أقلام وأراء

نواف الزرو: عن تصفية “الاونروا” وحق العودة للاجئين

نواف الزرو 30-1-2025: عن تصفية “الاونروا” وحق العودة للاجئين

مع اغلاق وحظر وجود وعمل الاونروا-وكالة الغوث-اعتبارا من اليوم الخميس 2025/1/30 تصل الحملة الصهيونية -الامريكية- البريطانية ذروتها في سياق حرب الإبادة الصهيونية ضد الوجود والصمود الفلسطيني، ولا شك ان الوكالة لعبت على مدى العقود الماضية دورا كبيرا ومركزيا في صمود المخيمات الفلسطينية في كل مكان، وقد بدأت هذه الحملة باتهام الوكالة بالارهاب او ب”ان بعض موظفيها يتعاونون مع حماس”، وتم وقف الدعم المالي عنها من قبل نحو عشر دول، وهذه الحملة متجددة سبقتها حملات عديدة استهدفت انهاء عملها ايضا، فنتنياهو اعلن عدة مرات إنه “حان الوقت لتفكيك وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا”. وأعضاءً في الكونغرس الأميركي عملوا سابقا لحل “وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا”، على أن يتم معالجة قضايا اللاجئين الفلسطينيين بواسطة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين (UNHCR).، ورئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق نفتالي بينت كان هاجم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) واصفاً إياها بالمنظمة التي تدعم الإرهاب وتكرس “الوضع السيئ” لسكان قطاع غزة تحت “وطأة نظام حماس-وكالات- الجمعة 05 يناير 2018 01:30 ” على حدّ تعبيره، يضاف الى ذلك جملة لا حصر لها من التصريحات الاسرائيلية والامريكية وغيرها التي طالبت إن بشكل مباشر او غير مباشر بإنهاء دور الوكالة.

فما الحكاية اذن…؟!، ولماذ هذه الحملة الامريكية الصهيونية الابتزازية….!؟، ولماذ السعي لتصفية الاونزوا…؟! وتصفية قضية اللاجئين…؟!.

فحينما تكون الاونروا ويكون حق العودة في دائرة الاستهداف المشترك الامريكي الاسرائيلي، فذلك ليس عبثا او تأبطا، فاخطر الملفات التي خلفها عام النكبة واغتصاب فلسطين هوملف “اللاجئين وحق العودة”…!

فقضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة ” تشكل جوهر الصراع المستمر منذ نحو سبعين عاماً ”

و” اللاجئون هم جوهر ومضمون ومادة النكبة الفلسطينية “، و قضيتهم بالتالي هي قضية وطن وشعب وتاريخ وحضارة وتراث وحاضر ومستقبل ” .

ولان النكبة وقضية اللاجئين في العقل والوعي الفلسطيني تشكل جزءاً مركزياً من الشخصية الفلسطينية، وليس فقط من الذاكرة ، أي أن الفلسطيني المنكوب اللاجىء هو أيضاً السياسي والثقافي والاقتصادي، وحيث أن اللاجئ الفلسطيني هو أساس وجوهر ومادة النكبة المستمرة حتى اليوم، فإنه لا يمكن عملياً الفصل بين اللاجئ والنكبة المستمرة إلا بمعالجة وحل مشكلة النكبة ذاتها، ولان ذكرى النكبة غدت ثقافة تشمل كل ابناء الشعب الفلسطيني …وكرست ثقافة العودة والحق الراسخ بالعودة والتعويض..!

ولأن النكبة نحتت ابدية العلاقة بين الفلسطيني ووطنه وانسانيته ووجوده… “فالنكبة في الفلسطيني والفلسطيني في النكبة”.

لذلك كله:

نتابع كيف ترفض الخريطة السياسية الإسرائيلية من أقصى يمينها إلى أقصى يسارها – ومن الحاخام إلى ميرتس – ومن اصغر جندي إلى الجنرال – حق العودة للاجئين الفلسطينيين .

والموقف الاسرائيلي يتمادى ويتجاوز كل المواثيق والقوانين الدولية في قضية اللاجئين.

فمنذ البدايات الأولى لنشوء مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في أعقاب نكبة 1948 ، تبنت القيادات السياسية والأمنية الإسرائيلية سياسة ومنهجية واضحة راسخة وخطابا اعلاميا سافرا لم يتغير حتى يومنا:

– رفض حق العودة لللاجئين الفلسطينيين رفضاً مطلقاً ، والعمل على تصفية هذه القضية التي يجمع الإسرائيليون من الحائط إلى الحائط على أنها تهدد دولتهم استراتيجياً .

ان فلسطين تحتاج كما يحتاج “حق العودة لملايين اللاجئين” الى تحشيد كل الطاقات الفلسطينية والعربية والوفية المخلصة من اجل التصدي الى هذا الهجوم الامريكي- الاسرائيلي المحموم على “حق العودة” اخطر واهم الملفات الفلسطينية ..!

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى