. الكيرن كييمت تعارض بشدة اقامة حي سكني في المنطقة. الخطة تناقض تماما الخطط القطرية واللوائية والمحلية. كما أنها تناقض فكرة مناطق غابات ومناطق مفتوحة تحيط بالقدس”.

في ادارة التخطيط لم يردوا على توجهنا اليهم بهذا الشأن، ولكن من وثيقة وصلت الى “هآرتس” يتبين أن مخططة اللواء، المهندسة شيرا تلمي، تعارض بشدة هذه الخطة بسبب الضرر المتوقع للغابة. “في العرض المقدم في العطاء يدور الحديث عن مس شديد بمناطق الغابة البلدية المقلصة التي تخدم بصورة فورية جميع سكان العاصمة. حجم الضرر في غابة القدس شديد وكبير ايضا من ناحية الجزء النسبي للغابة الذي سيلغى، وكذلك من ناحية أداء الغابة كجزء من النسيج الحضري”، كتبت تلمي عن رأيها بالخطة.

وعن سلطة اراضي اسرائيل ورد: “الحديث يدور عن خطة دائمة تستخدم منطقة هي في جزء منها مخترقة وملوثة منذ فترة طويلة. الخطة تأخذ في الحسبان شارع 16 الذي يتوقع أن يمر في الطرف الجنوبي وهي متناسبة معه، الخطة لا تغير هدف الاستخدام للغابة التي ستواصل كونها رئة خضراء ومنطقة عامة مفتوحة لصالح الجمهور. ازالة منشأة بي غليلوت خطط لها منذ نحو عشر سنوات من سلطة اراضي اسرائيل، دون حدوث تقدم قانوني ظاهر للعين. الخطة تشمل 2400 وحدة سكنية، تنظيم شبكة طرق، مبان عامة وبرنامج مناسب، وهي توجد بمحاذاة بناء قائم في حي هار نوف، ومتناسبة مع البناء الحضري. افضلية الخطة هي أنها تخلي صهاريج الوقود في منشأة بي غليلوت التي اصبحت غير مستخدمة، وتخصص المنطقة المخصصة للتطوير للسكن ومناطق عامة بعد تطهير الارض الذي سيتم في المكان. عدد من الوحدات السكنية سيستخدم كأرضية مكملة لمشاريع تحديث حضري في ارجاء المدينة حسب اتفاق اوسع تمت بلورته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى