أقلام وأراء

نواف الزرو: فلسطين تحتاج الى قرارات عربية وأممية بأنياب حقيقية ملزمة ونافذة ورادعة

نواف الزرو ٢٠-٥-٢٠٢٤: فلسطين تحتاج الى قرارات عربية وأممية بأنياب حقيقية ملزمة ونافذة ورادعة

تطور كبير و مهم وحدث تاريخي كبير ان تتجرأ الجنايات الدولية على المطالبة باعتقال اكبر واخطر مجرمي حرب على وجه الكرة الارضية وهما نتنياهو وغالانت برغم التهديدات الامريكية الكبيرة بالعقاب الكبير والويل والثبور إن هي تجرأت على اتخذ هكذا قرار بحق”اسرائيل”، ومع انها ساوت هنا ما بين المجرمين الصهاينة والمظلومين الفلسطينيين الذين يدافعون عن وطنهم وشعبهم إلا اننا نقول: ان هذا القرار الصادر عن الجنايات الدولية في غاية الاهمية التاريخية والقانونية والاخلاقية، إلا انه يحتاج الى انياب دولية حقيقية لتنفيذه، فمن أين يا ترى تأتي تلك الانياب والفيتو البلطجي الامريكي بالمرصاد…؟!

الجوهر والاساس والاهم في كافة القرارات الأممية المتعلقة بحقوق الشعوب في مواجهة الاحتلالات والاعتداءات الخارجية عليها وعلى اوطانها، ان تكون قرارات ملزمة ونافذة ورادعة، وان تنطوي على اجراءات وعقوبات ضد الدول المعتدية..!، وحسب المشهد الاممي وارشيف القرارات الدولية المتعلقة بالشعب العربي الفلسطيني وحقوقه المغتصبة، فإن هناك اليوم اكثر من 850 قرارا دوليا صادرا عن الامم المتحدة ومؤسساتها ولجانها المختلفة.. كلها تقر الحقوق الفلسطينية التاريخية في فلسطين.. وتندد بالاحتلال الاسرائىلي وجرائمه المتعددة.. وتطالبه بالتوقف عن انتهاكاته المستمرة، غير ان كل هذه القرارات الملزمة منها وغير الملزمة اصبحت متراكمة مغبرة على رفوف المنظمة الدولية، بعد ان رفضتها الدولة العبرية وضربت بها عرض الحائط، او بعد ان استخدمت الولايات المتحدة “فيتو” الظلم والعربدة والطغيان ضدها.

لا نقلل هنا بلا شك من القيمة والدلالات الاخلاقية والقانونية والمعنوية لقرار الجنائية الدولية ولا للقرارات الدولية المناصرة للحق العربي الفلسطيني في مواجهة “اخطر دولة على الامن والسلام العالمي”.. ولا نقلل كذلك من دلالات احالة قضية الإبادة الى العدل الدولية(التي لم تنجح حتى الآن باتخاذ قرار فوري بوقف الإبادة ضد النساء والاطفال في غزة) غير ان السؤال الكبير والجوهري والاستراتيجي الذي يفرض نفسه: وبعدين.. هل من شأن أي قرار قد يصدر عنها في نهاية المطاف ان يجبر “اسرائيل” المارقة على وقف حروبها الإبادية ضد الفلسطينيين..؟!
ونقول: طالما ان القرارات الدولية كلها بلا اسنان وغير قابلة للنفاذ ضمن المعادلات الدولية الراهنة، فلماذا لا يكون لدينا نحن العرب انيابنا الخاصة للدفاع عن امننا القومي وعن اوطاننا وحقوقنا..؟!
تتطلع الشعوب العربية الى مشهد عربي آخر مختلف سوي قوي فاعل رادع..يحتاج إلى أن يقرر العرب امة ودولا وشعوبا ان يغيروا ما بانفسهم، وان تكون لهم انياب حقيقية على المستوى الدولي، فعرب بلا انياب حيقيقية لا يخيفون احدا، ولا يردعون عدوانا او ظلما…هكذا هي المعادلات الدولية….!؟

الامر ممكن ومساحته وادواته العربية واسعة وكثيرة اذا ما جد الجد لدى امتنا ودولنا وانظمتنا.. والمسألة في نهاية الامر مسألة ارادة عربية قومية سياسية تحررية.. أليس كذلك؟!!

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى