نواف الزرو: من صندوق التفكير الصهيوني الاستراتيجي بعيد المدى: تفتيت العالم العربي….!

نواف الزرو 24-04-2025 من صندوق التفكير الصهيوني الاستراتيجي بعيد المدى: تفتيت العالم العربي….!
تظهر الوقائع التاريخية أن مخطط تجزئة الدول العربية إلى وحدات أصغر كان موضوعٌ متكررٌ في النقاشات الصهيونية الداخلية) تم توثيقه على نطاق متواضع للغاية في منشور للرابطة بعنوان: إرهاب إسرائيل المقدس (1980) Israel’s Sacred Terrorism، من تأليف ليفيا روكاح Livia Rokach)، التي تشير، بناءً على مذكرات موشيه شاريت، رئيس وزراء إسرائيل الأسبق، الخطة الصهيونية الخاصة بلبنان التي تعود لمنتصف الخمسينيات.
اللافت في الأمر أن يحمل أول غزو إسرائيلي واسع للبنان في العام 1978، بين طياته هذه الخطة بأدق التفاصيل، في حين عمل الغزو الثاني (حزيران 1982)، على تنفيذ أجزاء معينة منها على أمل تطبيقها ليس في لبنان فحسب، بل في سوريا والأردن أيضاً وتحويلها إلى دول مجزأة.
وليس سراً أن يكون هدف إسرائيل الصهيونية رؤية عالم عربي مكون من شظايا متناحرة وخاضعة للهيمنة الإسرائيلية مما يجعلها غير قادرة على مقاومة النفوذ الإسرائيلي؛ من شكل الدولة الحالي في لبنان المطلوب إسرائيلياً والمتوافق مع المخططات الإسرائيلية التوسعية الإقليمية، وذات الأمر ينطبق على سوريا والأردن وغيرها من الدول العربية.
فالهدف النهائي لإسرائيل تفتيت العالم العربي وإخضاعه لهيمنتها، ويجب البدء -لتنفيذ هذا المخطط- بالعنصر المتفجر في الصراع، أي العنصر الفلسطيني. وسوف يكون الحل الأمثل، إسرائيلياً -عدا القتل- هو “الترانسفير”، كسياسة نشطة وواعية تمارسها إسرائيل منذ العام 1948 وإن كانت تزداد بقوة في حالات الحرب (مثلما حصل في النكبة 1947-1948 والنكسة 1967) بما يخدم المخططات الصهيونية بـ “محو فلسطين من فلسطين”.