نواف الزرو: من ارشيف الادبيات و الخطط والحروب والمحارق الصهيونية

نواف الزرو 22-10-2023: من ارشيف الادبيات و الخطط والحروب والمحارق الصهيونية
للحملة الحربية العدوانية الاسرائيلية الجارية على غزة، جذور وامتدادات فكرية ايديولوجية وكذلك سياسية استراتيجية، فهي ليست مجرد حملة عسكرية جاءت ردة فعل او انتقام كما يزعمون، او من اجل وقف “الصواريخ الفلسطينية”، او وقف تهريب الاسلحة، وانما يقف وراءها بالاساس تلك الثقافة التي يمكن ان نطلق عليها ثقافة المحرقة…! فكثيرة هي نصوص “العهد القديم” التي تتحدث عن الحرب والقتل والتدمير والابادة كأساس لاخلاقياتهم في التعامل مع “الاغيار” وهنا (شعب الجبارين) عرب فلسطين، وهي نصوص تحمل مضمون الوصايا والتوجيهات لما يجب ان يكون عليه سلوك الغزاة اليهود، حيث تحض على الحقد والكراهية والقتل والابادة. وترتقي نزعة العنف والقتل والارهاب لديهم الى مستوى فلسفي مع جابوتنسكي وتلاميذه من امثال بيغن وشارون ونتنياهو وباراك واولمرت وموفاز ويعلون وبن غفير وسموترتش وغيرهم حيث جاء في ادبيات هؤلاء مثلا: “ان قوة التقدم في التاريخ ليست للسلام بل للسيف” و”انا احارب اذن انا موجود”، و”اولا وقبل كل شيء يجب ان نقوم بالهجوم عليهم – اي على العرب”، و”لا يمكن الوثوق بالعربي باي حال من الاحوال، وبالتالي فان الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي قتله”. وفي هذا الصدد كذلك تحديدا كان الجنرال موفاز وزير الحرب الاسبق قد اطل علينا ايضا في عهده معربدا : “ان غزة ستهتز وترتعد تحت وقع “اول الغيث”، وخاطب ضباط وجنرالات الجيش موجها :” لا ترحموا احدا من العرب لان امن اسرائيل فوق كل شيء /يديعوت”.
ثم ليأتي “آفي ايتام” المتشدد زعيم حزب “هئيحود هليؤومي”سابقا ليطالب ب”قطع رؤوس الفلسطينيين”، يضاف الى ذلك سلسة لا حصر لها من التهديدات والعربدات الحربية على لسان كبار جنرالات الجيش والسياسة في ” اسرائيل ” في سياق الحرب العدوانية الراهنة ضد الشعب الفلسطيني . .. الى ان وصلت فتواهم الدموية الى مستوى تشريع “قتل الاطفال والاجنة الفلسطينيين حتى وهم في بطون امهاتهم”، ما يبين لنا اننا امام مجتمع ارهابي متعطش للدماء العربية-الفلسطينية وملوث بالعنصرية والنزعة الدموية الاجرامية، وهي الحقيقة الدامغة التي اكدها “د.يحيعام شورك”الكاتب والمؤرخ والمحاضرالاسرائيلي في ” بيت بيرل ” في دراسة حملت عنوان ” جذور البلطجة والقوة في المجتمع الاسرائيلي” حيث قال :” ان نزعة القوة في المجتمع الاسرائيلي ليست وليدة الامس فهي ترجع الى زوايا الماضي المعتمة قبل تجسيد الفكرة الصهيونية”.
وتترجم دولة الاحتلال هذه الثقافة على الارض الفلسطينية عبر جملة من الخطط الحربية، وعبر سلسلة متصلة لا حصر لها من المحارق المفتوحة…! . فان كنا اليوم امام حملة”السيوف الحديدية” وقبلها”الرصاص المصهور- المسكوب” التي تحولت الى محرقة حقيقية لاطفال ونساء ومسني غزة، فقد سبقها على مدى السنوات القليلة الماضية خطط حربية عديدة حملت اسماء مختلفة ولكنها كلها مستوحاة من ذلك الفكر العنصري المتطرق ومن تلك الثقافة الارهابية ..!.
لقد تدحرجت خططهم الارهابية تباعا بلا توقف.. فبدأت بخطة “حقل الاشواك” المبيتة منذ ايام نتنياهو.. لتتبعها الخطة الجهنمية / الجحيمية فالخطة المتدحرجة.. ثم “الخطة الكبرى للجيش الاسرائيلي” ف “الخطة الكبرى حقا”.. ثم تدحرجت الى “خطة الجنرال داغان” التي اشير الى انها الرئيسية التي تبناها شارون في سياسة الاغتيالات الارهابية..! ثم جاءت”حملة السور الواقي – 1 /عام 2002 “، ثم اطلقوا عليها لاحقا بعد فشل الاولى :”حملة السور الواقي – 2 –” التي حملت معها لاهلنا الصامدين هناك مجازر دموية تدميرية مفتوحة بلا سقف وبلا حدود.. وبلا اخلاق.. وبلا روادع.. وعلى مرأى من العالم كله.. ودون ان يتداعى المجتمع الدولي ودون ان يرف لاحد جفن..!، ثم فرخت جملة الخطط الفاشلة (رغم الدمار والقتل الذي خلفته وراءها) “خطة كبار الجنرالات”.. ثم “سيناريوهات الحرب مع الفلسطينيين التي شارك في وضعها جنرالات هيئة الحرب الاسرائيلية ثم انتقل جيش الاحتلال الى “خطة الطريق الصارم” وبعدها الى خطة “حملة الموت البطيء في جنين”.. ثم انتقل ذلك الجيش الى “حملة العلاج الجذري في رفح وبيت حانون وبيت لاهيا”… تلك الحملة الطويلة المثقلة بالتضحيات الفلسطينية المتصلة منذ الاسبوع الاول من تشرين اول 2003. ثم انطلقوا في اعقاب عملية “الوهم المتبدد” بحملات حربية لا حصر لها وحملت من الاسماء الحربية ما لايخطر بالبال و التي توجت ب”امطار الصيف” ..ثم ب “غيوم الخريف”…واي غيوم صهيونية حمراء هذه…!، وكانوا اطلقوا على بعض حملاتهم المجازرية ايضا اسماء مثل “فوق اعناق الورود الحمراء” ..تصوروا…!، وكذلك “ايام الندم” ، ويقصدون في الصميم وفي التطبيق الاجرامي على الارض حصد اكبر كم من الارواح الفلسطينية وقطف اكبر عدد من رؤوس الاطفال والنساء والشيوخ والمقاتلين على حد سواء.
اذن – تراث هائل من الفكر الارهابي الاجرامي/ الدموي الصهيوني يقف وراء الخطط والحملات والاجتياحات الحربية الدموية الابادية المنفلتة التي يمكن القول وبالمعلومة الموثقة انها كلها تسميات حربية مستوحاة من صميم فكرهم التوراتي والسياسي الذي يعتمد السيف فقط في التعاطي مع “العماليق” العرب. وعقول جنرالاتهم ومفكريهم وباحثيهم الاستراتيجيين تتفتق دائما عن ابداعات جهنمية شيطانية ارهابية جديدة لتبلغ ذروتها في الحملة الحربية –المحرقة- الجارية في غزة الصامدة الصابرة المثابرة على نحو اسطوري، هذه الحملة التي اطلقوا عليها”السيوف الحديدية”.
ولذلك نتساءل في الخلاصة المفيدة باندهاش كبير : في ضوء هذه الخلفيات –الادبيات الابادية المجازرية الصهيونية المتوجة في هذه الايام بمحرقة غزة: لماذا يلتزم العرب الصمت والفرجة على حروب “السور الواقي ” و “اول الغيث”و”امطار الصيف” و”الشتاء الساخن” و”تقطيع الاوصال ” و”الرصاص المصهور”في فلسطين..؟!!.