ترجمات عبرية

نير حسون – إقرار خطة القطار المعلق الى المبكى سينتقل الى مرحلة الاعتراضات

هآرتس – مقال – 29/1/2019

بقلم: نير حسون

لجنة البنى التحتية الوطنية صادقت مؤخرا على خطة لاقامة القطار المعلق الى حائط المبكى في القدس. وفي الشهرين القريبين ستكون في مرحلة فحص معارضة الجمهور. القطار المعلق تدفع به الى الامام وزارة السياحة وسلطة تطوير القدس. حسب الخطة سيتم انشاء ثلاث محطات للقطار، الاولى في موقف السيارات الذي يقع في نهاية شارع عيمق رفائيل، ومن هناك سينطلق ويمر فوق حي أبو طور. هناك سيتم انشاء مخزن العربات، وايضا تحويلة فيها يمر الى غاي بن هينوم والى البلدة القديمة. المحطة الثانية ستكون في موقف سيارات في هار تسيون ومن هناك سيمر القطار المعلق على طول السور حتى المحطة الاخيرة التي ستقام في مجمع كيدم في مدينة داود في سلوان. من مجمع كيدم يمكن للمسافرين السير نحو حائط المبكى من خلال نفق تحت الارض أو من باب المغاربة.

من خططوا القطار المعلق يطرحون المشروع على أنه وسيلة للمواصلات العامة تهدف الى حل مشكلة المواصلات في محيط البلدة القديمة، وبالاساس اكتظاظ الباصات السياحية في منطقة حائط المبكى. حسب اقوال مركز المشروع في سلطة تطوير القدس، شموئيل تسباري، فان القطارات المعلقة اصبحت وسيلة مواصلات منتشرة في العالم بسبب التكلفة المنخفضة لاقامتها، وقدرتها على نقل عدد كبير من الاشخاص بنجاعة في المدن ذات الطبيعة الجبلية. وحسب اقواله، في ضاحية قرب باريس يتم التخطيط لانشاء 13 مشروع للقطارات المعلقة. ولكن من يعارضون هذه الخطة يقولون إن وزارة المواصلات لم يتم اشراكها في الخطة. وفي المناقصات التي نشرت يبدو أن القطار المعلق لا يعتبر نظام يقلص الحاجة الى المواصلات العامة.

المعارضون يشيرون ايضا الى أن سلطة تطوير القدس لم تنشر تقرير الجدوى الاقتصادية للخطة كمشروع للمواصلات العامة. في سلطة تطوير القدس يشرحون أنه بسبب حقيقة أنه يتوقع وجود عطاء لانشاء البنى التحتية والتشغيل، لا يوجد منطق في كشف المعطيات الاقتصادية للمشروع في هذه المرحلة. ولكنهم تعهدوا بأن تكلفة السفر في القطار المعلق ستكون مشابهة لتكلفة السفر في الحافلات أو في القطار الخفيف في القدس.

معارضة اخرى تنبع من مشاركة جمعية العاد الدينية في المشروع. مجمع كيدم الذي يخطط لاقامة المحطة فيه، التي تقع قرب حائط المبكى، هو مبنى كبير سيقام من قبل الجمعية كمقدمة لمركز تجاري ومركز سياحي لمدينة داود، والذي تديره الجمعية لصالح سلطة الطبيعة والحدائق. من يعارضون يقولون إن الهدف الحقيقي للقطار المعلق هو تعميق سيطرة اسرائيل على حوض البلدة القديمة، وتعزيز جمعية العاد التي تعمل على تهويد قرية سلوان. في سلطة تطوير القدس يقولون في المقابل بأن الامر يتعلق بمشروع للمواصلات وليس مشروع سياسي. “ليس لذلك أي صلة بالسياسة ولن يتم وضع أي حدود حسب مشروع للمواصلات كهذا أو ذاك. القطار المعلق سيعطي رد ايضا لسكان سلوان الذين يريدون الوصول الى حديقة الجرس، واليوم ليس لهم مواصلات عامة مناسبة”، قال مدير عام سلطة تطوير القدس، ايال حاييموفسكي.

معارضة اخرى متوقعة تتعلق بالضرر المتوقع للمشهد الطبيعي في البلدة القديمة. ومن بين المعارضين للخطة المهندس المعماري موشيه سفيدا. “حسب ما أعرف، وبعد فحصي للموضوع، لا توجد أي مدينة تاريخية في العالم سمحت باقامة قطار معلق في المجال البصري لمنطقتها التاريخية التراثية”، كتب. ولكن حسب اقوال المهندس المعماري الذي وضع الخطة، ماندي روزنطال، فان الاضرار بالمشهد الطبيعي سيكون في الحد الادنى. “أولا، القطار المعلق لا يتجاوز ارتفاع السور، ومن بعيد سيتم ابتلاعه في المشهد الطبيعي المبني والمحيط”، قال واضاف “لقد قمنا باختيار عربات صغيرة تتسع لعشرة اشخاص، ووضع أعمدة اصغر. المحطات نفسها ستكون شفافة وبدون عناصر تجارية، أنا أعتقد أنه اذا تمت اقامة هذا المشروع فنحن سنفعل كل ما في استطاعتنا لتقليص المس بالمشهد الطبيعي”.

حسب اقوال عنار عوزري، المسؤول عن حوض البلدة القديمة في سلطة تطوير القدس، فان من يعارضون الخطة لا يقترحون أي حلول اخرى. “القطار المعلق هو التكنولوجيا الوحيدة التي لا تضر بالمشهد الطبيعي من سفر التكوين. اذا اخترعوا في أي يوم طريقة يطير فيها الناس، حينها سيكون بالامكان اقتلاع الاعمدة ولن يكون أي شيء صعب. هذا هو الامر الوحيد الذي يعتبر قابل للتغيير”.

ومن جمعية عيمق شفيه المعارضة للخطة جاء أن “الحديث يدور عن خطة تدميرية للقدس. القطار يتصادم مع الطابع المميز للقدس كمدينة تاريخية ومقدسة للديانات الثلاث، بسبب مصالح سياسية لتعزيز جمعية العاد، فان حكومة اسرائيل مستعدة للمس بأسوار البلدة القديمة وخط الأفق للحوض التاريخي وآثاره. لذلك فهي تتجرأ على تسميته سياحي. نحن في الجمعية ومع جهات اخرى سنفعل كل ما في استطاعتنا لمعارضة ووقف الخطة التي ستضر بالاصول التراثية العالمية التي تم وضعها في أيدي اسرائيل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى