ترجمات عبرية

نوريت كانتي – اسبرسو مضاعف

معاريف – مقال – 2/12/2018

بقلم: نوريت كانتي

اصدق قائد الجبهة الداخلية انه بقوله وكأننا “في المواجهة التالية فان الناس في تل أبيب أيضا لن يحتسوا القهوة”، لم يقصد الهزء او الانتقاد لسكان تل أبيب. فلا يزال، كان من الافضل لهذه الجملة لو لم تقل، أو ان تكون قيلت بصيغة اخرى.

في نهاية المطاف، فان تهديد مركز البلاد له معنى في السياسة الاستراتيجية الاسرائيلية. سواء كانعكاس لشدة التهديد أم كعامل تأثير على شدة رد الجيش الاسرائيلي في اعقابه. لقد حاول تساحي هنغبي أن يقول ذلك، بغباء وباختيار مغلوط للتوقيت والكلمات، ولكن لا يمكن التنكر لهذا. هذا لا يعني أن دم سكان تل أبيب أكثر حمرة، بل ان النار على منطقة المركز تزيد بعشرات الاضعاف عدد الاشخاص الذين سيجلسون في الملاجيء، وكنتيجة لذلك، عدد المصانع والمحركات المعطلة في الاقتصاد. ناهيك عن مطار بن غوريون. اضافة الى ذلك، يحتمل أنه اذا كان الهجوم من الشمال ومن الجنوب ويغطي المركز، فقد ينشأ وضع لا يكون فيه ما يكفي من الاماكن المناسبة لاخلاء من يحتاجون الى الاخلاء. هناك معان معنوية، اقتصادية ووظيفية في التهديد على المركز، كل مركز، لكل دولة، وهذا لا يتلخص في الاسبرسو.

انا اصدق ان هذا ايضا هو ما قصده اللواء تمير يداعي، ولكن لا حاجة للمرء ان يكون تساحي هنغبي كي يعرف انه في أوائل 2019 فان التغليف اهم من المحتوى. قوله، كما نشر، يذكر باحصاء منازل الثكل من قبل اللواء (اليوم في الاحتياط وعضو كنيست) اليعيزر شتيرن، رئيس شعبة القوى البشرية سابقا، في أيام حرب لبنان الثانية – حين ادعى بانه “يرى في أي منازل سيزور” كي يجسد بانه يؤم منازل ثكل في تل ابيب. هذا احصاء حقير، وبالتأكيد في ضوء عدد الضحايا العام من تل أبيب، وفي المواجهة الاخيرة في غزة، الجرف الصامد، بشكل خاص.

يمكن أن نواصل في تفصيل المعطيات العالية لتجنيد الوحدات القتالية والوحدات المختارة في المدينة، جهاز التعليم البلدي الذي يطور القيم، وغيرها وغيرها، ولكن الحقيقة، اننا مللنا ببساطة هذه الوصمة. فسكان تل ابيب (وقت جيد للاعتراف باني واحدة منهم)، يتحملون أي عبء قانوني يلقى على مواطني الدولة: يدفعون الضرائب، يذهبون الى الجيش او الخدمة الوطنية، وكثيرون منهم أيضا يجمعون خروج كلابهم في الشوارع. ونعم، المدينة هي احدى القاطرات الهامة التي تقود الاقتصاد الاسرائيلي، مثلما وصفها هنغبي منذ وقت غير بعيد – عاصمة اقتصادية، ولا يبدو ان هناك بلدية ستجادل. ونعم، يوجد فيها الكثير من المقاهي، المطاعم والمسارح. في اسرائيل نهاية 2018 لا حاجة للاعتذار عن ثقافة وقت الفراغ والترفيه، ولا حتى عن أنه في اثناء المواجهة المحدودة هناك اناس مع ذلك يذهبون الى عرض في الكامري (مسرح). لا شيء خير يخرج من ان تكون كل الدولة معطلة بسبب الارهاب، وكل يتصرف كما يرى مناسبا. لا شك عندي أنه عندما تفجرت باصات في ديزنغوف كان هناك من خرجوا لقضاء وقت الفراغ، لاسبابهم الخاصة، في العفولة وفي المطلة. تماما مثلما انه لا شك انهم عندما اطلقوا الصواريخ على الجنوب، كان غير قليل من الناس في المركز، او لغرض البحث – في تل ابيب – ممن الغوا خططهم وبقوا في البيت، ملتصقين بشاشات التلفزيون.

هناك اناس يحبون ذكر تل أبيب كفقاعة، ولكن كل الدولة تحتاج “فقاعة” تضرب نموذجا لاستمرار العيش الطبيعي حتى عندما تدوي المدافع. هذا حيوي للمعنويات، للصمود وحيوي للاقتصاد. والاقتصاد، في اثناء الحرب، هو الاخر سلاح.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى