نواف الزرو: في الرد على مزاعم الباحثة الاسرائيلية عيديت بار: علماء آثار يهود ينسفون مزاعم التوراة والاساطير المزيفة؟!

نواف الزرو 2-5-2025م: في الرد على مزاعم الباحثة الاسرائيلية عيديت بار: علماء آثار يهود ينسفون مزاعم التوراة والاساطير المزيفة؟!
علق رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس على مقطع فيديو مثير للجدل للباحثة الإسرائيلية عيديت بار حول القضية الفلسطينية، وقال ساويرس عبر حسابه على منصة “إكس”: “أرجو من المؤرخين العرب المرموقين إعداد رد موثق.. القاهرة ـ وكالات: 2025/6/26″.
يأتي هذا التعليق ردا على الفيديو الذي نشرته الباحثة الإسرائيلية التي قدمت فيه رواية مثيرة للجدل حول التاريخ الفلسطيني، وقالت بار في مقطعها: “يقولون لكم من وأنتم صغار أن اليهود سرقوا أرضنا، اليهود احتلوا فلسطين، طيب خليني أفهم بس كيف ممكن تسرق أرض من حدا ما كانش عنده دولة أصلاً.. دولة فلسطينية…؟ بأي سنة…؟ أعطوني سنة واحدة بس، مين كان رئيسها…؟ شو اسم العملة…؟ شو كان لون الجواز؟…”. وأضافت بار في محاولة لتفنيد الرواية الفلسطينية: “الحقائق الي بتوجع، فلسطين، فلسطين كانت اسم إداري بريطاني مؤقت، مش دولة ومش عربية ومش كيان مستقل وكان فيها يهود دائما من أيام الرومان مرورا بالاستعمار التركي لحد الانجليز رغم التضييق ورغم الطرد ورغم المذابح، اليهود ضلوا موجودين مش ضيوف سكان أصليين بدكم الحق ولا ابن عمه؟..”
وأثارت هذه التصريحات جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انقسم المعلقون بين مؤيد لرأي بار ومعارض له، فيما يبدو أن النقاش حول الرواية التاريخية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيستمر في إثارة الجدل في الفترة المقبلة.
نعتقد ان هذه الرواية الصهيونية الرائجة على نطاق واسع اليوم على مستوى الغرب تحتاج بالتاكيد الى رد ونقد علمي موضوعي موثق ينفي أصلا قيام اي كيان يهودي في فلسطين عبر التاريخ، وربما تكون الشهادات التي اطلقها عدد من كبار العلماء والباحثين اليهود المناقضة لرواية بار، أفضل وأقوى الشهادات في هذا الصدد.
وفي هذا السياق، كان عالم الآثار الإسرائيلي الشهير” إسرائيل فلنكشتاين” من جامعة تل أبيب والذي يعرف بابي الآثار قد أطل علينا ، ليفجر قنبلة جديدة في وجه التوراتيين الصهاينة وحكام “اسرائيل” بنفيه وجود أي صلة لليهود بالقدس، اذ اكد في تقرير نشرته مجلة جيروساليم ريبورت الإسرائيلية- 5-8-2011-“أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بين نون على كنعان”، مفككا بذلك وسيلة وزعما من اخطر الوسائل والمزاعم التي تلجأ اليها الدولة الصهيونية لترويج روايتها حول “يهودية المدينة المقدسة”، وهي تلك المتعلقة بثلاثية الاساطير المؤسسة للدولة الصهيونية وهي”ارض الميعاد”، و”شعب الله المختار”و”الحق التاريخي لليهود في القدس وفلسطين”، هذه الاساطير التي اعتمد اليهود الصهاينة عليها في كل ادعاءاتهم حول حقهم في فلسطين، كما ورد من وجهة نظرهم في التوراة التي اثبت الكثيرون من الباحثين العرب والأجانب، وحتى بعض اليهود في العقود الأربعة الماضية، وبعد الاكتشافات الأثرية الجديدة في تل العمارنة وما كشفته الحفريات الأثرية في القدس وبعض المناطق الفسطينية الأخرى، اثبت هؤلاء بأن التوراة كتاب ادبي قصصي مبني على الأساطير والخرافات في معظمه وليس كتاب تاريخ يمكن الاستناد اليه كمرجع للاصول التاريخية والأثنية للشعوب والأمم (بعض الكتاب مثل توماس ثومبسون، مايكل برايور، كيث ويتلام، فراس السواح وغيرهم).
ولكن بالرغم من كل هذه المعلومات الاركيولوجية والعلمية فإن وسائل الاعلام الصهيونية والغربية لا تزال تردد الأكاذيب التي يروج لها الصهاينة بمناسبة مرور ثلاثة آلاف عام واكثر على قيام مملكة داود في القدس، والتي قاطع احتفالاتها كثير من العلماء والباحثين والمؤسسات والدول مما يدل على امكانية العمل الجاد المتواصل لدحض هذه الادعاءات، ما يستدعي فتح الملف المقدسي مجددا وعلى اوسع نطاق …
*معطيات المشهد المقدسي
لعل من ابرز المفارقات العجيبة الغريبة التي تهيمن على المشهد الفلسطيني ما يتعلق منها بوضع المدينة المقدسة التي تحظى دون غيرها –نظريا واعلاميا وسياسيا ودينيا وروحيا- بالاجماع العربي / الاسلامي على نحو خاص بانها جوهرة وسرة الامتين وعاصمتهما الدينية، فضلا عن كونها عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة.
فهذه المدينة المقدسة المحتلة الرازحة تحت انياب بلدوزر التجريف والتهويد المسعور تواجه بعد اكثر من سبعة وخمسين عاما على احتلالها تحديات استراتيجية تهدد بضياعها .
المنطق والعدل والقوانين الدولية كلها تجيز لنا استخدام كافة الوسائل والامكانات المتاحة من اجل تحريرها ، وتحظر في الوقت نفسه على دولة الاحتلال اجراء اي تغييرات ديموغرافية اوسياسية او سيادية على المدينة…!
ولكن : ماذا تقول التقارير والوثائق والمعطيات والاحداث الجارية على ارض القدس اذن..؟!
تبين لنا معطيات المشهد المقدسي ان الذي يستثمر الزمن ويعمل على تغيير المعطيات ويبني حقائق الامر الواقع الاحتلال الاسرائيلي، الذي لا يكل ولا يمل عن مواصلة العمل البلدوزري من اجل ما ان يطلق عليه:”اختراع اسرائيل” و” اختراع قدس يهودية”…!
والواضح ان”اسرائيل” تستثمر “سكرة العرب وتفككهم وعجزهم المطلق عن العمل الحقيقي” كما تستثمر رضوخهم ل”خيار ومؤتمرات السلام والتطبيع” من اجل احكام القبضة الاسرائيلية على المشهد المقدسي برمته الى الابد…!
العناوين التي تتحدث عن ذلك واسعة متكاثرة يوما عن يوم، الى ان وصلت الى ذروة من التصعيد مرعبة، فان كنا تحدثنا عادة عن ان” الاحتلال يختطف المدينة المقدسة”، و”إسرائيل تعيد رسم القدس من جديد وتعمل على بناء مشهد استعماري جديد على انقاض المشهد العربي الاسلامي-المسيحي”، و”الاحتلال الصهيوني يشن حربا شاملة لاخراج القدس من كل الحسابات العربية والاسلامية”، و”المدينة المقدسة المحتلة الرازحة تحت انياب بلدوزر التجريف والتهويد المسعور تواجه في هذه الايام تحديات استراتيجية تهدد بضياعها”، وعن”ان المدينة المقدسة باتت بين افكاك العزل والتفريغ والتهويد والجدران العنصرية، و”أحزمة واطواق الاستيطان والتهويد تجتاح البلدة القديمة”، و”والجدران الجيوديموغرافية تحاصر القدس الكبرى”، و”الاحتلال يحاصر الاقصى ويقترف مذبحة حضارية في المدينة المقدسة”، و”الهجوم الاسرائيلي على القدس والمقدسات يرتدي طابعا تزييفيا تفريغيا تهويديا شاملا” ، وعن “ان الاحتلال يشن اوسع هجوم تهويدي جارف على القدس والمقدسات بغية اقتناص اللحظة الفلسطينية والعربية الراهنة وصولا الى اخراج القدس من كل الحسابات”وعن “خطة احتلالية شيطانية تهدف الى احكام السيطرة والهيمنة الالاسرائيلية على المدينة المقدسة الى ابد الآبدين”، وعن ان “الحفريات تحت أساسات الأقصى تهدد بنسفه تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم”، وان كنا نتحدث ايضا عن “منطلقات وأدبيات أيديولوجية وعقلية عنصرية تدميرية يهودية وراء مخططات هدم الأقصى”، وعن ان “نحو 30 تنظيماً إرهابياً يهودياً يتسابقون على اقتراف الانتهاكات والجرائم ضد القدس ومقدساتها وأهلها”، وعن “اخطر وثيقة صهيونية تقول: مشروع التهويد الكبير قد بدأ، وبناء الهيكل ما هو إلا جزء من مشروع يشمل البلدة القديمة بأكملها”، وعن”ان دولة الاحتلال تنشىء”ديمونا نووي” تحت الاقصى والتهويد يزحف للبلدة القديمة المقدسة”، وعن”الحوض المقدس” المخطط الصهيوني الاشد خطورة على المسجد الاقصى والمدينة المقدسة “.
نقول ان كنا تحدثنا ونتحدث عن كل تلك العناوين المشار اليها اعلاه، فان التطورات التي تلاحقت على مدى السنوات الماضية وصولا الى منتصف عام/2025 ، اخذت تحمل عناوين وتصريحات ونصوصا دينية توراتية، تؤشر الى ان الاحتلال اخذ يعمل بمنتى الوضوح على “اختراع قدس يهودية” وعلى “انشاء مملكة توراتية فيها”…!.
* ليس كلاما اعلاميا
اذن، العناوين المتعلقة بالمشهد المقدسي تفاصيلها كثيرة كثيرة، ربما تحتاج الى مجلد موسوعي كبير للاحاطة بها، فما تتعرض له المدينة المقدسة، والذي ربما يكون الاخطر منذ احتلالها عام/1967، وهذا ليس كلاما اعلاميا او للاستهلاك العام، فحملات الاخلاء والاجلاء والتهويد التي تشنها دولة الاحتلال في المدينة حقيقية وخطيرة ومتلاحقة وفي اطار مخطط مبيت مع سبق الاصرار، ترمي تلك الدولة من ورائه الى احكام سيطرتها الاستراتيجية على المدينة المقدسة، واخراجها من كافة الحسابات الفلسطينية والعربية والاسلامية والدولية ، وذلك عبر اقامة ما يطلقون عليه”حقائق الامر الواقع على الارض” التي لا يمكن من وجهة نظهم اقتلاعها في ظل اي ظرف تسووي او غيره مستقبلا…!.
والاجراءات والخطوات الاحتلالية الهجومية على القدس واهلها واسعة متصلة لاحصر لها، بل ان المشهد المقدسي بات يطفح بها لدرجة انه لو كانت وكنا في زمن عربي ودولي آخر لاهتزت العواصم من وقع المظاهرات والاحتجاجات على ما يجري، بل يمكن القول ابعد من ذلك، لاعلنت حروب مفتوحة على الاحتلال حتى تحرير المدينة المقدسة….!.
وعمليا على الارض المقدسية تتحرك وتعمل كل الحكومات والوزارات والاجهزة والدوائر والادوات والجمعيات الوزارية والبلدية والامنية والجمعيات الاستيطانية وخاصة “عطيرة كوهنيم ” و”عطراة ليوشناة” بالتعاون والتكامل فيما بينها من اجل احكام القبضة اليهودية – التهويدية الاحتلالية الكاملة على المدينة المقدسة ببلدتها القديمة داخل اسوارها التاريخية، وبمدينتها الجديدة خارج تلك الاسوار.
فالقدس اصبحت مسوّرة محاصرة بجملة من الاحزمة الاستيطانية الخانقة يصل عددها الى عشرة احزمة تبدأ من داخل اسوار البلدة القديمة لتمتد وتتمدد لتصل الى حدود مشروع “القدس الكبرى” التهويدي، الذي يلتهم وفقا لمصادر فلسطينية عديدة مساحات واسعة من اراضي الضفة المحتلة تصل من 15 – 25% من مجمل مساحة الضفة.
*مشروع تهويد “الحوض المقدّس”:
وعن مشروع تهويد “الحوض المقدس”وهي المنطقة التي يزعمون وجود آثار للهيكل فيها، قالت مؤسسة الاقصى:”في تسعينيّات القرن الماضي، طرحت بلديّة الاحتلال في القدس مشروع تهويد المنطقة التي يُسمّيها الاحتلال “الحوض المقدّس”، وهي تشمل البلدة القديمة بكاملها وأجزاءً واسعة من الأحياء والضواحي المحيطة بها، حيّ الشيخ جراح ووداي الجوز في الشمال، ضاحية الطور في الشرق، وضاحية سلوان في الجنوب، ويتضمّن مشروع التهويد هذا:
أ. إنشاء مدينةٍ أثريّة مطابقةٍ للوصف التوراتيّ “لأورشليم المقدّسة” أسفل المسجد الأقصى وفي ضاحية سلوان وأجزاءٍ من الحيّ الإسلاميّ في البلدة القديمة، وربط هذه المدينة بمجموعةٍ من الحدائق والمنتزهات والمتاحف والمواقع الأثريّة المقامة فوق الأرض في محيط البلدة القديمة، وخصوصاً في جنوبها حيث ضاحية سلوان وفي شرقها حيث جبل الزيتون وضاحية الطور.
ب. إحلال السكّان اليهود مكان سكّان المنطقة العرب الفلسطينيّين، بدءً من المدينة القديمة ووصولاً إلى أحياء وادي الجوز والشيخ جراح والطور وسلوان وراس العمود.
ولهذا المشروع أهدافٌ متعدّدة على مختلف الصعد الثقافيّة والسياسيّة والديمغرافيّة والدينيّة-اعلاه- ،
وحتى اليوم قطع المحتلّ بالفعل شوطاً كبيراً في مشروعه هذا ومن أبرز ما تحقّق منه:
إنهاء عدد كبير من المزارات الأثريّة تحت المسجد الأقصى وضاحية سلوان جنوب المسجد ، وفتحها أمام الزوّار من اليهود والسائحين.
إنهاء القسم الأكبر من “مدينة داوود” الأثريّة الموجودة اليوم فوق الأرض في حيّ وادي الحلوة في ضاحية سلوان وافتتاحها أمام الزوار من اليهود والسواح.
إقامة بؤر استيطانيّة في الأحياء العربية الفلسطينيّة المحيطة بالمسجد الأقصى، خصوصاً في الحيّ الإسلاميّ في البلدة القديمة وفي ضاحية سلوان وحيّ الشيخ جرّاح.
عزل الأحياء الفلسطينيّة المحيطة بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى عن بقيّة القدس من خلال الجدار الفاصل، والحواجز، ومنع سكّان هذه الأحياء من استخدام عددٍ كبير من الطرق والشوارع الرئيسة “لدواعٍ أمنيّة”.
اذن- بالتأكيد أيضاً.. ان الذي يجري هناك على أرض قدسنا ومقدساتنا مخطط ومبيت مع سبق الاصرار، ويهدف إلى تهويد المدينة وضمها وابتلاعها بالكامل وإلغاء وجود وهوية الاخر العربي الاسلامي والمسيحي فيها ، وذلك استناداً حسب مزاعهم إلى حقائق تاريخية ودينية .
* فنكلشتاين يفكك الاساطير الصهيونية
فاذا كانت فلسطين اذن من وجهة نظرهم هي ” أرض الميعاد ” واليهود ” شعب الله المختار ” ، فان القدس في ادبياتهم كما يزعمون ” مركز تلك الأرض ” وهي “مدينة وعاصمة الآباء والاجداد “، وهي ” مدينة يهودية بالكامل”، وذلك على الرغم من ان ابرز وأشهر علماء الآثار الإسرائيليين ليس فقط لم يكتشفوا، بل نفوا ان يكون الهيكل الثالث قد بني وهدم في موقع تحت الأقصى أو قريباً منه.
فهاهو عالم الآثار الإسرائيلي الشهير” إسرائيل فلنكشتاين” من جامعة تل أبيب والذي يعرف بابي الآثار،
يطل علينا مرة اخرى ليفجر قنبلة جديدة في وجه التوراتيين الصهاينة وحكام “اسرائيل” بنفيه وجود أي صلة لليهود بالقدس، اذ اكد في تقرير نشرته مجلة جيروساليم ريبورت الإسرائيلية- 5-8-2011-“أن علماء الآثار اليهود لم يعثروا على شواهد تاريخية أو أثرية تدعم بعض القصص الواردة في التوراة بما في ذلك قصص الخروج والتيه في سيناء وانتصار يوشع بين نون على كنعان، وقال فلنكشتاين “لقد تطور الإسرائيليون القدماء من الحضارة الكنعانية في العصر البرونزي المتأخر في المنطقة، ولم يكن هناك أي غزو عسكري قاس، وأكثر من ذلك حيث يشكك في قصة داوود الشخصية التوراتية الأكثر ارتباطاً بالقدس حسب معتقدات اليهود، ويقول أنه لا يوجد أساس أو شاهد اثبات تاريخي على وجود هذا الملك المحارب الذي اتخذ القدس عاصمة له والذي سيأتي احد من صلبه للإشراف على بناء الهيكل الثالث”، مؤكداً “أن شخصية داوود كزعيم يحظى بتكريم كبير لأنه وحد مملكتي يهودا وإسرائيل هو مجرد وهم وخيال لم يكن لها وجود حقيقي”. كما يؤكد فلنكشتاين “أن وجود باني الهيكل وهو سليمان ابن داوود مشكوك فيه أيضاً، حيث تقول التوراة أنه حكم امبراطورية تمتد من مصر حتى نهر الفرات رغم عدم وجود أي شاهد أثري على أن هذه المملكة المتحدة المترامية الأطراف قد وجدت بالفعل في يوم من الايام وإن كان لهذه الممالك وجود فعلي فقد كانت مجرد قبائل وكانت معاركها مجرد حروب قبلية صغيرة وبالتالي فإن قدس داوود لم تكن أكثر من قرية فقيرة بائسة” ، أما فيما يتعلق بهيكل سليمان فلايوجد أي شاهد أثري يدل على أنه كان موجوداً بالفعل.
وكان فنكلشتاين ادلى بواحدة من اهم الشهادات الموثقة المتعلقة بالصراع المحتدم حول “هوية القدس “:
اذ شكك في اسطورتي الملك داود وسليمان الحكيم موردا قراءة جديدة لهما على ضوء ابحاث علمية مفادها “ان داود كان ربما مجرد قاطع طريق وسليمان كان حاكما على القدس في زمن لم يكن عدد سكانها يتعدى بضعة آلاف –عن أ.ف.ب/2006/4/11 “.
وقال لصحيفة معاريف العبرية ايضا:”آسف لا يوجد ادلة اثرية على هذه الحكاية الهامة و الجميلة”، اى حكاية خروج شعب اليهود العبيد من ارض مصر الى ارض الكنعانين”. مضيفا:” انه خلال عشرات السنوات من البحث الاثري العلمي لم يتم اكتشاف اية براهين اثرية لحكاية الخروج من مصر، رغم حراثة سيناء كلها ودلتا النيل طولاً وعمقاً… ليس هناك اية براهين على ان الاسرائيليين القدامى مّروا من هنا”. مردفا:”ليست هناك ادلة على وجود تجمع سكاني عبري اياً كان استوطن فيه يعقوب وابناؤه او غيرهم من الاسرائيليين الاخرين في مصر نفسها في القرن الثالث عشر قبل الميلاد الذي يعتبر فترة حدوث المجريات المفترضة في الحكاية”.
*علماء اسرائيليون ينضمون لفنكلشتاين
وقد انضم عدد من كبار علماء الآثار الاسرائيليين الى فنكلشتاين مؤيدين نظيته ، فمن جانبه قال رافاييل جرينبرج -وهو محاضر بجامعة تل أبيب -إنه “كان من المفترض ان تجد “إسرائيل” شيئا حال واصلت الحفر غير أن الإسرائيليين في مدينة داود بحي سلوان بالقدس يقومون بالحفر دون توقف منذ عامين ولم يعثروا على شيء.
واتفق البروفيسور “يوني مزراحي” – وهو عالم آثار مستقل عمل سابقا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية – مع رأى فنكلشتاين، وقال إن “جمعية إلعاد لم تعثر حتى على لافتة مكتوب عليها “مرحبا بكم في قصر داود”برغم أن الموقف كان محسوما لديهم في ذلك الشأن كما لو أنهم يعتمدون على نصوص مقدسة لإرشادهم في عملهم .
وفي الإطار نفسه يرى خبراء إسرائيليون أن الهدف الرئيس من وراء أنشطة الحفريات هو دفع الفلسطينيين للخروج من المدينة المقدسة وتوسيع المستوطنات اليهودية فيها.
وأكد رافاييل جرينبرج أن ما تقوم به إسرائيل من استخدام لعلم الآثار بشكل مخل يهدف إلى طرد الفلسطينيين الذين يعيشون في سلوان وتحويله إلى مكان يهودي.
ومن جانبه قال إريك مايرز أستاذ الدراسات اليهودية وعلم الآثار في جامعة “دوك” الاميركية إن ما تقوم به جمعية “إيلعاد” يعد نوعا من السرقة.
ويذكر أن الحكومة الإسرائيلية بدأت منذ نحو عشرين عاما سرا وبقوة توسيع وتدعيم سيطرة المستوطنين على سلوان ومحيط البلدة القديمة التاريخية التي احتلتها إسرائيل في حرب يونيو 1967 وضمتها فيما بعد في
وكان علماء آثار يهود اكدوا بدورهم في مطلع عام/2010 بأنه لا يوجد أثر يهودي واحد في القدس رغم السنوات التي قضتها السلطات الإسرائيلية في البحث عن آثار يهودية في المدينة المحتلة من خلال عمليات الحفر في جنبات المدينة لإثبات يهوديتها.
وفي اجتماع لعلماء الاثار عقد في سان فرنسيسكو في نهاية 1997 قال البروفيسور اوسيكثين من جامعة تل ابيب الذي شارك قبل قبل ذلك بنحو 46 عاماً في كشف احد قصور الملك سليمان انه غّير رأيه وهو اليوم يتفق مع تفسير فنكلشتاين ويقول ” يصعب على نفسيتي الرومانسية العاطفية ان تعترف بذلك وأمل ان يغفر لي سليمان”.
كما ظهرت ادانة اخرى من فم اسرائيل وهو عالم الاثار الاقليمي “جدعون افني” بعد اجراء عمليات تنقيب واسعة في حي سلوان في القدس الشرقية ادت الى اكتشاف نظام معقد لنقل المياه يعود تاريخه الى 1800 سنة قبل الميلاد أي الى 800 سنة قبل الاجتياح الذي تنسبه التوراة حتى الآن بأن العبرانيين هم الذين طوروا المدينة واقاموا نظام جر المياه.وقد اتضح ان نظام جر المياه هو احد الاشياء الاكثر تعقيداً وحماية في الشرق الاوسط. وقال عالم الاثار” افني” “ان اكتشاف بقايا برجين حجريين استخدما لتدعيم شبكة المياه وقطع فخاريه عدت في تقارير عن الشبكة وربطها بالعهد الكنعاني من خلال الحقبة البرونزية الوسيطة.وقال ان ذلك يغير كل ما نعرفه عن مدينة داود فالملك داود لم يبن مدينة جديدة.
كما قال عالم آثار آخر “ردفريك” “اسف ولكن السيد داود و السيد سليمان لم يظهرا في هذه الصورة “.
وهكذا …بداية الغيث قطرة من افواههم وبشهاداتهم واعترافاتهم ايضا وهذه الشهادات والاعترافات تنطوي على اهمية علمية ووثائقية وتاريخية وقانونية واخلاقية بالغة الاهمية ولسوف تكشف الايام والتاريخ زيف تاريخ اليهود وزيف ادعاءاتهم.
أكذوبة هيكل سليمان.. والحملات الصهيونية لتهويد القدس
فالقدس وفقا حتى لشهادات علمائهم اعلاه، مدينة عربية مقولة يقرها التاريخ ويعلمها كل يهود العالم، وعلى الرغم من ذلك تسعى وسائل الإعلام الإسرائيلية لشن هجمات مسعورة للنيل من عروبة هذه المدينة، لكي ترسخ بأذهان العالم كله كذبا وتدليسا أن دولة يهودية كانت بالقدس منذ قرابة 3000 عام وبداخلها هيكل سليمان، لكن الإمبراطورية الرومانية دمرتها عن آخرها، وأن العرب استغلوا الفرصة وجاءوا إلى القدس وأسسوا مدينتهم الكائنة حاليا بمسجدها الأقصى الذي بني على انقاض معبد سليمان، ومن ثم يحق لليهود أن يستعيدوا ما سلب منهم بتهويد القدس وإعادة بناء الهيكل مكان المسجد الأقصى، وهذا ما حدا ببعض الجماعات اليهودية المتطرفة المدعومة رسميا إلى السعي وراء تحقيق الهدف رغبة في القضاء على أحد رموز الوحدة الإسلامية والاستيلاء على مدينة عريقة في تاريخ الاسلام، وبالفعل تجلت هذه المخططات المتطرفة في إعلان بدء بناء الهيكل على مقربة أمتار من بهو المسجد الأقصى انتظارا لرد الفعل الإسلامي، ثم السعي في استكمال المخطط.
أمور تخالف الحقائق: هكذا كتب أحد أهم أساتذة الآثار في جامعة تل أبيب د. زئيف هيرتزوج في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية قائلا: إنه بعد سبعين عاما من البحث والحفريات المكثفة في إسرائيل توصل العلماء لنتيجة تؤكد أن حكايات الآباء مجرد أساطير ولا يوجد شيء على الإطلاق، وعلى الرغم من ذلك يصر اليهود على تكملة المسيرة ربما لما وجدوه من ردود أفعال ضعيفة صادرة عن بلدان العالم الإسلامي، فوجدوا أن السعي لإدراك الهدف الاستعماري الذي حدده رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بن جوريون عندما قال قولته المشهورة: لا معنى لإسرائيل من دون القدس ولا معنى للقدس من دون الهيكل. وحول تفاصيل المخططات الصهيونية للنيل من عروبة القدس، وكذب ما يعتمدون عليه من أساطير، تبحث «وكالة الصحافة العربية« مع المتخصصين في تاريخ مدينة القدس هذه المزاعم، وما يجب على البلاد الإسلامية أن تفعل لوقف هذه المخططات، التي تهدد القدس العتيقة وما تحويه من مقدسات إسلامية ومسيحية.
الى كل ذلك فقد كشفت صحيفة هآرتس العبرية الأربعاء 22 نوفمبر 2017″أن غالبية الوثائق والمخطوطات حول البحر الميت، والتي بيعت في الولايات المتحدة الأمريكية، كانت مبنية على حقائق مزيفة”.وأوضحت الصحيفة، أن 70% من المخطوطات تبين لاحقاً أنها مزيفة، وهذا ينسف المسوغات الدينية والتاريخية المتهاوية أصلاً التي استندت إليها الصهيونية في تسويغ مشروعها موضحة أن 50% من هذه المخطوطات ضمت أجزاء من التوراة والتلمود المعتمدان لدى اليهود حالياً. ومخطوطات البحر الميت تضم ما يزيد على 850 قطعة مخطوطة بعضها “مما سمي لاحقا الكتاب المقدس وبعضها من كتب لم تكن تعرف أو كانت مفقودة”.
* الطبيعة الصهيونية على حقيقتها ..
ولكن الاسرائيليون-ورغم كم الوثائق والشهادات- وكما هي طبيعتهم يواصلون باصرار احتلالي صهيوني محاولة تزوير وتزييف التاريخ والحقائق ، ويواصلون الادعاء بلا توقف بـ” ان القدس – اورشليم – لهم ، وانها عاصمتهم الموحدة إلى الأبد ” .
ولذلك أيضاً ليس عبثاً ان يسارعوا إلى الحديث دائما عن :
-” عمق العلاقة والارتباط النفسي الشامل للشعب اليهودي بالقدس “
و” ان هذه المدينة تم توحيدها ولن تقسم مره أخرى ، ولن تخرج عن السيادة الإسرائيلية ثانية ” ..
وعن ” ان القدس الموحدة كانت وستبقى قلب الشعب اليهودي وعاصمته إلى أبد الابدين “.
نحتاج عربيا الى العمل والعمل الدؤوب المتواصل علميا وسياسيا واعلاميا وقانونيا على مختلف المستويات الدولية من اجل تهديم الاساطير الصهيونية المزيفة المتعلقة بيهودية المدينة المقدسة وفلسطين…؟!!
الى ذلك، يجب أن تكون القدس حقاً على قمة الاجندات الفلسطينية والعربية والاسلامية، ويجب أن يفتح الفلسطينيون والعرب والمسلمون معركتها على كافة الصعد والمستويات، وأن يوظفوا في خدمتها كافة الأسلحة والوسائل المتاحة فلسطينياً / عربياً / إسلامياً / مسيحياً / دولياً .
وخلاصة الخلاصة هنا انه على قدر عطائنا فلسطينيا وعربيا/اسلاميا على مختلف الصعد والمستويات على قدر ما نحقق من تقدم على طريق انقاذ وتخليص القدس.
فالقدس وفلسطين لنا… عربية /اسلامية الهوية والسيادة والمستقبل… وعلى امتنا وحكوماتنا ان تكون عند مسؤولياتها التاريخية .