نواف الزرو: 21 عاما على غزو العراق: أخطر جرائم العصر المنسية: الابادة المنهجية للثروة العلمية/الاكاديمية العراقية!
نواف الزرو 10-4-2024: 21 عاما على غزو العراق: أخطر جرائم العصر المنسية: الابادة المنهجية للثروة العلمية/الاكاديمية العراقية!
بينما تحل في هذه الايام الذكرى الحادية والعشرون لغزو العراق، دعونا نستحضر أخطر وأبشع جرائم العصر المنسية التي شهدها العراق العربي وهي الإبادة المنهجية المبيتة للثروة العلمية العراقية ف:
-العقل العراقي كان مستهدفا…!
-التراث العلمي /التعليمي العراقي كان مستهدفا…!
-القدرات العلمية والتكنولوجية العراقية كانت مستهدفة…!
-مقومات البقاء والتواصل الحضاري العصري العراقي كانت مستهدفة…!
كل هذه وغيرها الكثير من العناوين تكثف لنا حقيقة ما جري ويجري على ارض العراق العربي من حرب ابادة منهجية شاملة ضد العقل و العلم والثقافة والحضارة وقدرات البقاء العراقية ، فهناك جرت على مدار الساعة عمليات القتل الممنهج للمتميزين من علماء العراق: أساتذة جامعات، أطباء، طيارين، مهندسين..وقد باتت هذه حالة معروفة وموثقة ولم تعد تثير أحدا من العرب رغم أهميتها وخطورتها ورعبها..!.
فحينما كتبت صحيفة” ذي غارديان” تقريرا تحت عنوان “استنزاف العقول العراقية” تقول فيه “إن مئات العراقيين من الأطباء وأساتذة الجامعات والمدرسين يستهدفون بالقتل والخطف ضمن حملة يعتقد أنها مقصودة”، فان هذه تعد وثيقة بالغة الاهمية تبين لنا تلك الاجندة الخبيثة وراء الاغتيالات المنهجية للعلماء…!
وحينما يعزز هاشم الجزائري عميد كلية القانون السابق في جامعة البصرة ذلك بتاكيده:”ان يد الاغتيال طالت حتى الآن ما يزيد عن سبعمائة أستاذ وعالم عراقي من أصحاب الكفاءات العليا والتخصصات المميزة” مشيرا إلى “أن عام 2003 فقط شهد وحده تصفية منظمة لأكثر من مئة أستاذ جامعي معظمهم من رتبة أستاذ مشارك فاعلي”، فان لهذه الشهادة العراقية مصداقية لا مجال للتشكيك فيها…!
وحينما يلحق به العالم العراقي الدكتور نور الدين الربيعي- الامين العام لاتحاد المجالس النوعية للابحاث العلمية، ورئيس اكاديمية البحث، وأحد ابرز العلماء العراقيين في مجال التكنولوجيا النووية مؤكدا بدوره:”ان الغزو الامريكي للعراق يهدف الى تدمير مستقبل العراق باغتيال وتصفية العلماء وحرق المجلدات العلمية في مراكز الابحاث التي تشكل خلاصة الابحاث العلمية”، موضحا:” أن نسبة 80% من عمليات الاغتيال استهدفت العاملين في الجامعات ويحمل اكثر من نصف القتلى لقب استاذ واستاذ مساعد، واكثر من نصف الاغتيالات وقعت في جامعة بغداد، تلتها البصرة، ثم الموصل، والجامعة المستنصرية، وأن 62% من العلماء المغتالين يحملون شهادات الدكتوراه، وثلثهم مختص بالعلوم والطب/17/03/2008 “، فان لشهاد الدكتور الربيعي كذلك من المصداقية الموثقة التي ربما تكون من ادمغ الشهادات التي تتحدث عن حرب التصحيرالمنهجية التي تشن على العراق…!
ونقتبس هنا في هذا السياق شهادات عراقية اصيلة تتحدث عن تلك الحرب الابادية المنهجية للثروة العلمية العراقية ..!.
يقول عميد كلية القانون السابق في جامعة البصرة هاشم الجزائري “إن دوافع المئات من العلماء الذين هاجروا أو هجّروا من العراق بعد الغزو الأميركي، هو النجاة بأرواحهم خصوصا وأن أعمال القتل طالت ما يزيد عن 700 عالم وأكاديمي عراقي/عن الجزيرة –نت 9/8/2007”.
ويضيف الجزائري”ان يد الاغتيال طالت حتى الآن ما يزيد عن سبعمائة أستاذ وعالم عراقي من أصحاب الكفاءات العليا والتخصصات المميزة” وأشار إلى أن عام 2003 شهد وحده تصفية منظمة لأكثر من مئة أستاذ جامعي معظمهم من رتبة أستاذ مشارك فاعلي”.
أما عصام الراوي رئيس جمعية المدرسين العراقيين سابقا فيشير إلى “أن أكثر من 217 أستاذا عراقيا اغتيلوا لأسباب ودوافع مجهولة خلال عام 2003 وأوائل عام 2004 فقط”، ويتابع الراوي “إذا أضفنا إلى هذه الكفاءات حملة شهادتي الماجستير والدكتوراه الذين تم اغتيالهم في الفترة نفسها فان العدد سيتجاوز خمسمائة قتيل”.
ويردف الربيعي:”حينما جاءت جيوش امريكا وبريطانيا كان اول شيء قامت به هو ضرب المؤسسات العلمية والبحثية والمدارس والجامعات واحراق المكتبات والتراث العراقي الذي اصابه النهب والسلب، ويكفي ان ندلل على ذلك ان العراق فقد 5500 عالم عراقي منذ الغزو الانجلو امريكي في نيسان 2003 معظمهم هاجروا الى أوروبا وشرقي آسيا ودول عربية، والباقون تم اغتيال معظمهم.. والعلماء العراقيون استوعبوا الدرس جيدا، فبعد اختطاف الدكتور «علي مهاوش» عميد كلية الهندسة في الجامعة المستنصرية والعثور على جثته، ادركوا انهم يعيشون اجواء لم يعيشوها منذ سقوط بغداد على يد المغول عام 1258 “.
ويختتم الربيعي مؤكدا حقيقة اخرى:”لقد تحقق فعلا ذلك التهديد والوعيد الذي اطلقه جيمس بيكر بـ «إعادة العراق إلى عصور ما قبل الثورة الصناعية، أي العصور الوسطى!! » .. وكان المقصود قطعا الوعيد بتدميره وتقويض شتى سبل الممانعة والمقاومة كما فعل «هولاكو» في غزوه الهمجي لبغداد حين تحول لون مياه نهر دجلة إلى الأحمر والأسود، لون دم القتلى المرمية جثثهم في النهر، ولون مداد الكتب التي ألقيت في النهر من قبل الغزاة..!!
بينما أكدت دراسة علمية حول وضع العلوم الاجتماعية في الجامعات العراقية أن العنف ضد الأساتذة والحريات الأكاديمية في العراق بعد إحتلاله أعاق بشكل كبير الحريات الأكاديمية. ووثقت الدراسة التي أعدها معهد الدراسات الإستراتيجية في العراق إغتيال نحو 338 أستاذاً ومحاضراً جامعياً منذ نيسان 2003 وحتى نفس الشهر من العام 2004 مع إختفاء 75 أستاذاً جامعياً لايزال مصيرهم مجهولاً- العرب اليوم=(19/5/2008)-.
وهكذا تتضح وتتكامل صورة حروب “اسرائيل” و”الموساد” الإسرائيلي في أقذر حرب إسرائيلية تخوضها الدولة الصهيونية على أرض العراق وتستهدف تصفية وتنظيف العراق من نخب المثقفين والمفكرين والعلماء العراقيين، في استهداف صريح للدولة العراقية ، وفي محاولة بائسة لإعادة العراق إلى القرون الوسطى او الى العصر الحجري كما يريدون.
ويتبين لنا هنا في هذا السياق أن هناك قراراً استراتيجياً أمريكياً – إسرائيلياً مشتركاً بتدمير العراق وتصحيره وتقسيمه وتفتيته وتحويله إلى دويلات طائفية تسهل عملية السيطرة عليها، لصالح الحفاظ على التفوق الإستراتيجي الإسرائيلي على المنطقة كلها في نهاية الامر.