أقلام وأراء

نواف الزرو: عن أضخم مشاريع الاستعمار الاستيطاني للسيطرة على سلاسل الجبال في الضفة الغربية

نواف الزرو 12-6-2025: عن أضخم مشاريع الاستعمار الاستيطاني للسيطرة على سلاسل الجبال في الضفة الغربية

ما يجري على امتداد مساحة الضفة الغربية من اجتياحات واقتحامات واعتقالات بالجملة ومن عربدات اجرامية من قبل مستعمري وجيش الاحتلال، ومن مشاريع استعمارية استيطانية ليس كلاما عابرا او مبالغا فيه، وانما ما يجري هناك ابعد واعمق واخطر مما يجري تداوله في وسائل الاعلام. وفي هذا السياق الاستعماري الاستيطاني، وفي هذال سياق التثعيدي الاستعماري، أعلن وزير البناء الإسرائيلي اسحق غولدكنوفيف، مساء الخميس23 مايو 2025،عن البدء في التخطيط لإقامة 13 مدينة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة خلال الـ25 عامًا المقبلة، وذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، وفق ترجمة وكالة “صفا”، أن القرار يشمل أيضًا التخطيط لإقامة 5 مناطق صناعية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الخطة تهدف لبناء 180 ألف وحدة استيطانية لزيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى مليون مع حلول عام 2050، وكانت وزارة الحرب الإسرائيلية أكدت ايضا أن الوزراء وافقوا على إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة، تشمل إقامة تجمعات سكنية جديدة وإضفاء الشرعية على عدد من البؤر الاستيطانية العشوائية.

ووصفت وزارة الدفاع الإسرائيلية، في بيان لها، تصويت الحكومة بأنه “قرار تاريخي”، مشيرة إلى أن هذه المستوطنات ستُعزز “السيطرة الاستراتيجية على جميع أنحاء يهودا والسامرة (الضفة الغربية)” وستمنع “قيام دولة فلسطينية”، بحسب ما ذكرت صحيفة “ذي تايمز أوف إسرائيل، وحول هذه القرارات اعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش إن “هذا يوم عظيم لحركة الاستيطان ويوم مهم لدولة إسرائيل”، مضيفاً: “الاستيطان في وطننا هو الدرع الواقي لدولة إسرائيل”، ومن جانبه، قال وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن هذه الخطوة “ستعزز قبضتنا على الأرض وتشكل رداً حاسماً على الإرهاب الفلسطيني”.

ومن جهة اخرى كشفت منظمة “كيرم نبوت” الإسرائيلية تفاصيل جديدة بخصوص الخطّة التي أقرّها “الكابينيت” الإسرائيلي لإقامة 22 مستوطنة جديدة، بينها خمس مستوطنات من المخطط إقامتها على أراضٍ لم تُصادر رسميًّا بعد.يوثّق تقرير “كيرم نبوت10 /6/ 2025” أن المستوطنين باشروا بالفعل بخطوات تهدف للسيطرة على سلسلة جبلية واقعة بين قريتي “بيت عور الفوقا” و”دير إبزيع”، وهي منطقة لم تشهد تواجدًا استيطانيًّا في السابق، ووفقًا للتقرير فإن مستوطنتي”عنبار” و”متسبي زيف” موجودتان فعليًّا كبؤر استيطانيّة غير قانونيّة، بينما يتم حاليًا إنشاء مستوطنة ثالثة، ويُخطَّط لإقامة مستوطنتين إضافيتين في مناطق “استراتيجية” بهدف تعزيز التواصل الجغرافي بين الكتل الاستيطانية.

وبحسب المعطيات فإن المستوطنات الخمس، التي ستقام على أراضٍ لم تصادر بعد، تشمل “عنبار”، “بيت حورون شمال”، “معالوت حلحول”، “متسبي زيف”، و”رحبعام”، ولإضفاء صفة “الشرعية” على هذه المواقع الاستيطانية، سيتعيّن على الحكومة الإسرائيلية إصدار أوامر عسكرية تقضي بمصادرة الأراضي المعنية عبر إعلانها “أراضي دولة، ويوثّق تقرير “كيرم نبوت” أن المستوطنين باشروا بالفعل، قبل اسابيع بشقّ طرق جديدة نحو موقع مستوطنة “بيت حورون شمال”؛ حيث يسعون للسيطرة على سلسلة جبلية واقعة بين قريتي “بيت عور الفوقا” و”دير إبزيع”، وهي منطقة لم تشهد تواجدًا استيطانيًّا في السابق.

وحذرت منظمة”كيرم نبوت” على نحو محدد من خطط إقامة مستوطنة “رحبعام”، التي تهدف إلى تعزيز الامتداد الاستيطاني على طول المقطع من شارع 5 بين مفترق “زعترة” (تفوح) والمستوطنة المنعزلة “مجداليم”، ويقول التقرير أن هذه المنطقة تشهد في السنوات الأخيرة محاولات مكثفة من قبل المستوطنين، شملت إقامة البؤرة الاستيطانية “أفيتار” والاستيلاء القسري على الأراضي الزراعية شمال شرق “مجداليم”، بما في ذلك إنشاء مزرعة جديدة هناك، ورغم غياب معلومات رسمية حول حجم الأراضي المزمع مصادرتها لهذه الغاية، تُقدّر “كيرم نبوت” أن المساحة قد تصل إلى عدة آلاف من الدونمات، ما يُنذر بتصعيد غير مسبوق في وتيرة التوسع الاستيطاني.

وفي هذا السياق التصعيدي للمشاريع الاستعمارية رصدت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية إجراءات لإقامة 15 بؤرة استيطانية جديدة، في شهر أيار الماضي، معظمها بؤر رعوية وزراعية،(وحسب منظمة “تمرور”، يوجد حالياً 133 مزرعة في كل أرجاء الضفة) ولكن بعض هذه البؤر فشل المستوطنون في تثبيتها بفعل تصدّي ومقاومة الأهالي، مثل ما جرى في جنوب نابلس مؤخرا حيث أحرق شبان فلسطينيون خيمة أقامها المستوطنون على أراضي قرية أوصرين.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى